أنت هنا

قراءة كتاب آمنت بربكم فاسمعون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آمنت بربكم فاسمعون

آمنت بربكم فاسمعون

كتاب " آمنت بربكم فاسمعون " ، تأليف محمد سعيد رمضان البوطي ، والذي صدر عن دار ا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

ولكن.. لماذا يا ترى!!؟ لِمَ وُجدت هكذا؟! ومن أوجدني؟! أهي أمي؟ لا أعتقد.. فما الذي أوجدني ووضعني ههنا؟! لا أعلم شيئاً ولا أقدر على شيء؟!..

- إنه عائد اليوم! إن والدك سيعود من السفر، كم قد اشتقنا إليه!! ألا تفرحين لرؤيته؟

- لا.. لا أفرح..

- ما هذا الكلام؟!

- إذا عاد ذهب إلى المخبر فلا نراه..

- إنه والدك، وهو عالم محترم بين الناس، يعمل لهدف نبيل، إننا نحبه، ونفخر به، وأنت ابنته..!

- إذن، سأفرح..

- أمي؟.. لدي سؤال.

- نعم؟

- إني آسفة فقد تظنين أني لا أصدقك..

- ما سؤالك؟

- ألا تغضبين إن سألته؟

- لا أغضب.

- لقد قال لي رفيقي إن "البابا نويل" ليس حقيقياً، وإن الوالدين هما اللذان يضعان الهدايا تحت الشجرة ليلة عيد الميلاد، فقلت له إنه غلطان، لأن أمي تروي لي قصته كل عام، وهي لا تقول إلا الحق.

- أهكذا قلت له؟

- لكنه لم يقتنع.. وإنما نهرني وسخر مني.. أرجوك أن تصححي له رأيه.

- لقد كنت أتوقع منك الشك قبل الآن.

- لا أشك يا أمي، ولكن.. أريد أن يقتنع هو.

- ولِمَ يدخل الشك في قلبك؟

- أنا؟ لا أعلم.. لا تؤاخذيني يا أماه.. بلى.. إنه قد دخل.

- فلِمَ لم تسألي؟

- إني.. ماما.. هل قوله صحيح بأن البابا نويل.. لا وجود له؟

- نعم إنه صحيح.

- فكيف كنت أفرح بشيء لا وجود له؟! كيف كنت تحدثينني عنه وتدّعين أن الهدايا منه، ولا وجود له؟!!

- إنها أسطورة تسر الصغار والكبار. ألم تكوني مسرورة بخيال زيارة البابا نويل لك؟!

- كل فرحي لا يعادل هذه الإهانة.. يا له من خزي لن أنساه!!

- لكن الأطفال كلهم يؤمنون، ثم يكبرون.. ومن الطبيعي أنهم يعرفون الحقيقة، ويرضون بها.. وتبقى لهم الذكريات الجميلة، فيكررونها مع أولادهم..

- لقد علمتني أن أصدق وأصدّق، فصدّقتك..

- يا بنتي ألا تفهمين؟ إنها عادة تقليدية يحبها الأطفال..

- لا أريد أن أسمع!! لقد كذبت! لقد كذبتِ وخدعتني! كيف أصدقك بعد اليوم؟ كيف أصدق أحداً؟! وكيف أثق بأحد؟.. لأكن حذرة.. فلا أقعن في مثل هذا مرة أخرى..

- ماذا يزعجك يا بنتي؟ لماذا تبكين؟

- إن الضباب يحيط بي ولا أجد بيتي! إني ضائعة لا أجد الطريق!

- لقد رأيت أحلاماً مخيفة لا حقيقة لها، فلا تبالي.

- إني أراها في كل ليلة وأخشى النوم.

- اطمئني، فإنها خيالات لن تؤذيك..

- قومي! استيقظي! ما بك؟ هل رأيت الضباب مرة أخرى؟

- كلا..

- ماذا رأيت حدثيني!

- لا.. لا أستطيع..

- ماذا أفعل بك؟ إني أجدك على هذه الحالة كل ليلة، فلا راحة لك في النوم.. انظري إلى جسمك كيف يرتجف.. صارحيني يا بنتي!! ما الذي تعانين.. أخشى أن تكوني مريضة..

- لست مريضة.

الصفحات