أنت هنا

قراءة كتاب العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

كتاب " العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003 " ، تأليف د. عماد هادي علو الربيعي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9

الاستلاب والتجزئة

إن فهم ما حدث للعراق منذ 1990 مرورا" باحتلاله عام 2003 وصولا" الى ما تلا ذلك من صراع طائفي وصل الى شفير حرب أهلية، لابد أن " ينطلق في بداياته الصحيحة من فهم الديمومة التاريخية للاستلاب والفعل الغربي المنظم ذلك الفعل الذي سبق كثيرا" بدايات الغزوالأوربي مطلع القرن السادس عشر للوطن العربي"(49) فقد كان التحالف الاوربي المعادي للأمة العربية إبان الحروب الصليبية يستهدف السيطرة على المشرق العربي في إطار الصراع بينه وبين الأمة العربية الاسلامية بسبب التناقض الحضاري الذي شعرت به أوربا، متمثلة بالكنيسة، مع الاسلام وما يمكن أن يحدث عن النضج الروحي من قوة وتهديد للمصالح الاوربية، حيث يقول المستشرق الانكليزي كاردنر (ان القوة التي تكمن في الاسلام هي التي تخيف أوربا)(50)، ويذهب مستشرق انكليزي آخر هو لورنس براون الى ابعد من ذلك بقوله ( اذا اتحد المسلمون في امبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم أو أمكن أن يصبحوا ايضا" نعمة أما اذا بقوا متفرقين فانهم حينئذ بلا وزن ولا تأثير ) (51). اما شاتوبريان (52) فيقول( لم تدور الحروب الصليبية حول انقاذ كنيسة القيامة وحسب بل دارت حول معرفة من الذي سينتصر على هذه الأرض) (53) أي يسيطر ويستحوذ على المشرق العربي وهذا ما أكده البابا (أوربان الثاني) عام 1095م في خطبته لحث الصليبيين على التوجه الى بيت المقدس عندما قال "ليست هذه الحرب لاكتساب مدينة واحدة فقط (بيت المقدس) بل هيلكسب اقاليم آسيا كلها مع غناها وخزائنها التي لا تحصى فاتخذوا محجة القبر المقدس وخلصوا الاراضي المقدسة من ايدي المختلسين وأنتم املكوها لذواتكم فهذه الارض كما قالت التوراة تفيض لبنا" وعسلا" "(54)، ان هذه الطروحات الغربية كانت الغاية منها ايجاد المسوغات والتبريرات لفرض نمط من الاستلاب (مؤسسا" بوصفه حقا" أوربيا" سيتكون بشكل رئيس من حق احتلال ارض أو اخرى وكذلك الشواطئ من أجل تأسيس، أما مدن حرة هناك أو مستعمرات أوربية ومرافئ تجارية ) (55). وهذا يتطلب بالتالي اضعاف الامة العربية صاحبة الأرض الحقيقية عن طريق فعل سياسي منظم باتجاه تجزئة الوطن العربي الى وحدات سياسية وكيانات لا تملك بمفردها عناصر القوة الكافية للدولة.

ان التجزئة كانت دوما" هدفا" اساسيا" تمحورت حوله كتابات المفكرين الغربيين عند تناولهم الشرق بشكل عام والوطن العربي بهويته العربية والاسلامية بشكل خاص لأهداف ومبررات عديدة، كانت بدايتها أهمية الموقع على الطرق الاستراتيجية نحو المستعمرات ومن ثم تصاغ الاهداف في العصر الحديث لاعتبارات تمليها طبيعة التطور الذي وصلت اليه الحضارة الغربية ومستلزماتها الضرورية في المقدمة منها الطاقة (56).

الصفحات