أنت هنا

قراءة كتاب حياتي مع بيكاسو

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حياتي مع بيكاسو

حياتي مع بيكاسو

كانت الطبعة الأولى من ترجمتي لكتاب حياتي مع بيكاسو تأليف فرنسواز جيلو، وكارلتون ليك، قد صدرت في بغداد عام 3 9 9 1 عن دار المأمون للترجمة والنشر، دون إشرافي ومراجعتي، لأنني كنت مقيمة خارج العراق.

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 5

بعد الزيارة الثانية بوقت قصير، عادت (جنفييف) إلى (ميدي) وأردت أن أذهب وحدي إلى شارع (دو غراند أوغسطين)،غير أنني شعرت بأن الوقت كان مبكراً بعض الشيء لعرض أعمالي الجديدة على بيكاسو، مع هذا، فهو لم يكن مجاملاحين دعاني لزيارته كلما أردت. لا بد من الاعتراف بأنني كثيرًا ما تساءلت، ترى لو يلقاني وحدي هل أكون موضع اهتمامه؟ لقد كان يرى فينا، حين نكونأنا وجنفييف معًا، مضمونًا طالما تغلغل في أعماله كافة، وتجلى بوضوح في لوحاته التي أنجزها خلال الثلاثين: امرأتانمعاً، إحداهما شقراء والأخرى سمراء، إحداهما ذات خطوط ملتوية، والأخرى تكشف عن صراعاتها الداخلية، بشخصيةتتجاوز الصورة المرسومة. إحداهما امرأة تحيا معه حياة تشكيلية وجمالية خالصة، والأخرى من النمط الذي تنعكسطبيعته في تعبير محتدم. وحين رآنا في ذلك الصباح، رأى في (جنفييف) صورة من كمال الشكل، ورأى فيّ، أنا التيتفتقر إلى مثل ذلك الشكل الكامل، طبيعة قلقة كانت في الحقيقة صدى لطبيعته هو. كنت متأكدة أننا أنشأنا لديه صورةموحدة، حتى أنه قال: إنني أرى مخلوقتين رسمتهما قبل عشرين عاماً، وكان ذلك بالتأكيد أحد الأسباب الرئيسية لاهتمامهبنا.
وبعد وقت قصير من عودتي إلى زيارته، بدأ يفصح عن جانب آخر من طبيعة اهتمامه بي.كنا نجد لديه دائماً أعدادًا كبيرة من الناس ينتظرون رؤيته: بعضهم ينتظر في القاعة الطويلة في الطابق السفلي، حيثيتصدر (سابارتيه)، وآخرون في المرسم الكبير في الطابق العلوي. وسرعان ما لاحظت أن بيكاسو كان يبحث دائمًا عنعذر ما ليبعدني إلى قاعة أخرى، حيث كان يمكنه أن يختلي بي لبضع دقائق. كانت الحجة في المرة الأولى، حسبما أتذكر،أصباغاً كان يريد إعطاءها لي،ولأنني كنت أدركت أن وراء ذلك شيئًا أبعد من الأصباغ، سألته، لماذا لا يجلبها لي. فردّعلي بسؤال آخر لماذا؟ لأنني إذا كنت سأمنح امرأةً هدية ما، فإن أقل ما يمكنها أن تفعله هو أن تسعى وراءها.في صباح يوم آخر، ذهبت إلى هناك على دراجتي الهوائية التي كانت الوسيلة الوحيدة للتنقل المريح في تلك الأيام، وفيطريقي إليه بدأت السماء تمطر، فتبلل شعري. قال بيكاسو مخاطباً (سابارتيه) - حسبك أن ترى الفتاة المسكينة، لا يمكنناأن نتركها على هذه الحالة. وجذبني من ذراعي قائلا: تعالي معي إلى الحمام، ودعيني أجفف لك شعرك.قال (سابارتيه)، تمهل يا بابلو، ربما يستحسن أن أدعو (اينيس) لتتولى الأمر، وستفعله بشكل أفضل.
