أنت هنا

قراءة كتاب طرائف من التراث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
طرائف من التراث

طرائف من التراث

قد يضحك الشخص أنا أو أنت أو غيرنا وقد نبكي كلنا أو بعضنا، ولما نضحك فإن ضحكنا إنما هو سعي منا للسعادة، وبكاؤنا إنما لبكائنا على سعادة فقدت أو نحن نخشى من زوالها.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 9

الهرب من الدَّيْن

كان عبادة  من أطيب الناس وأخفهم روحاً وأحضرهم نادرة وكان أبوه من طباخي المأمون وكان معه فخرج حاذقاً بالطبيخ ثم مات أبوه ونجب؛ حكى أبو حازم الفقيه وقد جرى ذكر عبادة قال: ما كان أظرفه!
قيل: وكيف؟
قال: لما حصل بالموصل تبعه غرماؤه وطلبوه وقدموه إلى علي بن إبراهيم العمري وهو قاضي الموصل فحلف لواحد ثم لآخر ثم لآخر، فقال له علي بن إبراهيم: ويحك ترى هؤلاء كلهم قد اجتمعوا على ظلمك فاتق الله وارجع إلى نفسك فإن كانت عسرة بإزائها نظرة.
فقال: صدقت فديتك ليس كلهم ادعى الكذب ولا كلهم ادعى الصدق ولكني دفعت بالله ما لا أطيق.

الميراث

وقيل له وقد مات زوج أخته: ما ورثت أختك من زوجها؟
قال: أربعة أشهر وعشراً.

مخادعة الساحر

قال ابن خلكان: رأيت في بعض المجاميع أنه كان متصلاً بخدمة بعض الملوك وأن ذلك الملك طلب رجلاً من أتباعه وأكابر دولته ليعاقبه بسبب جريمة صدرت منه، وعلم أن أبا معشر يدل عليه بالطرائق التي يستخرج بها الخبايا والأشياء الكامنة فأراد أن يعمل شيئا لا يهتدي إليه ويبعد عنه حسه فأخذ طستاً وجعل فيه دماً وجعل في الدم هاون ذهب وقعد على الهاون أياماً وتطلب الملك ذلك الرجل وبالغ في التطلب فلما عجز عنه أحضر أبا معشر وقال له: تعرفني موضعه بما جرت عادتك به فعمل المسألة التي يستخرج بها الخبايا وسكت زماناً حائراً.
فقال له الملك: ما سبب سكوتك وحيرتك؟
قال: أرى شيئاً عجيباً!
فقال: وما هو؟
قال: أرى الرجل المطلوب على جبل من ذهب والجبل في بحر من دم ولا أعلم في العالم موضعاُ من البلاد علي هذه الصفة.
فقال له: أعد نظرك وغير المسألة وجدد أخذ الطالع ففعل، ثم قال: ما أراه إلا كما ذكرت وهذا شيء ما وقع لي مثله، فلما أيس الملك من القدرة عليه بهذا الطريق أيضاً نادى في البلد بالأمان للرجل ولمن أخفاه وأظهر من ذلك ما وثق به فلما اطمأن الرجل ظهر وحضر بين يدي الملك فسأله عن الموضع الذي كان فيه فأخبره بما اعتمده فأعجبه حسن احتياله في إخفاء نفسه ولطافة أبي معشر في استخراجه.
 

الصفحات