أنت هنا

قراءة كتاب الإنسان والبيئة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإنسان والبيئة

الإنسان والبيئة

كتاب " الإنسان والبيئة " ، تأليف مجموعة مؤلفين ، والذي صدر عن دار المأمون عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2

والبيئة تعني الحالة، ويقال حسن البيئة، وما ورد في القرآن الكريم خير معين على فهم أن "البيئة" تعني النزول والإقامة، والموضع، أو المكان الذي يتواجد فيه الإنسان فيتخذ منه منزله وعيشه، وهنا أرى أن لها مدلولاً مباشراً في تأكيد أثر المحيط والواقع في الإنسان.

ومما ورد في القرآن الكريم من معانٍ، منها (يتبوأ، بوأكم، لنبوئنهم، نتبوأ، بوأنا)، تؤكد على استمرار العيش والإقامة، ففي الآيات الكريمة نلمس وضوح هذه المعاني.(1).

- قال تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) سورة العنكبوت الآية: 58.

- قال تعالى مخاطباً قوم ثمود (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) سورة الأعراف: 74.

- قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) سورة يوسف: 56.

- قال تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) سورة الزمر: 74.

وفي حديث رسول الله (، (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، ولا يختلف المعنى اللغوي عن المعنى الاصطلاحي إلا بالتفاصيل المتعلقة بمكونات وعناصر البيئة، فالبيئة إطار يحيا فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته ويمارس فيه علاقاته من خلال تفاعله مع من حوله من الناس.

أما مصطلح البيئة في اللغة الإنجليزية فيعتمد على ما اشتقه العالم الألماني ارنست هيكل (Haechel) من الكلمة (الإغريقية اليونانية) (Oikos) ثم نقلها إلى الألمانية، (Ecologie) ومن ثم اللغة الإنجليزية (Ecology)، في عام 1866.

فالبيئة تؤثر في طبيعة عيش الإنسان، سواء أكانت هذه البيئة طبيعية، جغرافية، أم بيئة اجتماعية. بل هناك علاقة مباشرة بين البيئة الطبيعية والظواهر الاجتماعية، وهنا علينا التأكيد على أهمية الظروف الخارجية التي تحيط بالإنسان، أهمية العالم الخارجي، الجغرافية والاجتماعية. فكما تؤثر البيئة الجغرافية تأثيراً جوهرياً في نمو النباتات وثمارها وقوتها وضعفها، فإن حياة الحيوان تعتمد اعتماداً مباشراً على البيئة التي يعيش فيها، بل ذهب العلماء إلى القول أن "قملة الرأس" عند بعض الحيوانات تختلف في لون وحجم ونشاط القمل الذي يعيش في أجزاء مختلفة من جسم نفس الحيوان. أي أن هناك أهمية للدور الذي تلعبه البيئة في حياتنا، وتحدد نمط حياتنا، والبيئة صلة ترابط قوية، فالحياة والبيئة أمران متداخلان ومتلازمان.

وقد حدد المؤتمر الدولي للبيئة الذي عقد في ستوكهولم – السويد، في عام 1972 البيئة بأنها هي (مجموعة النظم الطبيعية والاجتماعية التي يعيش فيها الإنسان والكائنات الحية الأخرى ويستمدون منها زادهم ويؤدون فيها نشاطهم) (2).

من تعريف البيئة السابق نستطيع القول أن البيئة عبارة عن وحدة واحدة وتتألف من شقين:

1) البيئة الطبيعية (Natural Environment) هي كل ما يحيط بالإنسان من عناصر حية أو غير حية، وليس للإنسان دخل في وجودها من هواء وماء، وصخور، وعناصر مناخ،وتربة، وحيوانات، ونباتات، وتقسم إلى قسمين صعبة، وسهلة.

الصعبة هي التي يكون بها الكثير من المعوقات أمام الإنسان بالتالي تحتاج إلى جهد بشري كبير وإمكانيات تكنولوجية والسهلة تكون ذات صفات تيسر للإنسان فرص الاستغلال بدون وجود معيقات.

2) البيئة المشيدة (Man-made Environment): هي كل ما أضافه الإنسان من عناصر أو معطيات بيئية نتيجة لتفاعله مع بيئته ورغبته في استغلال مواردها، وتتفاوت البيئة المشيدة حسب اختلاف درجة التحضر البشري لذلك نستطيع أن نميز بين نوعين من البيئة المشيدة:

أ‌) بيئة حضارية متقدمة يملك فيها الإنسان قدرات علمية وتكنولوجية كبيرة تمكنه من استغلال مواردها حسب رغباته.

ب‌) بيئة نامية أو متخلفة يكون فيها الإنسان صاحب قدرات علمية محدودة لا تمكنه من استغلال موارد البيئة.

الصفحات