أنت هنا

قراءة كتاب استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية

استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية

كتاب " استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 1

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) عبده ورسوله.

هذه فصول أعدت من أجل المساهمة في تطوير تعليم اللغة العربية بالمرحلتين الجامعيةو الثانوية، موجهة في المقام الأول إلى القائمين على تدريس وتعليم اللغة العربية ومهاراتها ، وكذلك يمكن أن يفيد منها طلاب شعب اللغة العربية بكليات التربية والآداب ومعاهد إعداد المعلمين ، بما يتضمنه الكتاب من توجيهات وإرشادات تهدف إلى تنمية المهارات اللغوية لديهم. وكذلك الاستعانة باستراتيجيات التدريس أثناء قيامهم بالتدريب في التربية الميدانية.

وكانت فصول هذا الكتاب نتيجة عدة تساؤلات من واقع خبرة المؤلف بالتدريس في المرحلتين الجامعية ، والثانوية ، حاول المؤلف أن يبحث عن إجابات وافية وشافية لها.

ومن هذه التساؤلات التي فرضت نفسها ما يلي: هل واقع تعليم اللغة العربية بالمرحلة الجامعية، لاسيما في معاهد ومؤسسات إعداد معلم اللغة العربية يرقى إلى منزلتها؟ ،وإلى الدور الذي ينبغي أن تحققه والوظائف التي ينبغي أن تقوم بها،ويمكنها من أن تكون أداة فاعلة في مساعدة المناهج الدراسية على مواجهة التحديات المطروحة؟ أم أن هذا الواقع هو التحدي الأكبر والحقيقي للمناهج الدراسية؟

فمن حيث المنهج نجد أنه يندر أن يوجد ضمن أنشطة كتب اللغة العربية بالمرحلة الجامعية ما ينمي تعليم مهارات واستراتيجيات التفكير، كالتخطيط والمتابعة والتحكم والمراقبة والتقييم، واهتمام أسئلة المناقشة بموضوعات القراءة والقصة والأدب بمستويات التذكر وتعرف الحقائق والمعلومات واقتصارها على كلمات مثل: هل،ولماذا،ووضح،وبين،هذا بالإضافة إلى أنه لا يوجد للكفاءة اللغوية أي منهج واضح ومحدد ، قائم على أسس علمية وتربوية متفق عليها .

ومن حيث طرائق التدريس نجد أن هناك قصوراً شديداً في تدريس عمليات التفكير ضمن برامج تعليم اللغة العربية بالمرحلة الجامعية ، هذا بالإضافة إلى عدم وجود خطة دراسية متكافئة لتعليم مهارات التفكير ضمن المنهج الدراسي، أو استخدام طرائق من شأنها تنمية مهارات الفهم القرائي مع أهميتها .

كما أن المعلم في تدريس اللغة العربية لا يلتفت إلى تعليم وتنمية مهارات التفكير المختلفة ، الذي يشبع رغبات طلاب المرحلة الثانوية بالتحديد ، بالإضافة إلى عدم التفاته إلى تعليم وتنمية مهارات الكفاءة اللغوية لديهم، ولجوء بعض المعلمين إلى قراءة بعض فقرات محتوى الكتاب المدرسي لتفسير بعض الكلمات الصعبة أو التأكيد على بعض الآراء التي يشعر المتعلم بغموضها، أو عدم قدرته على فهم محتواها،إذ يميل بعض المعلمين إلى سرد الموضوعات أو كتابة ملخصات مبتسرة حولها.

ومن ثم فإن الصورة الحالية لتدريس اللغة العربية بالمرحلة الجامعية والمرحلة الثانوية تحتاج إلى إعادة النظر من حيث تحديد أهدافه ، والاهتمام بتنمية التفكير والإبداع ،ومعرفة طرائق تدريسه، الأمر الذي نتج عنه ما نراه اليوم من ضعف ملحوظ ،وتدن واضح في مستوى الطلاب في ممارسة عمليات التفكير، والكفاءة اللغوية،بالإضافة إلى معاناتهم في الفهم القرائي للنصوص.

ولم تعد قضية ضعف الطلاب في ممارسة عمليات التفكير ، أو في الفهم القرائي، والكتابة الإبداعية وتدني مستوى تدريسها من القضايا المستترة، وهذا ما أكدته الدراسات والبحوث السابقة، ليست في ميدان اللغة العربية فحسب، بل في ميدان تعليم اللغات بصفة عامة .

بالإضافة إلى ضعف الطلاب ـ الذي يكاد أن يكون عاماً ـ في اكتسابهم واستخدامهم للقواعد اللغوية، وأصبح النحو العربي يمثل عبئاً كبيراً عليهم ، دون محاولة جادة للتصدي لهذه المشكلة .

وقد تبين للمؤلف ضعف المهارات اللغوية لدى طلاب شعب اللغة العربية بكليات التربية، وكذلك طلاب المرحلة الثانوية عن طريق الملاحظة الذاتية في أثناء تدريسه لطلاب شعب اللغة العربية بكلية التربية بجامعة المنيا، وكذلك طلاب كليتي اللغة العربية والعلوم الاجتماعية والإدارية، والشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية، والتدريس لطلاب المرحلة الثانوية.

وينبغي التنويه إلى أن هذا الكتاب كان اقتراحاً من أستاذي الذي تشرفت بالتعلم على يديه الكريمتين ،الأستاذ الدكتور العالم مصطفى إسماعيل موسى (رحمه الله )،وكيل كلية التربية للدراسات العليا والبحوث بالمنيا؛ الأستاذ والمعلم والمربي الذي لم يبخل على تلميذه بنصيحة أو توجيه أو رعاية أو إحاطة أبوية. والله أدعو أن يكون هذا في ميزان حسناته ، وأن أكون تلميذا وفياً لأستاذه.

د . بليغ حمدي إسماعيل

المنيا ـ أرض سلطان

الصفحات