أنت هنا

قراءة كتاب كل شيء ساكن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كل شيء ساكن

كل شيء ساكن

كتاب "كل شيء ساكن" لمؤلفته الكاتبة ميّ بنات؛ هو عبارة عن مجموعة قصصية متنوعة تأخذنا من خلالها الكاتبة إلى عوالم يبدو فيها كل شيء ساكن، لكن في حيثياتها تشدك إلى ما أعمق من السكون، وكأن رحلة البحث قد بدأت من جديد.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
لستُ جبانًا
 
عُلقت الدّراسة هذا اليوم، كغيره من الأيّام القاتمة، هرول ليث و زملاؤه الثلاثة إلى بيوتهم، الطريق طويلةٌ ..مليئةٌ بالعثرات، والأزقّة مقفرةٌ ..كأنّ الأشباح تسكنها، أخذ الصّبية يحبسون أنفاسهم، حينما انطلق دويٌّ يقرع المسامع..
 
صاح ليث لزملائه : توقفوا ! خذ واحدة ! هيّا بنا أسرعوا ..
 
تنافس الصّبية على قطف الحجارة الصّلبة، وجمعوها في جيوبهم، سأل أحدهم : من سيتقدم !؟
 
- أنا..
 
- بل، أنا..
 
- لا أنت كنت الأوّل بعد خالد ..الله يرحمك يا خالد..
 
- اسكتوا !! قد تذهب، وأنتم تتكلّمون ..تقدّموا جميعًا المهم أن نفعل شيئًا .
 
تسلّل الصّبيّة من الزّقاق بسكون، تراصّ بعضهم خلف بعضٍ، دلّى ليث رأسه إليها وهمس : سأصيبها، شدّ على مقلاعه، وأسرع بقذفها، أخطأها.لا بدّ أن أصيبها ..قذف ثانيةً، ضرب قدمه بالأرض مرارًا ..لم يتحرك الجبان الّذي يركبها !
 
قهقه أحد الصّبية : ربما أنت الجبان ليس هو، لم لا تقترب أكثر!
 
- لستُ جبانًا ..سأريك ! تدفق الدّم الحارّ في عروقه ..تذكّر أباه، وخالد، وآيات، ومحمّد ..أنا مثلهم ..عليّ أن أكون مثلهم ...انتشل الحجارة من جيبه، وقف في وجه الغرفة الفولاذية، أطلق سربًا من الحجارة المتتابعة، تكهرب ذلك القابع في الآلة اللّعينة، تسابق الآخرون لقذف حجارتهم ..وثب ليث عاليًا، وأمطر حجارته الملتهبة ..يا الله لقد أخفته ..أخفته ..لست جبانًا ! فزع الصّبية : ليث انتبه اهرب إنّها تتحرّك ! التفت إلى رفقته سأهرب أنا سريعٌ، انظروا إليّ !
 
لكنّ تلك المشتعلة من الفوهة الكبيرة كانت الأسرع .. والله لستُ جبانًا هوت به إلى الأرض ..افترش جسده على الثرى ..تقدمت القلعة الدّبابة ـ وتراجعت..لا ليث سوّته بالأرض، وانصرفت تسحقّ بقيّة الشّجعان.. 

الصفحات