أنت هنا

قراءة كتاب العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

كتاب " العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003 " ، تأليف د. عماد هادي علو الربيعي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 3

تمهيد

العراق(1) بلاد ما بين النهرين العظيمين، دجلة والفرات، اللذان ينسابان في العراق من شماله إلى جنوبه، واللذان كانا أساس نشأة حضارات ما بين النهرين التي قامت في العراق على مر التاريخ حيث نشأت على أرض العراق وعلى امتداد 8000 سنة مجموعة من الحضاراتعلى يد الأكديين والسومريين والآشوريين والبابليين انظر الملحق رقم (1) خارطة حضارات العراق. والعراقيين أول من اخترع الحرف بالعالم فكانت الكتابة المسمارية واللغة السومرية أساسا" للعلوم البشرية كافة (2). وكان العراقيين أول من سن القوانين خلال السلالات الأول ى للحضارتين السومرية والبابلية. كما أن العرقيين هم أول من أخترع العجلة وسبقوا الحضارات البشرية بكل الإبداعات كالشعر والرسم والملحمة الأدبية والموسيقى والعلوم.

والعراق، إحدى دول غرب القارة الآسيوية المطلة على الخليج العربي. يحدها من الجنوب الكويت والمملكة العربية السعودية، ومن الشمال تركيا، ومن الغرب سوريا والأردن، ومن الشرق إيران، انظر الملحق رقم (2) موقع العراق في منطقة غرب القارة الآسيوية. والعراقعضو في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وأوبك. والخليج العربي هو المنفذ البحري الوحيد للعراق على العالم حيث يبلغ طول الساحل البحري للعراق حوالي 58 كيلومتر ويعد ميناء أم قصر أهم الموانئ العراقية المطلة على الخليج(3).

إن الاهمية التاريخية للعراق تتجلى من خلال اتخاذه مقرا لإمبراطوريات كبرى شهدها التاريخ مثل امبراطوريتي البابليين والآشوريين، وصولا لأكبرها امبراطورية العباسيين التي حكمت نصف آسيا وشمال افريقيا طيلة قرون. بل ان هذا البلد كان كذلك مقرا وعاصمة للإمبراطوريات اجنبية كبرى، مثل امبراطوريتا الاسكندر المقدوني ثم الساسانيين الذين اختاروا المدائن عاصمة لهم.

ويتميز العراق بتنوع تكوينه الاجتماعي والاثني، الذي يتوزع بين شيعة وسنة، بالإضافة الى الاكراد والتركمان والمسيحيين وغيرهم، الأمر الذي يجعله بيئة ملائمة للفتن الطائفية والعرقية والمذهبية، ليس في الداخل العراقي بل في المنطقة بشكل عام لما للعراق وشعبه من علاقات ووشائج تاريخية ولغوية ودينية وقومية تربطه بالدول المجاورة له.

وعليه فأن الاهمية الاستراتيجية للعراق جعلته هدفا" استراتيجيا" للأطماع الغربية، فالعراق يعتبر من الناحية الجغرافية مركز الشرق الاوسط والسيطرة عليه تعني السيطرة على قلب الشرق الاوسط، جغرافيا وعسكريا وحضاريا. وهو كذلك اقتصاديا يمتلك اكبر خزين نفطي، بالإضافة الى النهرين والكثير من المعادن المهمة المكتشفة وغير المكتشفة. لذلك فقد كان العراق محط أنظار الدول الاستعمارية الكبرى، فالبريطانيون والأمريكان الذين سعوا للحصول على موطئ قدم في العراق أو للحصول على امتياز معين أو غير ذلك، كانت غايتهم الاستحواذ على الخيرات وتأكيد النفوذ السياسي، ويعود اهتمام الدول الغربية بالعراق إلى فترة زمنية سابقة تمتد إلى ثلاثة قرون مضت، حيث أصبح هذا الجزء المهم من الوطن العربي الذي يتوسط منطقة ما يسمى بـ (الشرق الأوسط) (4) يحتل جزءً كبيراً من تفكير الاستراتيجيين الغربيين لأهمية موقعه الجغرافي ومركزه السوقي (الاستراتيجي) الذي يربطه بالخليج العربي وإيران(5). وكانت شركة الهند الشرقية الأداة والوسيلة الخبيثة لنشر السياسة الاستعمارية البريطانية في منطقة الخليج العربي، حيث كانت بريطانيا تنظر منذ بداية تكوينها إلى مياه الخليج العربي على أنها ملك لها(6). وحقق التجار البريطانيون من وراء المتاجرة في البصرة أرباحاً طائلة، هذا فضلاً عن ان البصرة كانت مركزاً ينقل عبره بريد الشركة براً(7).

كانت بريطانيا خلال تلك الفترة وما بعدها تحاول ترسيخ وجودها في العراق، خصوصاً وأنها كانت تدرك ما للعراق من أهمية مستقبلية في السياسة الدولية حيث كانت تعده حلقة اتصال مهمة على طريق جنوب آسيا والى الهند التي كان للبريطانيين فيها مصالح اقتصادية وحيوية كبيرة لذلك كانت لندن تبدي اهتماماً كبيراً للتغلغل في شؤون العراق أثناء فترة الحكم العثماني(8).

وخلال الحرب العالمية الأول ى (1914- 1918) طرد العثمانيين من العراق، وقد تمكن البريطانيون من احتلال بغداد في 11 آذار 1917. وقامت دول الحلفاء ومن ضمنها المملكة المتحدة بتقسيم الدولة العثمانية باتفاقية سايكس بيكو سنة 1916 (9). انظر الملحق رقم (3) تقسيم المشرق بين المحتلين حسب اتفاقية سايكس بيكو.

الصفحات