أنت هنا

قراءة كتاب أكتشف شخصيتك وشخصية الآخرين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أكتشف شخصيتك وشخصية الآخرين

أكتشف شخصيتك وشخصية الآخرين

كيف يكوّن المرء معلومات عن نفسه ؟ الوسيلة المباشرة أكثر من غيرها هي التجربة. فأفعالنا تزوّدنا على الدوام بالكثير من المعلومات عن أنفسنا عندما نحللها. لكننا لا نعرف أنفسنا حق المعرفة إلا عبر التجارب العشوائية التي قد تؤول أو لا تؤول إلى النجاح.

تقييمك:
4.11111
Average: 4.1 (9 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
أنواع الشغف
يمكننا تمييز بعض النماذج وفقاً لمدى سيطرة أحد العناصر (انفعالية - حيوية - ترصّنية) على صيغة الشخص الطباعية. وبهذا نحصل على فروع من الشغف.
أ) الشغوف القلق: مهما كان نوع الطبع موضوع البحث، فإن الإفراط في الانفعال يقرّب الشخص دائماً من الطبع العصبي. يكفي أن تكون وظيفة الترصن (بطء الانفعال) ضئيلة لدى الشغوف (قريبة من الفطرية «سرعة الانفعال») حتى نستنتج أن طبعه يقترب من طبع العصبي الذي هو (انفعالي - غير حيوي - فطري). ونطلق على من هو على هذه الحال اسم «الشغوف القريب من العصبي» أو القلق».
تتميز حياة هذا القلِق لفترتين مختلفتين. فخلال شبابه، يهتم بالفن وبالحياة الاجتماعية وبالملذات كما العصبي. بعد ذلك بفترة، يسأم ويكتشف فكرة مثالية يصر على نشرها والدفاع عنها بشراسة حماسية.
من النماذج التي ذكرها لوسين: «بعدما تابع نيتشه تعاليم شوبينهاور، وجد أن مهمته تكمن في الشعر والتبشير بالإنسان الكامل. أما تولستوي فقد تخلى عن حياته كأديب للالتحاق بالتيار المسيحي الذي يرفض الرضوخ للشر وأنهى حياته بكتابة أشعار أخلاقية».
ب) الشغوف المتأمل: عندما تخف الحيوية، نلاحظ أن هذا الشغوف يقترب من العاطفي (انفعالي - غير حيوي - ترصّني). على هذا سنطلق عليه تسمية «الشغوف القريب من العاطفي أو المتأمّل». يؤدي اجتماع العنصرين (انفعالية - غير حيوية) بالشغوف إلى الخلق الفني. ويتشاطر مع العاطفي بنقاط معينة، لكن حيويته تفوق هذا الأخير ما يجعله يحقق أعمالاً هامة. وبما أنهم شبه عاطفيين، فإنهم يتمتعون بقدرات العناصر (انفعالية - ترصنية) المضاعفة التي تعطيهم في الوقت عينه ذكاء الحياة الحميمة والتفكير المجرد. ولكن بفضل تمتعهم بالحيوية، فإنهم محصنون ضد الضعف، ومحصنون من انعدام الثقة بالنفس ومن الميل إلى الوقوع في الاجترار أو التردد الذي يُضعف الأشخاص المحض عاطفيين.
ج) الشغوف القاسي: عندما يطغى الترصن تستغل الخبرة المكتسبة بشكل أفضل لبناء المستقبل وتتيح رسم أهداف بعيدة المدى لكن الإفراط في التركيز على هذه الأهداف قد يؤدي بصاحبها إلى التقشف أو التعصب. ولن يفاجئنا أن نجد بين هؤلاء الأشخاص شخصيات مشهورة يبعث ذكرها الحزن في النفوس كهتلر وستالين.
د) الشغوف المتعجرف: عندما تكون الحيوية طاغية، يكون الشخص مؤهلاً للقيادة، ويكون النجاح الاجتماعي باهراً.
هـ) الولد الشغوف: يظهر عليه بعض النضج. وعلى الصعيد الاجتماعي هو ولد مجتهد، مواظب، ينال نتائج جيدة. ويميل الولد الشغوف مع أنه يمتلك نسبة مهمة من الطاقة الحيوية (انفعالي - حيوي)، إلى الهدوء والتحفظ وتساعده ترصّنيته على تنظيم صرف طاقته العالية.
يستطيع إن كان بمفرده أن يلعب بهدوء وبدون تغيرات مفاجئة في مزاجه وبدون شراسة. والواقع أن هذا الولد يميل إلى الفردية. يتروّى كثيراً عند اختيار أصدقائه الذين يختارهم بدقة. والأمر أيضاً مشابه في اختياره ألعابه في أوقات الفراغ. ويحدد باكراً مهنته التي تعكس غالباً موهبته. وتميل طبيعته إلى الانغلاق الطفيف.
ميزات الشغوف: قدرة على العمل، مبادرة، قدرة فائقة على التنفيذ، تنظيم مميز، تطلعات بعيدة، وعي لقيمته، مثابرة مهما كان الثمن، إحساس بالقيم ورفض لما هو تافه ورديء، استعداد للتضحية في سبيل النجاح، انغلاق معتدل.

الصفحات