أنت هنا

قراءة كتاب استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية

استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية

كتاب " استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 4

النظريات المفسرة للغة

تناول علماء اللغة ، وعلماء النفس قضية اكتساب اللغة ، في محاولة ـ قد تكون جادة ـ لتفسير كيفية اكتساب الفرد (الطفل) اللغة. وقد اختلفت الآراء بشأن تلك القضية أو الظاهرة، بحسب فلسفتهم وإطارهم المرجعي. لم تعد اهتمامات علم اللغة الحديث مقتصرة على الجوانب النظرية والتحليلية في دراسة اللغة فقط، بل أضيفت إليها اهتمامات، ومهام جديدة – بخاصة بعد ظهور علم اللغة التطبيقي- تهدف إلى خدمة المجتمع، ومن هذه المهام: الاهتمام بدراسة عيوب النطق ومشكلات التخاطب والكلام، وعلاجها إن أمكن، ومنها أيضاً الاهتمام بدراسة نمو الطفل اللغوي، ومنها أيضاً الاهتمام بدراسة ظاهرة اكتساب اللغة، بالإضافة إلى دراسة مهارات الاتصال اللغوي، وغير ذلك من الموضوعات التي لها علاقة وثيقة باللغة والمجتمع.

وفيما يلي نورد بشكل موجز أبرز النظريات التي تناولت قضية اكتساب اللغة عند الإنسان والتي أشارت إليها بعض الأدبيات اللغوية والتربوية :

أ ـ نظرية المحاكاة

يرى أصحاب هذه النظرية أن الطفل يكتسب اللغة من خلال محاكاة الطفل لما ينطقه أبواه والمحيطون به. فالطفل يكتسب اللغة بمحاكاة من يتعايش معهم ويصل إليه كلامهم ، إذ يتعلم الطفل أكبر عدد ممكن من الكلمات والجمل التي تزداد بنضج الجهاز الصوتي ، وسماع كلام الآخرين من خلال التواصل اللغوي.

واللغة التي يتعلمها الطفل وفق هذه النظرية هي لغة والديه، ويقع على عاتقهم العبء الأكبر في تعلم اللغة ، ويرى راتب عاشور(2003) أن الوقت المناسب لاكتساب الأطفال اللغة بهذه الوسيلة هو الربع الأخير من السنة الأولى، وتستمر لديهم حتى أوائل السنة الرابعة.

ولقد تعرضت هذه النظرية إلى النقد والمعارضة، فهي لم تعلل لنا أسباب محاكاة الطفل لأبويه، كما أنها لم تلمح أو تشير إلى الميكانيزمات النفسية والبيولوجية التي تعمل على اكتساب اللغة من خلال هذه المحاكاة . ورغم بساطة هذه النظرية والنقد الموجه لها إلا أن بعضهم يعتبر المحاكاة أهم عامل في تعلم اللغة عند الطفل.

ب ـ النظرية السلوكية

أثرت المدرسة السلوكية في علم النفس على الدراسات اللغوية حتى الخمسينيات من القرن الماضي، حيث نظر سكينر إلى اللغة على أنها عادة مكتسبة مثلها في ذلك مثل العادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان أثناء نموه من الطفولة إلى الرجولة.

فاللغة في رأيهم تتألف من ردود أفعال أو استجابات خارجية يصبح الشكل المقبول اجتماعياً للسلوك عن طريق التعزيز أو الثواب الذي يقدمه المجتمع سواء اقتصر ذلك المجتمع على الوالدين في بادئ الأمر أو امتد إلى أبعد من ذلك .

وافترض سكينر أن اللغة نمط من أشكال السلوك العامة، ويرى أن من شأن المثيرات اللفظية والبيولوجية توليد الاستجابات اللفظية التي يتعلمها الطفل بواسطة التعزيز، ويؤكد على أن تعزيز السلوك اللفظي يتم بواسطة الآخرين. وتلقي الطفل للتعزيزات الإيجابية مرتبط بتأديته للاستجابة اللفظية الصحيحة. أما عملية الاكتساب فتعزز هنا بالقدر الذي تتكرر فيه الاستجابة اللفظية، فالطفل عندما يتلفظ بكلمة ما يستجيب الكبار له، ويوفرون له ما يطلبه فيتم تدعيم الاستجابة، وتتكرر هذه العملية كلما لفظ الطفل كلمة يطلب بواسطتها شيئاً من الكبار، وكلما دعم الكبار كلامه من خلال توفير الشئ له يتم تدعيم هذه الاستجابات.

ج ـ نظرية التطابق

تقوم هذه النظرية على عدة مبادئ من أهمها ما يلي:
- التطابق بين اكتساب لغة الأم و تعلم اللغة الثانية .
- لا تأثير للغة الأم في اكتساب اللغة الثانية و تعلمها .
ولهذه النظرية عدة عيوب من أهمها ما يلي :
- تجاهل كثير من الظروف المحيطة في التعليم مثل التطور المعرفي و الظروف الاجتماعية و التعليمية إلى آخره من الظروف التي تؤثر في التعلم و الاكتساب .
وتنبع أهمية هذه النظرية من خلال تركيزها على إمكانية النظر في الاستراتيجيات و الآليات المتشابهة و المستخدمة في تعلم اللغة الأم و اللغة الأجنبية.

الصفحات