أنت هنا

قراءة كتاب قضايا ساخنة في فكر جمال الدين الأفغاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قضايا ساخنة في فكر جمال الدين الأفغاني

قضايا ساخنة في فكر جمال الدين الأفغاني

إن الدافع الرئيس من البحث في فكر جمال الدين الأفغاني يكمن في طرح مفكرنا إلى قضايا وحدوية ودينية وسياسية لها واقع في الماضي والحاضر والمستقبل كذلك ،ولذا ارتأيت طرح هذه القضايا وتفسيرها معتمداً على المنهج العلمي في التحليل من خلال مؤلفات المفكر ،وأراء الباحثي

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 7

دعوته إلى الجامعة الإسلامية

من ينظر إلى هذا العنوان , فقد يظن للوهلة الأولى, أنه جاء اعتباطاً, أو دخيلاً على الفكرة ذاتها , ولكنْ, من يدرسه جيداً,فسيرى أنه يكشف لنا عن حقيقة التصور الديني لجمال الدين الأفغاني, و.إن كنت , بادئ ذي بدء, أعتقد أن الأفغاني قد دعا إلى جامعة إسلامية, فإنني رأيت من المناسب أن أتناول الاتجاهات التي اختلفت حول الجامعة التي كان يدعو إليها المفكر , وهذه الاتجاهات هي:
1-الاتجاه الأول: يرى أنصاره أنه كان يدعو إلى جامعة إسلامية.
2-الاتجاه الثاني: يعتقد أتباعه أنه كان يسعى إلى إطار قومي.
3-الاتجاه الثالث: يؤمن أصحابه أنه. كان يعمل من أجل وحدة شرقية.
وتتباين هذه الاتجاهات فيما بينها تبايناً واضحاً بالاعتماد على كتابات الأفغاني التي تقوم على تقديم الدين على الجنسية تارة, أو تقديم الجنسية على الدين تارة أخرى, أو بالنظر إلى جوهر هذه الكتابات. لذلك, سأعرض هذه الاتجاهات مدعمة بالنصوص التي اعتمد عليها الدارسون , ثم أناقشها وأعلق عليها.

الاتجاه الأول

وهم مؤيدو الجامعة الإسلامية التي دعا إليها الأفغاني, وقبل الحديث عن هذا الاتجاه , أود في البداية أن ألقي الضوء على الوصف العام لتيار الجامعة الإسلامية, ثم أشير إشارة موجزة لتيارات الجامعة الإسلامية التي ارتبطت بالعصر الحديث .
يرى د.محمد عمارة أن الأساس الذي قام عليه تيار الجامعة الإسلامية أن هناك نوعين من التحديات التي تواجه الشعوب الإسلامية هما:
1-التحديات الداخلية: كالتخلف الفكري والديني والسياسي والصراعات الإقليمية والقبلية القائمة بين شعوب الأوطان الإسلامية.
2-التحديات الخارجية: مثل المد الإستعماري والامبريالي الذي زحف من أوروبا على الشرق وخصوصاً في القرن التاسع عشر.(48:18).
أما تيارات الجامعة الإسلامية التي سبقت تيار الجامعة الإسلامية الذي نادى به الأفغاني, فيمكن إجمالها بالآتي :
1-الوهابية التي أسسها محمد بن عبد الوهاب وتُعَدّ أقدم تيار فكري وسياسي اندرج تحت شعار الجامعة الإسلامية في العصر الحديث,فقد كانت ترمي إلى تجديد شباب الإسلام والمسلمين, عن طريق طرح البدع والخرافات التي نتجت عن تصور السلطنة العثمانية لعقيدة المسلمين.
2-الحركة السنوسية التي أسسها في المغرب محمد بن علي السنوسي، وتمثل الامتداد الوهابي إلى بلاد الشمال الإفريقي , فهي بطابعها الصوفي الذي تميزت به عن الوهابية وقسماتها السلفية, كان تعمل تحت شعار الجامعة الإسلامية.
3-الحركة الاسماعيلية الحديثة التي كان من أبرز قادتها (آغاخان), عملت هي الأخرى تحت شعار الجامعة الإسلامية., وفي ذلك يقول: ((إن هناك جامعة إسلامية حقة صريحة ينضم إلى لوائها الحر كل مسلم مؤمن مخلص, أعني بذلك الرابطة الروحانية الوجدانية, والوحدة الجامعة بين أتباع صاحب الرسالة الإسلامية, فهذه الوحدة الإسلامية الروحانية يجب أن تتعهد فتنمو أبداً, لأنها عند أتباع النبي أس الحياة وجوهر النفس.)) (50.48:18)
وبالتالي , فإن دعوة الأفغاني إلى الجامعة الإسلامية ليست دعوة جديدة وانعزالية, وإنما هي , في واقع الأمر, امتداد للكفاح الإسلامي في تاريخ الجماعة المسلمة, وهي ترمي إلى نفس الغاية من الدعوات الإسلامية السابقة, والدليل على ذلك انها قامت على الإسلام في مضمونها.(19)
ويؤيد د.عبد الباسط محمد حسين أن دعوة الأفغاني إلى الجامعة الإسلامية كانت تطوراً طبيعياً للحركات الإصلاحية السابقة كالسنوسية والوهابية, لذلك, لا يمكن أن ينظر إليها مستقلة عن هذه الدعوات , وبناءً على ذلك , لا يعدّ الأفغاني صانعاًً للجامعة الإسلامية , بل منظماً لها.(20)
كما ان الأفغاني عاش في فترة زمنية كان العالم الإسلامي فيها متخلفاً, بالإضافة إلى هجمة شرسة من الاستعمار على بلاد المسلمين, الأمر الذي دعاه إلى التفكير في كيفية إنقاذ الأمة الإسلامية , فوجد الطريق إلى الجامعة الإسلامية هو طريق الحفاظ عليها.(17)

الصفحات