أنت هنا

قراءة كتاب إسلامية فلسطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إسلامية فلسطين

إسلامية فلسطين

كتاب "إسلامية فلسطين"، يقول د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

 

9- وقال تعالى : ) وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ) (الأعراف:161).
ذهب الجمهور على أن المراد بالقرية =القدس(17).
10- وقال تعالى : ( فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ( (النمل:8)
أي فلما أتاها ورأى منظراً هائلاً عظيماً ، حيث انتهى إليها والنار تضطرم في شجرة خضراء ، لا تزداد النار إلا توقداً ، ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونضرة ، ثم رفع رأسه فإذا نورها متصل بعنان السماء ، قال ابن عباس وغيره : لم تكن ناراً وإنما كانت نوراً يتوهج ، وفي رواية عنه نور رب العالمين ، فوقف موسى متعجباً مما رأى ، قال ابن عباس : تقدس أي من الملائكة (18).
وذكر الألوسي في تفسيره (روح المعاني) أقوالاً أخرى ، الأول : أن المراد بمن في النار نور الله تعالى وبمن حولها الملائكة عليهم السلام وروي ذلك عن قتادة والزجاج ، والثاني : أن المراد بمن في النار الشجرة التي جعلها الله محلا للكلام وبمن حولها الملائكة عليهم السلام ، والثالث : ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس : قال في قوله تعالى :• يعنى تبارك وتعالى نفسه كان نور رب العالمين في الشجرة ومن حولها يعني الملائكة عليهم السلام (19).
كما ذكر الألوسي في تفسيره (واستظهر عموم من لكل (من) في ذلك الوادي وحواليه من أرض الشام الموسومة بالبركات لكونها مبعث الأنبياء عليهم السلام)(20).
11- وقال تعالى : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ) (الأنبياء:81).
قال المفسرون : الأرض التي باركنا فيها هي أرض الشام وتشمل بيت المقدس (21)، قال الزمخشري : وبركاته الواصلة إلى العالمين أن أكثر الأنبياء بعثوا فيه ، فانتشرت في العالمين شرائعهم وآثارهم الدينية وهي البركات الحقيقية.
12- وقال تعالى : ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ) (البقرة:144).
فقد ورد عن البراء قال : لما قدم رسول الله * المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ، وكان رسول الله * يحب أن يُحَوّل نحو الكعبة ، فنزلت ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ) (البقرة:144) فصرف إلى الكعبة.
فالنبي * كان قبل ذلك يصلى إلى بيت المقدس كما كان الأنبياء قبله يصلون ، وكان هو في مكة يحاول أن يجمع بين الأمرين ، فكان يصلى بين الركنين : بين الحجر الأسود والركن اليماني ، فتكون الكعبة أمامه ويكون أيضاً بيت المقدس أمامه ، ولكنه تعذر عليه ذلك حينما هاجر إلى المدينة ، فكان يتمنى من قلبه أن يوجه إلى قبلة أبيه إبراهيم ، وكان * ينظر إلى السماء دون أن ينطق لسانه بشيء ، حتى هيأ الله له ما أحب ورضي ، ونزل في ذلك قوله تعالى : (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواوُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ). ((22(البقرة:144).
وعن البراء بن عازب أَنَّ النبيَّ * كانَ أولَ ما قَدِمَ المدينةَ نَزَلَ على أَجْدَادِهِ ـ أو قال أَخْوَالِهِ ـ من الأنصار ، وَأَنَّه صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ستَّة عَشَرَ شَهْراً ، أَوْ سَبْعَة عَشَرَ شَهْراً ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاةٍ صلاها صلاةَ الْعَصْرِ ، وَصَلَّى مَعَهُ قومٌ ، فَخَرَجرجُلٌ مِمَّن صَلَّى مَعَهُ ، فَمَرَّ عَلَى أََهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكعُونَ فقالَ أَشْهَدُ بِاللهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله * قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا ـ كَمَا هُم ـ قِبَلَ الْبَيْتِ ، وَكَانَت اليَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُم إذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدسِ ، وأَهْلُ الْكِتَابِ ، فَلمَّا وَلَّى وجْههُ قِبَل الْبيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ (23).
وقد أشار القرآن الكريم إلى تحويل القبلة عن بيت المقدس في قوله تعالى: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (البقرة:144) فالمسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين كما ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
13- وقال تعالى :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (البقرة:114).
المقصود بالمساجد هنا بيت المقدس ؛ فقد روي عن ابن عباس أنه قال : هم النصارى ، وقال مجاهد : هم النصارى كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى ، ويمنعون الناس أن يصلوا فيه ، وقيل إنها نزلت في الروم الذين كانوا يمنعون الناس من ذكر الله في بيت المقدس ، وقيل : في قوله قال قتادة : هو بختنصر وأصحابه ، خرب بيت المقدس : فالمراد بالمساجد على كل هذه الأقوال بيت المقدس ، ووصف من منع الناس من الذكر فيها والسعي في خرابها بالظلم والتوعد بالخزي له في الدنيا والعذاب في الآخرة ، مع تسليط الخوف على قلوبهم كلّما هَمّوا أن يدخلوها ، شعوراً بالذنب الكبير الذي ارتكبوه في حقها (24).

الصفحات