أنت هنا

قراءة كتاب محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

قال الجواهري ذات يوم: «أنا أحب الحياة، وما زلت شاباً في نفسيتي وفي تطلعاتي رغم المائة التي أقرع بابها على قاب قوسين وسنة». أحب الشاعر الحياة، وغنى لها رغم آلامه وأحزانه ورغم غربته وعذاباته.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 10
الرحلة الأولى
 
كان حلم الطفل أن يخرج من بيته لزيارة البلدان من حوله، ثم خروجه من النجف فكانت رحلته الأولى إلى بغداد، ولم يكن يخطر بباله أن يتجاوز حدود العراق، لكن الصدف تشاء له أن يجتاز الحدود فيجد نفسه كما يصف «بين الينابيع الدرارة، والسهول الخضراء، والجبال الشاهقة العملاقة وأغاني الرعيان والبدو الرحل أصحاب المقامات الشهيرة بأنغام الناي الجميل وألحان التار الساحرة» في إيران، ويتنقل بين البلدات فيصل إلى «شمراناتا» في عالم جديد وسحر خلاب، وكأنه انتقل على حد وصفه إلى حضارة جديدة وفي ذلك يقول:
 
كل أقطارك يا فارس ريف
 
طاب فضلاك: ربيع وخريف
 
ثم تشده البيئة الجديدة، لينظم قصيدة جديدة بعنوان «وقفة على كرند»(10) ومطلعها:
 
خليليّ أحسن ما شاقني
 
بفارس هذا الجمال الطبيعي
 
إلى الآن تجري متون الجبال
 
علينا بمثل مذاب الدموع
 
هلما معي نحو هذي الرياض
 
نجدد عهوداً بفصل الربيع
 
قال الشاعر قصيدته ولم يكن قد وصل إلى طهران، لكنه ينظر بعين الشاعر فيطلب ممن معه أن يسمعوه وهو يصف بنظرته إلى القديم إلى ما يقع ناظريه عليه من جمال الطبيعة، وهو لا يقف بنظراته وأحاسيسه ومشاعره إلى هذا المنظر فقط بل يتعدى لنراه وهو يصف في قصيدته «شمراناتا» النسيم العليل والأشواق الملتهبة والسماء الصافية والأغصان الفارعة والأوراق الخضراء فيقول:

الصفحات