أنت هنا

قراءة كتاب إسلامية فلسطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إسلامية فلسطين

إسلامية فلسطين

كتاب "إسلامية فلسطين"، يقول د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

الفصل الأول: فلسطين فـي القرآن الكريم

لقد ربط الله سبحانه وتعالى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى في الآية الأولى التي افتتحت بها سورة الإسراء : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (الإسراء:1)، وذلك حتى لا يفصل المسلم بين هذين المسجدين ، ولا يفرط في واحد منهما ، فإنه إذا فرط في أحدهما أوشك أن يفرط في الآخر ، فالمسجدالأقصى ثاني مسجد وضع لعبادة الله في الأرض ، كما ورد عن الصحـابـي الجلـيل أبـي ذر الغفـاري قـال : قلت يا رسول الله : أي مسجد وضع في الأرض أولاً ؟ قال :=المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما؟ قال : أربعون عاماً (6).
ولقد ربط الله بين المسجدين حتى لا تهون عندنا حرمة المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله ، وإذا كان قد بارك حوله ، فما بالكم بالمباركة فيه ؟ ! !
لا تخفى مكانة فلسطين في الكتاب والسنة على كل من له إلمام بالعلوم الدينية والدراسات الإسلامية فيعرف حتماً ـ من غير شك ولا ريب ـ أن فلسطين جزء من بلاد الإسلام وفيها المسجد الأقصى المبارك الذي شرفه الله تعالى بالتقديس ، وجمع فيه الأنبياء ليلة الإسراء والمعراج تكريماً لنبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام ، وسنذكر عدداً من الآيات الكريمة التي تبين مكانة فلسطين ، والقدس ، والمسجد الأقصى المبارك منها :
1- قال تعالى : ) سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (الإسراء:1).
قال ابن كثير : هو بيت المقدس الذي بإيلياء معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام ، ولهذا جُمعوا له هناك كلهم ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ، فأمهم في محلتهم ودارهم ، فدل على أنه * هو الإمام الأعظم والرئيس المقدم (7).
فالمسجد الأقصى مبارك في ذاته مباركة الأرض التي حوله وهي أرض فلسطين.
ويستفاد من الآية السابقة وصول النبي * أرض الشام ، حيث دخلها ثلاث مرات :
الأولى : وهو صبي مع عمه في التجارة ، والثانية : في ليلة الإسراء والمعراج ، والثالثة : عندما وصل * أطراف بلاد الشام في غزوة تبوك.
2- وقال تعالى : ( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ )  (سبأ:18).
قال العوفي عن ابن عباس : القرى التي باركنا فيها هي بيت المقدس(8).
3- وقال تعالى : ( وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ )(الأنبياء:71)
لقد سلمّ الله تعالى إبراهيم ـ عليه السلام ـ من نار قومه وأخرجه من بين أظهرهم ، واختار له بيت المقدس مهاجراً لما لها من بركة وفضل على سائر البقاع ، وقد ذكر ابن جرير الطبري عن ابن عباس : أن الأرض المباركة هي بيت المقدس لأن منها بعث الله أكثر الأنبياء وهي كثيرةالخصب والنمو عذبة الماء (9)، وورد في تفسير ابن كثير عن أبي بن كعب قال : الأرض التي بارك الله فيها للعالمين : هي بلاد الشام وما نقص من الأرض زيد في بلاد الشام وما نقص من الشام زيد في فلسطين وكان يقال هي أرض المحشر والمنشر ، وبها ينزل عيسى ابن مريم ـ عليهالسلام ـ ، وبها يهلك المسيح الدجال (10).
4- وقال تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (الأنبياء:105)، ذكر القرطبي عدة أقوال في المراد بالأرض في هذه الآية من هذه الأقوال عن ابن عباس أنها الأرض المقدسة (11).
5- وقال تعالى : ( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) (المائدة:21).
المراد بالأرض المقدسة : بيت المقدس وما حوله (12).
وهو خطاب موسى ـ عليه السلام ـ لقومه بدخول الأرض المقدسة .. وفيها دليل على أن القدس وفلسطين مقدسة في الأزل ، قبل أن يحل بها قوم موسى ، لأن وجود المسجد الأقصى في القدس وفلسطين ، قبل حلول بني إسرائيل في فلسطين ، وقبل أنبياء بني إسرائيل الذين يزعم اليهود وراثتهم.
6- وقال تعالى : ) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ) (ق:41).
المنادي هو إسرافيل عليه السلام ينادي من صخرة بيت المقدس وهي أقرب موضع من الأرض إلى السماء =أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة إن الله تعالى يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء (13) .
7- وقال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:58).
ذهب جمهور المفسرين على أن المراد بالقرية =القدس (14).
8- وقال تعالى : (الأعراف:137).
(الأرض المباركة هي فلسطين وبيت المقدس).
والأرض هي : أرض الشام ، قاله الحسن البصري ، وعزاه السيوطي في =الدر المنثور لزيد بن أسلم ، وسفيان (15) .
قال قتادة : مشارق الأرض ومغاربها المباركة هي بلاد الشام (16)، وإنما بوركت لوجود القدس فيها ، والمباركة حسية بالخصب وسعة الأرزاق ، ومعنوية لأنها مساكن الأنبياء الصالحين .

الصفحات