أنت هنا

قراءة كتاب أكتشف شخصيتك وشخصية الآخرين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أكتشف شخصيتك وشخصية الآخرين

أكتشف شخصيتك وشخصية الآخرين

كيف يكوّن المرء معلومات عن نفسه ؟ الوسيلة المباشرة أكثر من غيرها هي التجربة. فأفعالنا تزوّدنا على الدوام بالكثير من المعلومات عن أنفسنا عندما نحللها. لكننا لا نعرف أنفسنا حق المعرفة إلا عبر التجارب العشوائية التي قد تؤول أو لا تؤول إلى النجاح.

تقييمك:
4.11111
Average: 4.1 (9 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
علم الطّباع
 
يختلف معنى كلمة طباع باختلاف السياق الذي فيه تظهر هذه الكلمة: السياق اليومي للغتنا اليومية أو السياق العلمي للغة الأدب النفسي. اشتقت كلمة «طبع» من اليونانية التي تعني «علامة، صورة محفورة، بصمة». ولكن ما هو مصدر تلك «العلامة»: أهي مكتسبة من الخبرة أم متوارثة في الجينات الوراثية؟
بغية تلافي أي التباس، يعتبر علم الطباع أن الطبع هو مجموعة الاستعدادات الوراثية التي تؤلف هيكل الإنسان العقلي (الطباع الفطرية). ولكننا نلاحظ أن الإنسان يتطور ويتغير على مرّ السنوات ولا يبقى على حاله. لذلك يميز علماء الطباع ما بين الفطري (الطبع) والمكتسب (الشخصية).
والواقع أن الطبع يمثل الركائز الأساسية (العنصر الثابت) التي تتكوّن منها الشخصية وتتطور لبناء إنسان بكل ما للكلمة من معنى. وبهذا يمكننا مقارنة الطبع بالمادة (الثابتة)، والشخصية بالشكل أو الهيئة (المتحوّلة).
أحياناً، تعتبر هذه الكلمة حالة ناتجة عن تأثير الحياة فينا وعلينا فيقول بعضهم «ذاك طبعه معقول».. كما تُستعمل كلمة طِباع لتقويم أحدهم فتقولون عن هذا إنه «سيئ الطباع» وعن ذاك إنه «حَسَن الطباع» لكن هذا الحكم لا يكون موضوعياً.
والحقيقة أن هذا الرأي يتلاءم مع مدى انسجامكم والشخص، وأسلوبكم الخاص في تقويم الأمور. وهذا لا يعني أن رأيكم هذا خاطئ، ذلك أنه لا يتلاءم إلا مع حقيقة واحدة هي تلك التي تؤمنون «أنتم» بها.
ومما سبق نستنتج أن الطريقة التي من خلالها نميل إلى تعريف كلمة «طِباع» بعيدة كل البُعد من أن تشكل قاعدة للبحث العلمي لما فيها من ذاتية ولابتعادها عن الموضوعية.
لذلك، يقترح علم الطباع طريقة أخرى عقلانية في التصنيف مبنية على وقائع موضوعية مستقلة عن أي حكم أخلاقي أو فكري. وبحسب علم الطباع ليس هناك طبع جيد وآخر سيئ، وإنما هناك طباع مختلفة يستطع كل واحد منها أن يتطور ويغتني تبعاً لاستعداداته، بالتبادل مع الآخر.
علم الطباع في التاريخ الحديث
اقترح أبقراط (370-460 ق.م) تصنيفاً للأمزجة وفقاً لنظرية الأخلاط. فكانت أخلاط جسم الإنسان الأربعة: الدم، اللنفا، المرّة الصفراء، المرّة السوداء؛ تقابلها الطباع الأربعة: الدموي، اللنفاوي (البلغمي)، الصفراوي، والسوداوي، وذلك تبعاً للمزاج الطاغي لدى الشخص.
لكن العصر الحديث هو الذي وضع الأنظمة الكبرى للطباع، فهناك عدة طرق لتحليل الطبع ووصفه: فبعضها يحلل الطبع عبر تكوين الإنسان الجسماني، أما بعضها الآخر فيستند إلى مراقبة التصرفات الناتجة عن تاريخ الفرد. غير أن علم الطباع المعروف هو ذلك المُتأتّي من المدرسة الهولندية.
حقّق أول إحصاء مهم عن «أنواع الطباع» أستاذان هولنديان في جامعة غرونينغ: أحدهما اختصاصي في علم النفس يُدعى جيرار هِمنز، الذي خصّص الجزء الأكبر لهذه الدراسة، والآخر طبيب اختصاصي في الأمراض النفسية اسمه إينو د. ويرسما. تناولت دراستهما فرز وتحليل نحو 2523 اختباراً نشرت ما بين سنة 1906 و 1909، وشكّلت أحد مناهل المعلومات الأساسية المتعلقة بعلم الطباع الذي نعرفه اليوم.
رصد العالمان ثلاثة عناصر أساسية: وهي الانفعالية، الحيوية، والوقع. وقد لعب الفرنسي رنيه لوسين، الفيلسوف والأستاذ الشهير، دوراً مهماً، إذ رفع من شأن مادة علم الطباع عندما طوّر مفهومها بصورة ملفتة، ونشر كتاباً بعنوان «مقالة في علم الطباع» عام 1945.
تُعرف هذه الطريقة اليوم تحت اسم «علم طباع هيمنز - لوسين» أو علم الطباع اللوسيني الواسع الانتشار في البلدان اللاتينية. كما تُعرف أيضاً بـ «المدرسة الفرنسية -الهولندية في علم الطباع».
وقد ساهم إلى جانب رينيه لوسين غاستون بيرجيه، الفيلسوف والأستاذ ومدير التعليم العالي في جامعة إيكس مارسيي في تطوير هذا العلم، مضيفاً إلى العوامل الأساسية عوامل أخرى هي «العوامل المكملة» و «عوامل الاستعداد».
العوامل الأساسية:
* الانفعالية.
* الحيوية.
* الوقع (الفطرية - الترصنية).
العوامل المكملة:
* اتساع حقل الوعي.
* القطبية (مريخ - زهرة).
عوامل الاستعداد:
* النهم.
* الاهتمامات الحسية.
* الحنان.
* الشغف الفكري.
ويجدر بنا ذكر روجيه موشييلي، الاختصاصي في علم النفس والطبيب، وهو من مواليد كورسيكا عام 1919، الذي ساهم في إغناء البحث المتعلق ب «الاستعداد» بإدخاله إليه مفهوم «الاجتماعية».

الصفحات