كتاب " استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

استراتيجيات تدريس اللغة العربية - أطر نظرية وتطبيقات عملية
اللغة والتفكير
يرى أصحاب النظرة الفكرية للغة أن اللغة نظام لاكتساب العادات، ويكتسب الفرد من خلالها الخبرة عن طريق التجربة ،وأن آليات الذهن اللغوية تعتبر مدخلاً عاماً لفهم طبيعة عمل الآليات الأخرى كالإدراك البصري والحدث.
ويرى (فندريس) أن اللغة في بعض الأحيان تستطيع أن تعدل من العقلية وتنظمها، فعادة وضع العقل في مكان بعينه دائماً يمكن أن تؤدي إلى صورة خاصة في التفكير، وأن يكون لها أثر في طرق الاستدلال. ويؤكد فندريس أن اللغة إذا كانت مرنة وخفيفة ومقتصرة على الحد الأدنى من القواعد النحوية سمحت للفكرة بالظهور في وضوح تام وأتاحت لها حرية الحركة.(عبد الغفار هلال،1983).
وتبرز أهمية اللغة في علاقتها بالفكر والتفكير ، حيث إن هناك علاقة وطيدة ومباشرة بين اللغة والفكر تتضح لنا ما أن نربط بين تجريدية الفكر وحقيقة أن اللغة نظام يعمل على مستوى المفاهيم والمجردات من مقولات وعلاقات وسمات، كما أن اللغة وسيلة لإدراك ظواهر ثنائية مثل الزمان والمكان ؛حيث إنها تعبر عن الماضي والحاضر والمستقبل، والتوقف والاستئناف والاستمرار.
وفي إطار العلاقة التبادلية بين اللغة والفكر تبدو العلاقة التبادلية في أوضح صورها، فكما يسمو الفكر بلغته، يمكن للغة أن تسمو بفكر صاحبها، ويشهد تاريخ الفكر الإنساني أن اللغة كانت أشد الأسلحة الأيديولوجية ضراوة،وهي الوسيلة والأداة القوية في السيطرة على الفكر.
وعن طريق اللغة يقوم الإنسان بالعمليات التفكيرية من تفسير وتحليل وموازنة وإدراك للعلاقات، واستخراج للنتائج وتجريد وتعميم، ثم يصب ناتج كل هذه العمليات عندما تمده اللغة بالرموز التي تحدد له المعاني وتحمل له الأفكار.(محمود الناقة،2001) .
ويرى هيمبولدت أن اللغة هي التي تحدد الفكر ،وأن الاثنين متلازمان، بل إنه يذهب إلى حد القول بأن اللغة هي الفكر. ويقول في هذا : " إن اللغة هي العضو الأساسي للفكر ، فالفكر واللغة هما شئ واحد وغير قابلين للانفصال" . ويرى (سابير) من جهته شيئاً مماثلاً إلى حد كبير بقوله : " إن تشكيل الفكر من دون اللغة أمر مستحيل " ، مضيفاً أن " الشعور الذي يساور الكثيرين بأنه يمكن التفكير أو التعليل من دون اللغة أمر وهمي " .
ثم يأتي (وورف) ويطرح وجهة نظره في موضوع وظيفة اللغة في التفكير بقوله " إن النظام اللغوي لكل لغة ليس مجرد أداة تستخدم لإعادة التعبير عن الأفكار ، بل إنه المشكل للأفكار والمرشد للنشاط الذهني للفرد، ولتحليل انطباعاته ولتركيب المخزون الذهني" .
لذا أصبح من الواضح لنا بشكل مطرد أن الحديث عن التفكير مع تجاهل اللغة يفتقد كثيراً إلى التوازن نظراً لأن الألفاظ ليست فقط ذات أهمية قصوى في تعلم المفاهيم ولكنها أيضاً الوسط أو القناة الموصلة لجميع أنواع التفكير.
وقد قدم عالم النفس فيجوتسكي Vygotsky أفضل تحليل مستنير للتفاعل بين اللغة والتفكير في كتابه (التفكير واللغة ) عام 1962، حيث يرى أن للغة وظيفتين لهما نفس المستوى من الأهمية ،أولهما الاتصال الخارجي، والثانية التحكم الداخلي بأفكاره الداخلية. ولقد بسط العلماء العلاقة بين اللغة والتفكير مثل سابير و هكتر هامرلي و بارلي ماكلافن ، حيث إن المعاني غير محددة وغير ثابتة وفي حالة تشكل دائماً تكون مبهمة مختلطة بغيرها حتى إذا جاء اللفظ عمد إلى تحليل المعاني وتصنيفها، ومن ثم تحديدها وتثبيتها.
ونقرب لهذا مثلاً من اللغة العربية ، فالإيمان معنى كامن في النفس نحس به ونستشعره دون أن نقوى على تحديده، فإذا عبرنا عنه بالألفاظ ميزنا الإيمان عن الإسلام عن التقوى عن الإحسان، وقلنا أن الإيمان ما اعتقده القلب وصدقته الجوارح.
وتؤكد النظريات اللغوية الحديثة والمعاصرة على أهمية ووظيفة اللغة ، وما تقوم به اللغة من أدوار تسهم في تنمية تفكير الفرد وإدراكه ووعيه، ومن هذه النظريات ما يلي:
1ـ النحو التوليدي التحويلي
3ـ النحو الوظيفي,
5ـ النحو المقولي.
7ـ نحو بنية الجملة المعتمدة على الرأس.
2ـ الرابط العاملي
4ـ النحو العلائقي.
6ـ نحو شبكات الانتقال المعززة.
8ـ النحو الترابطي