قال بيكاسو: دعك من (إينيس)، فلديها عملها. وقادني إلى الحمام، ثم جفف شعري بعناية.لم يكن بالإمكان أن تسنح لبيكاسو فرص كهذه كل مرة، وكان عليه أن يصطنع فرصه، وهكذا فقد تكون الحجة القادمة أنهيريد منحي أوراق رسم من نوع خاص، كان قد أخرجها من إحدى الزوايا المتربة التي لا تحصى في مرسمه، ولكن مهماكانت الحجة فقد بدا واضحاً جداً أنه كان يحاول أن يكتشف إلى أي حد يمكن أن أتجاوب معه. ولم تكن لدي الرغبة فيإظهار ما يجعله واثقًا من موقفي أيًا كان، فكنت أتمتع بمراقبته وهو يحاول أن يصل إلى تصور ما .وقال لي ذات يوم: أريد أن أريك متحفي. ثم اصطحبني إلى غرفة صغيرة ملاصقة لمشغل النحت. كان على الحائط فيالجهة اليسرى خزانة زجاجية طولها سبعة أقدام وعرضها خمسة أقدام وعمقها قدم واحدة، كانت تحتوي على أربعة رفوفأو خمسة، وعليها الكثير من الأعمال الفنية المختلفة. قال: تلك هي كنوزي. ثم سار إلى منتصف الواجهة الزجاجية للخزانة، وأشار إلى قدم خشبية مذهلة جداً فوق إحدىالرفوف، وقال: تلك هي المملكة القديمة، وكل مصر تكمن في هذه القدم، وبجزء مثل هذا لا أحتاج إلى بقية أجزاء التمثال.كان على الرف الأعلى عشرة تماثيل نساء برونزية رشيقة جداً، يتراوح ارتفاعها بين قدم واحد وقدم ونصف: لقد نحتُّ هذهبالخشب في عام 1 3 9 1. ثم قال انظري إلى هنا. ودفعني بلطف شديد إلى نهاية الخزانة، ونقر بيده الزجاج مشيرًا إلىمجموعة أحجار صغيرة حفرت في داخلها وجوه نساء جانبية، ورأس ثور ووحش، وقال لقد عملت هؤلاء بهذه. ثم أخرج
من جيبه سكيناً صغيراً يحمل علامة (أوبينيل Opinel ) بشفرة مطوية واحدة. وعلى رف آخر، مجاور لليد الخشبيةوالذراع اللتين كان من السهولة معرفة أنهما من (إيستر آيلاند)، لاحظت قطعة من العظم صغيرة ومسطحة، طولها ثلاثةإنجات تقريباً، رسم على جانبيها خطوطًا متوازية تحاكي أسنان المشط، وفي الوسط، بين صفيّ الأسنان، توجد خرطوشةوفوقها بقتان تتقابلان عند الرأس في حالة صراع، إحداهما على وشك أن تبتلع الأخرى. وسألت بيكاسو عما كان ذلكفأجاب: ذلك مشط للقمل، قد أعطيك إياه ولكن لا أظن أنك بحاجة لاستخدامه. ثم مرر أصابعه بشعري وفرقه من جذوره:لا، إنك تبدين سليمة.
رجعت إلى الوراء قليلا، ورأيت قالب منحوتته (قدح الأفسنتين) بارتفاع تسعة إنجات تقريباً، وفيها ثقب محفور داخلواجهة القدح، وفوقه ملعقة حقيقية وفيها مكعب سكر مصنّع. قال بيكاسو: لقد عملت هذا قبل أن تولدي بزمن طويل، وكانذلك في عام 4 1 9 1، صنعته بالشمع ، ثم أضفت إليه ملعقة حقيقية، ثم عملت منه ست نسخ برونزية، وبعد ذلك رسمتعلى كل منها شيئاً مختلفاً. وإليك ما سيسليك هنا. لف ذراعه حولي، وتحول إلى جانب آخر من الخزانة وهو يسحبني معه.رأيت علبة كبريت صغيرة مرسوم عليها رأس امرأة بأسلوب ما بعد التكعيبية، وسألته متى عمل ذلك؟ قال: قبل سنتين أو ثلاث، وتلك أيضاً. ثم أشار إلى مجموعة من علب سجائر رسم عليها نساء جالسات على كراسٍ لهامساند يدوية، ولاحظت أن ثلاثة منها كانت تحمل تاريخ 0 4 9 1، وقال: هل ترين؟ لقد أنشأتهما من نحت بارز بلصقأجزاء أخرى من الكارتون في أماكن مختلفة، وقال، مشيرًا إلى عمل آخر في الوسط: القد خيّطت هذه على سطح الجزءالوسطي من الجذع، لاحظي الشعر، إنه جميل وقريب من الشعر الطبيعي، مع أنه سلك. هذه الأعمال، كما أعتقد، تقع ما
