أنت هنا

قراءة كتاب ابراهيم السامرائي - الانسان والكتاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ابراهيم السامرائي - الانسان والكتاب

ابراهيم السامرائي - الانسان والكتاب

كتاب "ابراهيم السامرائي - الانسان والكتاب"، هذا الكتاب محاولة صادقة من مؤلفه لتقديم صورة عامة عن جهود الدكتور ابراهيم السامرائي الثقافية ، وقد تمثلت هذه المحاولة في تقديم مسارد تفصيلية لما تركه السامرائي من كتب ودراسات تجولت في حقول ثقافية متنوعة ، ودلت على

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
هي كلمات إذن كان يجب أن تقال، ولعلّها لم تقل كلّ شيء، غير أنّها من المؤكد أفضل من السكوت، وقد تعلّمنا أنّ الوزن ··· ليس في المعاني ولكنّه في قول المعاني، وكما هو الأمر في الحوادث الملّمات فإنّ الأفكار لا تعني إذا جاست بالخاطر واتسقت في البال، والأفكار لا فضل لصاحبها إذا انبثقت لديه: لأنّ المعاني في تلك اللحظة يجب أن تنقال، وإلاّ أمست على صاحبها حملين اثنين أنّها خطرت، وأنّها كُبتت عبد السلام المسدي، المرجع السابــق، ص29، وقريب منه ما صاغه الجواهري من كلام نفيس عالٍ وهو يقول:
 
وثَـمّ من لعنـة الأجـيـال جـازيـة
 
تـقتـصّ مـن قولـة حـقّ ولـم تُقَـلِ
 
ويـل الكـذوبيـن مـن يومٍ يُسلّ بـه
 
مخضوضر القول من مستوبيء العملِ
 
وقد قطع الأستاذ عبد الله السريحي الشوط إلى نهايته في مضمار القول هذا، وجاء كتابه أشبه بقطرات من الحيا، والندى خفّفت من ذلك الظمأ الذي رافق مسيرة الأستاذ السامرائي· وقد بذل فيه من الجهد ما هو ظاهر لا يحتاج إلى فضل بيان، فقدّم سيرة مختصرة للأستاذ السامرائي، راح بعدها يتقفّى ما أصدره من كتب، وهي ذات أفانين، وألوان، فمنها ما هو مؤلَّف، ومنها ما هو محقّق، ومنها ما هو منقول عن الفرنسية، ولعلّي أشير إلى عمل يقتضي المقام ذكره هنا، وهو الكتاب الذي أصدره الصديق الأستاذ أحمد العلاونة سنة 2001 عن حياة الدكتور السامرائي، وكتبه، وكان له الفضل أيضاً في جميع ما تناثر من كتب الأستاذ ووضعها بين دفتي كتاب واحد مع التعريف الموجز بكلّ واحد منها، فكأنَّ الكتابين: ذاك الذي صدر، وهذا الذي بين الأيدي يتعاونان في تبيان جهد الأستاذ السامرائي في تأليف الكتب، ونشرها، ويضيف الأستاذ السريحي يداً بيضاء أخرى هنا حين يعمد إلى تعقّب عشرات الدراسات، والمقالات التي نشرها الأستاذ السامرائي في مختلف المجلات العربية، فيذكر عنوان الدراسة، وموضع النشر، وتاريخه، وهو عمل شاق لا يعرف خباياه إلاّ مَنْ كابد العمل فيه، فقدّم بذلك خدمة لا تنكر لتراث الأستاذ السامرائي خصوصاً، والحركة الثقافية العربية عموماً، ولم يكن دافع الأستاذ السريحي إلى تجشم هذا العمل المضني سوى الوفاء النادر في أيامنا هذه، وكأنّي بالأستاذ السامرائي حين خصّ الأستاذ السريحي بقصيدة من شعره منذ سنة 1992 كان يستشرف المستقبل، ويعرف أقدار الرجال، فبعد أن يقول مخاطباً الأستاذ السريحي:
 
أذمّ لهذا العصر أنَّ خياره
 
تقّحمهم من بعض أهليهمُ قصفُ
 
فأيّة أيام تتابع شرّها
 
على سروات راح منها لهم نسفُ
 
وقد ذرّ قرن الأرذلين فأترفوا
 
فجاء لهم فيها الأعاجيب والسخفُ
 
وقد حيز وفرٌ وهو كدّ قبيلة
 
من الأطيبين الغرّ سيموا وقد عفّوا

الصفحات