أنت هنا

قراءة كتاب التعليم الصناعي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التعليم الصناعي

التعليم الصناعي

كتاب " التعليم الصناعي " ، تأليف د. محمد محمود السيوف ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

أولاً: مدخل نظري

إن عملية بناء وتطوير برامج ومناهج التعليم والتدريب المهني من الوسائل الأساسية في مواكبة العملية التدريبية للتغيرات العلمية والتقنية في سوق العمل بصفة عامة، وفي النهوض بعملية التدريب المهني، بارتباطها الوثيق بعناصر التنمية والإنتاج بمختلف أصنافه المهنية والحرفية (كالصناعة والزراعة والتجارة والخدمات وغيرها)، والتي تشهد باستمرار تطورات وتغيرات في أساليب العمل. وهذا ما يبرز أهمية قيام المسؤولين والمخططين في قطاع التعليم والتدريب المهني وقطاعات سوق العمل على التفكير المستمر في كيفية مواكبة تلك التطورات والتغيرات، من خلال تطوير وتحديث البرامج والمناهج التعليمية والتدريبية. ويلجأ خبراء وأخصائيو البرامج والمناهج عادة إلى اعتماد سوق العمل كمؤشر على مدى ارتباط التعليم والتدريب المهني بواقع الإنتاج ومتطلباته من قوة العمل. وهذا يستلزم وجود نظام متكامل للتعليم والتدريب المهني قائم على أسس علمية سليمة ومدروسة، تؤدي إلى بناء مختلف البرامج وتطويرها طبقاً لاحتياجات قطاعات سوق العمل المستفيدة في كل دولة عربية، بما يتماشى وظروفها الاقتصادية والاجتماعية السائدة (العاني وآخرون، 2003).

وبما أن مناهج وبرامج التعليم والتدريب المهني ترتبط ارتباطاً عضوياً مباشراً بقطاعات سوق العمل - التي تتسم بتغير احتياجاتها البشرية والمهنية، كونها تتأثر بشكل مباشر ومستمر بالتطورات العلمية والتقانية - فإنها تتصف بالشمولية والديناميكية. ويقصد بالشمولية هنا مشاركة جميع الأطراف المعنية في إعدادها وتطويرها، كالمدربين والمعلمين ومسؤولي التدريب وخبراء الإنتاج والمسؤولين في مؤسسات سوق العمل ونقابات العمال وكذلك المتدربين. أما الديناميكية فيقصد بها كما يوردها (اليونسكو، 2002) التغير والتطور المستمر تبعاً للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية للفرد والمجتمع. إذ إن آثار التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في تدريب وتأهيل قوة العمل تتمثل بالاحتياجات الآتية:

تطوير برامج التدريب المهني وإعادة التدريب لغالبية العمال أو الباحثين عن العمل.

زيادة أو نقصان مستوى مهارات المعلمين نتيجة التغيرات العلمية والمهنية، وما يتبع ذلك من قرارات إدارية تتعلق بتوزيع العاملين في المهام والمسؤوليات.

تنامي الحاجة لبعض المواد الدراسية كالرياضيات والعلوم المهنية وما ينتج عن ذلك من مهارات لحل المشكلات والتفكير الناقد والتوقع الصائب لمجريات الأحداث.

تصاعد الحاجة لمهارات الصيانة والمقدرة على مواجهة التحديات والصعوبات ذات الصلة بموضوعات أو جوانب متعددة.

بروز الحاجة للتغيرات في أنماط العمل والارتقاء بالمسؤوليات والمهام للإتقان الكامل والدقيق (اليونسكو، 2002).

ويجب أن يراعى في إعداد خطط ومناهج المرحلة الثانوية الصناعية، تزويد الطلاب بالقدر المناسب من الدراسات العلمية الفنية والعامة بجانب التدريبات المهنية، مع ربط الخبرات العلمية والعملية بعضها ببعض، بحيث تؤدي هذه المرحلة إلى إكساب أفرادها مهارات وقدرات تصل بهم إلى مستوى العمال المهرة، كما تفتح المجال أمام المتفوقين منهم للالتحاق بالكليات الفنية. ونظراً لأن آفاق التطور التكنولوجي والاقتصادي والاجتماعي لم تعد تتطلب من العامل العصري مجرد استخدام قوته العضلية فقط، بل تقترب أكثر فأكثر من العمل الفكري، فإن المحتوى الثقافي والمهني يجب أن يكون في مستوى يساعد على تنمية شخصية الفرد وقدرته على الفهم (المجالس القومية المتخصصة، 1980).

الصفحات