بين الرسم والنحت. ولاحظت أيضاً أنّ جزءاً من إطار الكرسي الذي تجلس عليه المرأة ذات الجذع المخيّط، كان مصنوعاًمن سلك معقود.على الرف الأسفل كانت هناك مجموعة من تصاميم مسرحية صغيرة ومتعددة داخل علب (السيجار)، وفوقها يقف ممثلونمن كارتون ملون لا يزيد حجم الواحد منهم على حجم دبوس أمان صغير. ومع ذلك فإن من أغرب ما رأيت، مجموعةنحوت بارزة reliefs، بأسلوب سوريالي، تجمع بين أشكال غير متجانسة - أعواد كبريت وفراشة وزورق من لعبالأطفال وأوراق أشجار و أغصان- بحجم 12x10 إنجاً لكل قطعة. سألته ما هذه، فهز كتفيه وقال، كما تبدو لك تماماً،فقبل عشر سنوات كنت مسحوراً بعمل أشياء كهذه فوق سطح قماش لوحات صغيرة، أو على الجانب السفلي منها، ثمجمعت التكوينات -بعض هذه الأشياء مخيطة- ثم غطيتها بالصمغ والرمل.بعد أن انتهيت من مشاهدة النحوت البارزة المغطاة بالرمل، مددت رأسي من باب على الحائط الخلفي للقاعة، كان ينفذ إلىغرفة أخرى صغيرة مليئة بالأُطر، فرأيت خلفها صورة فوتغرافية لفلاح كتلاني بالحجم الطبيعي، بدا لي كما لو أنه قائمعلى حراسة كنوز المتحف. وعدت ثانية، فرأيت على الجهة الأخرى من القاعة، جانب الخزانة، منضدة مليئة بالعدداليدوية، سرت نحوها وتبعني بيكاسو.
قال: إنني أستخدم هذه لوضع اللمسات النهائية على منحوتاتي. ثم رفع بيده مبرداً وقال: وهذا ما أستخدمه طوال الوقت.أعاده ثانية إلى مكانه، والتقط واحداً آخر: وهذا لعمل سطوح أشد نعومة. وراح يمسك الواحد بعد الآخر: ملاّسة، كمّاشات،مسامير من كل الأنواع (لأغراض الحفر على الجبس)، وأخيرًا المطرقة، وكان مع كل واحدة منها يزداد اقتراباً مني. وبعدأن أعاد القطعة الأخيرة إلى مكانها على المنضدة، التفت فجأة وقبلني من فمي، فلم أعترض، ونظر إليّ باندهاش. قال متسائلا: ألا تمتنعين؟ قلت: وهل ينبغي لي؟ بدت عليه الصدمة، وقال اذلك أمر مقزز، كنت في الأقل تبعديني، وإلا قدأظن أن بوسعي التمادي كما أشاء، فابتسمت وطلبت منه أن لا يتوقف. لقد أصبح الآن مغلوبًا على أمره، وكنت أعرفجيداً أنه لم يكن يدري ما يريد أن يفعله - أو هل يقدم على فعله - وظننت أنني بالرد عليه ردًا واثقًا بنعم، قد أثبطت عزيمتهعلى القيام بأي شيء على الإطلاق، لذلك قلت له: إنني طوع بنانك. نظر إليّ بحذر وتساءل، هل أنت مغرمة بي؟ قلت: إنّهلم يكن بوسعي أن أضمن ذلك، ولكنني، في أقل تقدير، معجبة به وإنني كنت أشعر بالراحة الشديدة معه، ولم أر سبباً يدعوإلى وضع أية تحديدات مسبقة لعلاقتنا. وكرر قوله: ذلك أمر مقزز، كيف تتوقعين مني أن أغوي امرأة تحت ظروفكهذه؟ إن كنت لن تقاومي - فالأمر إذن ميؤوس منه، وعليّ أن أعيد النظر . ثم عاد إلى مشغل النحت لينضم إلىالآخرين.
وبعد أيّـام قليلة، أثار المسألة بأسلوب مشابه، فقلت له إنه لم يكن بوسعي أن أعده بأي شيء مسبقًا، ولكن بوسعه دائماً أنيجرب ويرى بنفسه، فاغتاظ مني وقال: لدي انطباع بأنه على الرغم من صغر سنك، فقد مررت بتجارب كثيرة. قلت: لا،لم تكن لدي تجارب حقيقية، فقال: حسن، أنا إذن لا أفهمك، وتصرفك غير معقول. قلت: لا حيلة لي بذلك، إن كان الأمرمعقولاً أم غير معقول، ثم إنني لم أكن أخشاه، لذلك لم يكن بوسعي أن أؤدي أداء جيدًا دور امرأة تخشاه. فقال: إنني أجدكمعقدة جدًا. وذلك ما جعله يتريث معي لمدة أطول.وبعد ما يقرب من أسبوع ذهبت للقائه، وباتباعه الأسلوب الذي غدا مألوفًا لدي، فقد نجح في مناورتي وسحبي إلى غرفةنومه. التقط كتاباً كان على كرسي قرب سريره وسألني: هل قرأت المركيز دوساد؟ قلت له: لا، فقال، وقد بدا عليه الزهوبنفسه: آه لقد صدمتك. أليس كذلك؟ قلت: لا، وعلى الرغم من أنني لم أقرأ (ساد)، إلا أنّه لا اعتراض لي عليه، وإننيقرأت (كوديرلوس دو لاكلوس - Choderlos De Laclos) و(ريستيف دو لابرتون - Restif De LaBretonne)، وبينت له أنه كان بوسعي الاستغناء عن (ساد)، ولكنه (أي بيكاسو) قد لا يستطيع ذلك ، وإنني في أي حالمن الأحوال،لم أكن معنية بمبدأ الضحية والجلاد ، ولا يناسبني أي من الدورين.
