قراءة كتاب العلاقات الإنسانية في المؤسسات الصناعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العلاقات الإنسانية في المؤسسات الصناعية

العلاقات الإنسانية في المؤسسات الصناعية

تعتبر العلاقات الإنسانية التي تقوم على التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة بين أعضاء الجماعة العاملة على اختلاف مراتبهم ومستوياتهم.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 2

العلاقات العامة والعلاقات الصناعية

حري بنا التمييز بين هذين المصطلحين أو المقولتين إذ كثيراً ما تكون مدعاة للالتباس لأن "العلاقات العامة" تهدف إلى توطيد العلاقات بين المؤسسة أو الشركة وبين الجمهور الذي تتعامل معه، وكذلك بينها وبين الهيئات الأهلية والحكومية والمساهمين والمستهلكين، واطلاع هؤلاء على ما تؤديه من خدمات للفرد وللمجتمع، وإعطائهم فكرة صحيحة عنها، وكسب ثقة الجمهور بوجه خاص. ويكون ذلك من خلال من الأنشطة والاهتمام بوسابل الإعلام عن طريق الصحف والمجلات والنشرات والاتصالات وغيرها.
وأما العلاقات الصناعية لها اتجاهين الأول فهي بمعناها الخاص تتضمن تنظيم وتوطيد العلاقات بين العمال وأصحاب العمل: مسائل الأجور وساعات العمل والتشريعات العمالية ومسائل اختيار العمال وتدريبهم وترقيتهم وذلك من الناحية التشريعية لا من الناحية السيكولوجية.
والثاني تعامل مع العلاقات الصناعية بمعناها العام استهدف تنظيم العلاقات بين الإدارة ونقابات العمال، وكذلك بين أصحاب العمل والحكومة، وبين الدولة ونقابات العمال، وبين نقابات العمال والأعضاء الذين يشكلونها وكذلك المفاوضات بين ممثلى العمال وممثلي أصحاب العمل وما يقترن بذلك من توفيق وتحكيم .
ولا يخفى أن أهداف هذه العلاقات جميعاً – العامة والصناعية والإنسانية – متداخلة ومتفاعلة إلى حد كبير، حتى أن كثيراً من المؤسسات الصناعية تدمجها جميعاً في إدارة واحدة و تعتبرها مهمة ووظيفة واحدة.
نأمل أن توفق في عرض هذه المسائل إسهاماً ضافي إعادة الحياة في مكتبتنا العربية لموضوع العلامات الإنسانية في الصناعة.

الفصل الأول 

مدخل إلى علم النفس

مدخل إلى النفس وأهدافه وفروعه

علم النفس وسلوك
يعرف علم النفس الحديث أنه هو العلم الذي يدرس سلوك الإنسان ودوافعه المختلفة بالطريقة العلمية.غير أن مفهوم "السلوك" behavior في علم النفس أوسع بكثير من مفهومه في اللغة الدارجة. فهو لا يقتصر عما يصدر عن الإنسان من أفعال حركية ظاهرة كالمشي والجري والكلام والرسم والعزف والأكل والبكاء والابتسام وتعبيرات الوجه المختلفة، بل يشمل فوق ذلك مختلف أنواع النشاط الداخلي الباطنية نسميها "نفسية" أو "عقلية" أو "ذهنية"، إدراك التذكر والتصور والتخيل والتفكير والتعلم وأحلام اليقظة وأحلام النوم، وكالشعور وانفعالية الخوف أو الغضب أو التعجب أو النفور، أوكالإحساس بالألم أو الملل أو الارتياح أو الانقباض . . . ويمكن القول أن السلوك يشمل:
1- كل ما يفعله أو يقوله الإنسان.
2- كل ما يدركه بحواسه المختلفة، وكل ما يفكر فيه أو يتخيله أو يتذكره أو يتعلمه. . إلى غير ذلك من العمليات العقلية.
3- كل ما يشعر به، وما ينزع إليه أو يريده أو يرغب فيه أو يعزف عنه، أو يخاف منه، أو يغضب له، أو ينفعل به، إلى غير تلك من الأحوال الوجدانية والانفعالية أو النزوعية.
لذلك يدرس علم نفس السلوك في صوره المختلفة وأطواره المختلفة وما يقوم وراء هذا السلوك من دوافع واستعدادات: - سلوك الطفل وسلوك الراشد الناضج، السلوك السوي أي العادي والسلوك الشاذ المنحرف، السلوك الذكي والسلوك الغبي، السلوك الماهر الحاذق والسلوك الأخرق، السلوك الاجتماعي والسلوك المضاد للمجتمع، السلوك الثابت والسلوك المتقلب السلوك المندفع والسلوك المتروي المتسرع.
كذلك يدرس عمليات الإدراك والتفكير والتذكر والتعلم والابتكار، كما يدرس الدوافع والميول والعواطف والانفعالات والإرادة...الخ . يدرس هذه العمليات وأوجه النشاط النفسي ليرى كيف تحدث، وما شروط حدوثها وما العوامل التي تسهلها أو تعطلها كيف نسمع؛ وكيف نبصر، كيف نفكر ونتعلم، وكيف نصمم ونريد ونصل إلى نتائج وقرارات، وما الدوافع التي تحفزنا على التعلم أو على الابتكار. وما تلك التي تضطرنا إلى التهور والاندفاع في بعض الظروف، أو تحملنا على الصبر والتروي في ظروف أخرى. كذلك يبين لنا لماذا نحب ونكره، لماذا نخاف ولماذا نغضب، لماذا نحزن ولماذا نطرب، لماذا نتريث أو نتردد. . لماذا ينسى الطالب بعض المواد دون غيرها، أو ينساها أثناء الامتحان ليتذكرها بعد الامتحان؟ لماذا يتعلم بعض الناس أسرع من غيرهم؟ لماذا يجد بعض الناس صعوبة كبرى في العزم والبت في الأمور، أو في الإقلاع عن عادة سيئة؟ لماذا يسرق الطفل نقوداً وأشياء لا حاجة له بها، أو لماذا يعزف عن تناول ألوان معينة من الطعام؟ وما الدافع أو الدوافع التي تحمل بعض المرضى على عدم اتباع نصائح الطبيب أو بعض المجرمين على معاودة الجريمة بالرغم مما يحل بهم من عقاب شديد، أو بعض العمال على التذمر والتمرد بالرغم من كفاية الأجور واعتدال ساعات العمل؟
موجز القول أن علم نفس السلوك يدرس:
1- ما يصدر عن الإنسان من نشاط- ذهنياً كان هذا النشاط أم حركياً.
2- لماذا يصدر عنه هذا النشاط؟
3- كيف يصدر عنه هذا النشاط؟

الصفحات