قراءة كتاب العلاقات الإنسانية في المؤسسات الصناعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العلاقات الإنسانية في المؤسسات الصناعية

العلاقات الإنسانية في المؤسسات الصناعية

تعتبر العلاقات الإنسانية التي تقوم على التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة بين أعضاء الجماعة العاملة على اختلاف مراتبهم ومستوياتهم.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 1

المقدمة

تعتبر العلاقات الإنسانية التي تقوم على التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة بين أعضاء الجماعة العاملة على اختلاف مراتبهم ومستوياتهم. أساساً للتحول في التعامل مع العاملين في المنشآت أو المصانع من النظرة إلى العاملين كمجموعة من الأفراد إلى جماعة عاملة بكل ما تحتويه من علاقات داخل المنشأة وخارجها، بكل تلاوينها بداً من علاقاتهم فيما بينهم إلى تشكيلهم نقابات خاصته بهم كإطار اجتماعي وبوتقة للتعبير عن مطالبهم.
إن هذه العلاقات التي تمتد إلى سلوكهم اتجاه إدارتهم وما لكي المؤسسة أو المصنع وعلاقة هذه مع عامليهم وبالتالي مستوى التفاهم والتناغم بين جماعة العمال من جهة والاحترام المتبادل والثقة مع إدارتهم.
كما هو واضح الأول إن علم النفس كان أغلب اهتمامه منصباً أول الأمر على اختيار العمال والموظفين، وتحليل الأعمال ، والوقاية من حوادث العمل، وتحسين ظروفه الفيزيائية . أما العلاقات الإنسانية – وهي موضوع من علم النفس الاجتماعي الصناعي – فقد تأخر عن معالجتها الباحثين ورجال الصناعة، فلم يكن يهتم بالعامل من حيث هو وحدة نفسية جسمية اجتماعية، إن اضطرب أو اختل جانب منهما اختلفت له سائر جوانب الوحدة، ولم يكن يهتم بالعاملين من حيث كونهم أعضاء في جماعة عاملة تؤثر في تطورها وإنتاجها وفي رضاها عوامل نفسية واجتماعية مختلفة. حتى تبين تدريجياً أن العلاقات الإنسانية ليست وثيقة الصلة بالكفاية الإنتاجية فحسب، بل إنها ترتفع فوق ذلك وترتبط ارتباطاً وثيقاً بظواهر مختلفة كالقلق الصناعي والصراع الصناعي بين العمال وأصحاب العمل، وتقلب العمال واختلافه من أعمال إلى أخرى، وكثرة تغيبهم وتمارضهم وتعرضهم للأمراض النفسية والأمراض المهنية المختلفة، وتعدد شكاواهم إلى غير تلك من مشكلات الصناعة الحديثة.
ظهر علم النفس الاجتماعي، وكان ذلك في حوالي العقد الثالث من القرن الماضي يرتاد آفاقاً ونواحي صناعية جديدة، وتعاطي رجال الصناعة وإدارة الأعمال بما كشف عنه من حلول لهذه النواحي والمشكلات. ولقد كانت تجربة هاوثورن من البواعث الأولى التي حفزت رجال الأعمال إلى زيادة الاهتمام بموضوع العلاقات الإنسانية في ميدان الصناعة. تلك التجربة التي أوضحت أن أهم العوامل الحاسمة في الإنتاج عوامل نفسية لا مادية، وأن العمال هم أولاً وقبل كل شيء كائنات اجتماعية لهم احتياجات نفسية واجتماعية فضلاً عن حاجاتهم المادية، وهي حاجات يجب أن تراعى وأن تشبع، وأنه لامناص لأصحاب العمل من مراعاة انسجام وراحة عمالهم لرفع الكفاية الإنتاجية لمصانعهم ومنشأتهم.
وخلف من بعد هذه التجربة طائفة من العلماء والباحثين كان لهم أكبر الأثر في إرساء موضوع العلاقات الإنسانية على أسس علمية ودفع عجلته إلى الأمام. نخص بالذكر منهم "ليفين" lewin الذي يقترن اسمه بموضوع "ديناميات الجماعة" ، و و"مورينو" Moreno الذي يقترن اسمه بموضوع "القياس الاجتماعي" فيما سنفصله خلال هذا الكتاب. وقد ظهر أثر ذلك في نواح عدة منها:
‌أ- الاهتمام بدوافع العمال وبواعثهم واتجاهاتهم النفسية وروحهم المعنوية، وذلك بخلق الظروف والأجواء الاجتماعية التي تراعي تشبع تلك الدوافع وتنمى تلك الاتجاهات وترقى بالروح المعنوية لديهم، كما زاد الاهتمام بالخدمات الاجتماعية والطبية والترويحية والثقافية للعمال.
‌ب- زيادة الرعاية و الاهتمام باختيار رؤساء العمال ومديري الأعمال وتدريبهم على الأصول الصحيحة للإدارة وقيادة الجماعات، بعد ما اتضح أن شخصية الرئيس أو المدير هي أهم عوامل في البيئة السيكولوجية للعامل.
‌ج- زيادة الاهتمام بالتنظيم الاجتماعي للمؤسسات والمصانع وذلك من خلال قنوات الاتصال والتفاهم المتبادل بين العمال وممثليهم والإدارة، إشراك العمال في اتخاذ القرارات التي تتصل بالعمل وظروفه ومشاكله، وبفضل تخطيط العلاقات الاجتماعية بين العمال الذين يعملون في جماعة واحدة وذلك بوضعهم مع زملائهم الذين يفضلون العمل معهم.
‌د- الحد من المشكلات والمتاعب الاجتماعية داخل المؤسسة أو المصنع أو العمل على حلها حلاً علمياً إنسانياً بما يلي الحاجات الإنسانية للعاملين وتحقيق التقدم للمؤسسة.
وقد أسهمت البحوث والكشوف في هذه النواحي إلى تغير النظرة إلى المشكلات الصناعية تغيراً كبيراً في بدايات القرن الماضي. فلم يعد ينظر إلى انخفاض الإنتاج على أنه يرجع إلى سوء الإضاءة أو مجرد التعب الجسمي، وظفرت النظرة عن ترك العمال أعمالهم إلى آخر على أنه يرجع إلى مجرد الكساد الاقتصادي، ولم يعد الرئيس شخصاً يقوم عمله على اتخاذ القرارات وإصدار الأوامر، ولم يعد عمل المرءوس يتوقف عند مجرد تقبل الأوامر وتنفيذها، بعد هذه التطورات حدث طفرة في النظرة إلى العمال وهذا كله نتيجة لما حدث من تغير في مفهوم العلاقات الإنسانية، مما سنتناوله تفصيلا مفصلاً في هذا الكتاب وفصوله اللاحقة.

الصفحات