قال: لا.. لا.. لم أعنِ ذلك، لقد تساءلت فقط عما إذا كان ذلك يصدمك. بدا خائب الظن بعض الشيء: أعتقد بأنك إنكليزيةأكثر مما أنت فرنسية ، فلديك ذلك التحفظ الإنكليزي.
ثم خفّت حملته بعد ذلك، غير أنه بقي ودوداً معي صباح الأيام التي كنت أذهب فيها لزيارته، ولأنني لم أشجع محاولاتهالمبكرة، فقد بدا تردده واضحاً في الإقدام على المزيد من المحاولات، لقد نجح تحفظي الإنكليزي بردعه، وذلك ما أسعدنيأيضاً.في صباح أحد الأيام الأخيرة من حزيران، أخبرني بأنه يريد أن يريني المنظر من خلال الغابة، وتشير هذه الكلمةبالفرنسية إلى مجموعة العوارض التي تستخدم لدعم سقوف البنايات. فاصطحبني خارج مرسمه ومررنا بمجاز يؤدي إلىالسطح العالي، كان هناك، عند زاوية في الحائط، سلم دائري يقود إلى الأعلى، حيث يوجد باب صغير على ارتفاع ثلاثأقدام. نحنى بيكاسو باحترام وقال: تفضلي. كنت مرتابة بعض الشيء، وبدا لي أن مناقشة الأمر غير ملائمة، لذلك تسلقتالسلم وتبعني مباشرة. دفعت الباب لأفتحه، ودخلت إلى غرفة صغيرة تحت الطرف الناتئ من السطح، كانت مساحتهااثنتيعشرة قدماً في عشرين، وكان على الجانب الأيمن من الغرفة شباك صغير مفتوح يكاد يصل إلى الأرض. مشيتنحوه ونظرت إلى الخارج، فواجهني تصميم تكعيبي تكوّن من سطوح الأبنية ومخارج المواقد الممتدة منها على الضفةاليسرى من النهر، فوقف بيكاسو خلفي ولف ذراعيه حولي: من الأفضل أن أمسك بك، فأنا لا أريد أن تسقطي وتلحقيبالدار سمعة سيئة. كان الجو قد ازداد حرارة في الأيام القليلة الأخيرة، وكان يرتدي ما بدا لي أنه لباسه المعتاد، الذييرتديه في الجو الحار حين يستقبل أصدقاءه في الصباح، وهو عبارة عن سروال قصير (شورت) ونعلين.وقال: جميلة سطوح باريس، وبوسع المرء أن يستخرج منها لوحة فنية. بقيت أتطلع إلى المنظر الخارجي، كان علىالجانب بناية فارغة يجري العمل على ترميمها، وكان أحد العمال قد رسم بطلاء أبيض فوق الجدار الخارجي قضيب رجلضخماً بطول سبعة أقدام، وزوّقه بزخرفة باروكية. مضى بيكاسويتحدث عن المنظر وعن السطوح الجميلة القديمة وتحتالضوء الأزرق الرمادي للسماء، ثم رفع يديه وكورهما فوق ثدييّ بخفة. لم أتحرك، لكنه قال بشيء من البراءة الشديدة كماظننت: انظري! ذاك الرسم بالطلاء الأبيض على الحائط هناك، ما هو حسب اعتقادك؟ حاولت أن أبدو على سجيتي بقدر ماكان يبدو، فقلت لا أعرف، وقلت إنه لا يرتبط كما يبدو لي بشكل معين على الإطلاق.أبعد يديه، ولكن لا على نحو مفاجئ، بل بجذر كما لو أن ثدييّ كانا خوختين جذبه إليهما لونهما وشكلهما، فاكتفىبقطفهما بعد أن وجدهما ناضجتين، ولكنه أدرك بأن وقت الغذاء لم يحن بعد.رجع إلى الوراء، والتفت نحوي فأصبحنا وجهًا لوجه، كاد وجهه يحمر، ولكنه بدا سعيداً. خامرني شعور بأنّه كان سعيداًلأنني لم أورط نفسي، سواء بالابتعاد عنه أو بالسقوط بين يديه بيسر شديد، وقادني بلطف من ذراعي خارج الغابة،وساعدني لوضع قدمي على السلم، فهبطت، وتبعني، وانضممنا إلى المجموعة في مشغل الرسم. كان الكل يتحدث بحيويةكأن أحدًا لم يلحظ مغادرتنا أو عودتنا.

الصفحات