أنت هنا

قراءة كتاب العمل مع الأطفال الصغار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العمل مع الأطفال الصغار

العمل مع الأطفال الصغار

كتاب " العمل مع الأطفال الصغار " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 2

أثر البيئة في تنشئة الطفل

البيئة هي المكان الذي ينشأ فيه الطفل منذ ساعة ولادته، وتشمل البيئة جميع المتغيرات المادية والاجتماعية والثقافية والحضارية، وتؤثر البيئة في تنشئة الطفل سلباً أو إيجاباً، حيث أنها تلعب دوراً كبيراً في تكوين سلوكه وطرق تفكيره، كما أن ثقافة الأبوين والحياة الأسرية المستقرة، والوضع الاقتصادي الجيد، والتوجيه النفسي، والحياة الاجتماعية والقيم والعادات والأعراف. تؤثر تأثيراً كبيراً في شخصية الطفل وتشكيلها، حيث يتأثر نمو الطفل بعدد من المتغيرات حتى يصبح الطفل عضواً فاعلاً في المجتمع. (الغبان،2010) وتعتبر طرق التنشئة الاجتماعية التي يتبعها الأبوان في تربية أطفالهما، إحدى العوامل التي تترك أثراً واضحاً في تطور الأطفال وتنميتهم من كافة الجوانب. وتعد الأسرة أول مؤسسة يتعامل معها الطفل، فهي البيئة الثقافية التي يكتسب منها الطفل لغته وقيمه، وتؤثر في تكوينه الجسمي والنفسي والاجتماعي والعقائدي، فالأسرة مسؤولة عن حفظ النوع الإنساني، وتوفير الأمن والسلامة والطمأنينة للطفل، وتنشئته تنشئة ثقافية تتلاءم مع مجتمعه وتحقق له النمو الاجتماعي. (العجمي،2007) ومن الأسرة يكتسب الطفل أولى خبراته الصوتية، ويدرك بعض الكلمات والأصوات، ويبدأ في إدراك العلاقات بين ما يسمعه من أصوات وبين بعض الظروف والمواقف في البيئة التي يعيش فيها. ومن الأسرة يكتسب الطفل أول عضوية له في جماعة يتعلم منها كيف يتعامل مع الأشياء والأشخاص، وكيف يشبع حاجاته ويحقق مصالحه من خلال تفاعله مع أعضائها. ويرى بعض المربين أن للأسرة دورها الكبير في تشكيل شخصية الفرد في بدء حياته، وإنها تترك أثرها بشكل يفوق عوامل التربية الأخرى في المجتمع. فبصلاح الأسرة تصلح آثار العوامل والوسائط التربوية الأخرى، وبفسادها وانحرافها تضيع مجهودات المؤسسات التربوية الأخرى. وتعتبر تربية الأطفال مسؤولية مشتركة بين الأم والأب، لكن الأم تضطلع بالحظ الأوفر من هذه المسؤولية ولذلك فإن الحالة الصحية والنفسية للأم لها أثرها الكبير على تربية الطفل، كما أن مستوى ثقافة الأم المتصل بمسألة الأمومة وتربية الأطفال يتصل بشكل مباشر بتربية الطفل. والأسرة مصدر كل تربية صحيحة يتأثر الطفل بها كما يقول بستالوتزي، أما هربرت فيرى أن التربية تبدأ في البيت، وكل تربية تعود على البيت، وعلى الرغم من أن الأسرة وحدة اقتصادية اجتماعية مهمة، لكن دورها التربوي أكثر أهمية حيث أنها تقوم بعملية التربية لأطفالها من خلال إكسابها لهم المهارات والعادات والقيم والأخلاق والاتجاهات، والسلوك العام، وأهمية الأسرة في العملية التربوية تنعكس على سلوك الفرد في الحياة. (ناصر،2004) ولذلك فإنه لابد للزوجين من أن يكونا قد نالا حظاً وافراً من التربية الأسرية الجيدة في حياتهما قبل أن يكونا أسرة جديدة بزواجهما وذلك ليتمكنا من تأدية وظائفهما في تربية أطفالهما على أتم وجه، وتعد علاقة الطفل بأمه أبعد العلاقات أثراً في تكوين الشخصية، إذ تبدأ حياة الطفل بعلاقات بيولوجية تربطه بأمه، تقوم في جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالغذاء والنوم والدفء، ثم تتطور هذه العلاقات إلى علاقات نفسية قوية، وهذا ما يجعل الثقافة النسوية أمراً في غاية الأهمية، وذلك لتعرف الأمهات على قواعد تربية الأطفال والمحافظة على سلامتهم.

الصفحات