أنت هنا

قراءة كتاب إستخدام البيانات والمعلومات في تحسين الأداء الإداري والتربوي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إستخدام البيانات والمعلومات في تحسين الأداء الإداري والتربوي

إستخدام البيانات والمعلومات في تحسين الأداء الإداري والتربوي

كتاب " إستخدام البيانات والمعلومات في تحسين الأداء الإداري والتربوي " ، تأليف د.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 3

مقدمة

باتت نظم المعلومات الادارية من أنجح الوسائل والطرق التي تستخدمها المؤسسة وتجابه بها تحديات العصر، وتحدد المقياس الحقيقي للتقدم والتخلف، ويعني ذلك معالجة البيانات وتحويلها الى معلومات تساعد المدير على صناعة القرار وترشيده، ومن خلال نظم المعلومات الادارية نستطيع تشخيص المشاكل التي تواجه المؤسسة والعمل على وضع الحلول الناجعة لها، وهي تحقق تكاملاً بين مختلف وظائف المؤسسة اذ توفر قاعدة بيانات تغطي معظم مجالات المؤسسة، ولذلك فان نظام المعلومات الادارية هو الأداة الفعالة أمام الادارة، وخاصة المستوى الأعلى لانه يوفر المعلومات الآنية والدقيقة والمتكاملة، لذلك يعتبر الأكثر دعماً لصانع القرار، كما يوفر للمديرين المعلومات التي يحتاجها كل منهم.

أخذ الفكر الاداري باستعمال مصطلح مجتمع المعلومات كاشارة على الاستخدام الكثيف للمعلومات والمعارف وانتشارها الواسع، بفضل تطور تقنياتها ووسائل نقلها المتمثلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصال، هذه التطورات والتغيرات عززت من تطور الفكر الاداري من خلال بروز نماذج وتصورات فكرية وعملية حول النشاط الاداري، وبشكل سريع ومكثف، الأمر الذي جعل الفكر الاداري حالياً سريع التمدد والتطور.

في الماضي كانت الموارد المادية والكوادر البشرية هي أهم الموارد التي تحتاجها المنشآت (الشركات والمؤسسات والوزارات) في أعمالها، ولكن في هذه الأيام برز دور المعلومات، وأصبحت المعلومات ضرورية جداً للقيام بالعمليات والأنشطة المختلفة داخل المنشأة. فإجراء العمليات المختلفة – من تخطيط وتنظيم وإتخاذ قرارات وتشغيل – يتطلب التعامل مع حجم كبير من المعلومات، ولو أننا شبهنا المجتمع بالجسم البشري، فإن أهمية المعلومات في المجتمعات الحديثة مثل أهمية الدم الذي يتدفق في الشرايين، ولا يمكن أن يحيى الجسم بدونه.

وتعتمد مساهمة المعلومات في كافة أعمال وأنشطة المنشأة على جودة هذه المعلومات، فالمعلومات هي العنصر الأساسي الذي يقلل الشك ويزيد من درجة الثقة في موقف أو قرار معين، وتتحدد قيمة المعلومة بمقدار الخسائر الناجمة عن عدم معرفتها، وقد تطور في الآونة الأخيرة إستخدام الحاسب الآلي وما صاحبه من طفرة كبيرة في تكنولوجيا المعلومات، ومن ثم أمكن تصميم النماذج الرياضية المعقدة المتخصصة، التي تستفيد من سرعة ودقة الحاسب الآلي في تنفيذ التطبيقات المختلفة، التي يتم فيها تناول قدر هائل من البيانات الوصفية والرقمية.

ويعرف نظام المعلومات بكونه عبارة عن مجموعة من العناصر ذات صلة فيما بينها تهدف إلى المساهمة في تنظيم أسلوب إتخاذ القرار ورفع مستوى الكفاءة الفعالة لنظام وطبيعة الأداء، ويتم ذلك بتقديم المعلومة وتوفيرها في صور متعددة حسب طبيعة الموقف، وبما يتناسب مع إختلاف شخصية ونمط المنظمة والقيادات المسؤولية عن إتخاذ القرار بشأنها.

ستظل المعلومات هي الداعم الأساسي لصانعي ومتخذي القرار، وإن تطور تكنولوجيا صناعة المعلومات والطفرة الكبيرة في أساليب نقلها وتداولها والإمكانيات الهائلة للحاسبات الآلية بمختلف أشكالها، وظهور التطبيقات الجديدة ونظم المعلومات ودعم اتخاذ القرار... كل ذلك سيساعد ذلك كثيرا في الوصول إلى القرار الأفضل في الوقت المناسب للتعامل مع الأزمات والكوارث والحوادث الطارئة، وقد تطور علم بحوث العمليات كتطبيق لتكنولوجيا الحاسب الآلي بحيث أمكن تنفيذ نماذج المحاكاة للوصول إلى الحل الأمثل لمواجهة مشكلة أو أزمة بعينها كما يحددها المتخصص طبقاً للمعايير التي يضعها متخذ القرار.

ونتيجة لهذا التطور في نظم المعلومات، فقد أصبحت تشكل أسس التخطيط المسبق لدعم إتخاذ القرار في مراحل معالجة الأزمات والكوارث عن طريق إستنباط نماذج التنبؤ والمحاكاة التي تساعد في إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

تتعدد إحتياجات الإدارة إلى المعلومات في ضوء مستوياتها الإدارية، فكلما تدرجنا إلى المستويات العليا، كلما إحتاجت الإدارة إلى معلومات معمقة مركزة، نظراً لأهمية القرار وإنعكاساته، ومن أجل مساعدتها في إتخاذ القرار المناسب بأقصى سرعة ممكنة، لأن القرار المركزي يتأثر بالوقت الملائم لإتخاذه، وخاصة أن كثيراً من القرارات المركزية ذات طبيعة مباشرة، مع إحتياجات مواجهة المشاكل، التي تواجه المنظمة لتلبية إحتياجاتها، وإحتياجاتنا من المعلومات يتوقف على طبيعة الأعمال، التي تقوم بها المنظمات.

الصفحات