أنت هنا

قراءة كتاب الحلال والحرام في الاسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحلال والحرام في الاسلام

الحلال والحرام في الاسلام

كتاب " الحلال والحرام " ، تأليف د.

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
الصفحة رقم: 3

مقدمة

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشـهـد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين .

وبعد :

فهذه هي الطبعة السبعون ـ أو أكثر ـ من هذا الكتاب ، الذي أسأل الله أن ينفع به مؤلفه وناشره وقارئه . وأن (يكيفوا) سلوكهم وفقا لأحكامه ، غير مبالين بالأفكار الدخيلة ، والمذاهب المستوردة .

ويزيد من قيمة هذا الإقبال أن جهودا جبارة تُبذل ، وأموالا طائلة تُرصد ، وطاقات هائلة تُجند ، من القوى المعادية للإسلام على اختلاف أهدافها وطرائقها ، وتعدد ألوانها وأسمائها ، للصد عن سبيل هذا الدين ، وتعويق الدعوة إليه ، وقطع الطريق على دعاته ، وإثارة الشبهات والأكاذيب من حوله ، وتشويه عقيدته وشريعته ، وأخلاقه وآدابه ، وحضارته وتاريخه . يريدون أن ترتد الشعوب المسلمة عن دينها ، كما أرادوا أن يرتد كثير من حكامها الذين اتخذوا القرآن مهجورًا ، واتخذوا غير الإسلام منهجًا ، وغير محمد (صلى الله عليه وسلم) إمامًا .

فإذا أخفقت هذه المحاولات الجهنمية المخططة المدعومة ، فيما هدفت إليه من تكفير الجماهير المسلمة ، وراج ـ مع هذا كله ـ الكتاب الإسلامي ، بل ظل هو الكتاب الأول في سوق النشر والتوزيع ، كما تدل الأرقام والإحصاءات ، على حين تظهر كتب كثيرة موجهة ، تنفق عليها دول ومؤسسات كبيرة عشرات الألوف ومئاتها ، فلا تنفق لها سوق ، ولا تجد لها قبولا ، فهذا ما نُسَرُّ له ، ونحمد الله تعالى عليه .

أجل ، إنها نعمة من الله ، يجب أن نتلقاها بالحمد والشكر . فإن معناها أن جماهيرنا المسلمة لا تزال بخير ، وإنما الفساد والانحراف في القيادات العميلة المفروضة عليها . وهي قيادات مصيرها حتما إلى الزوال .

ومما أذكره هنا : أن بعض ما وضعته في هذه الطبعة ، موجود عندي كاملا من أكثر من أربعين سنة ، كتبته ردا علميًّا على بعض من انتقدوا كتابي ، وكنت أود في حينها أن أنشرها ، ولكن بعض إخواني ثبطوني عن هذا ببعض المبررات ، التي قدرتها في حينها ، وأبقيتها عندي ، ولم تنشر ، حتى آن أوان نشرها ، وكل شيء عند الله بمقدار .

هذا وقد كان الكتاب مخرجًا تخريجًا قصيرًا جدًّا ، على غير الطريقة التي بدأتها منذ عدة سنين في تخريج كتبي الجديدة ، وقد رأى الإخوة في مكتبي العلمي بالدوحة ، أن يعيدوا تخريج الكتاب على نفس هذه الطريقة ، وهو ما اقتضاني أن أحذف بعض الأحاديث من الكتاب ، لم نرَ ضرورة لوجودها ، وإن لم يترتب عليها تغيير الحكم الأصلي الموجود في الكتاب .

وهذا مما أحمد الله تعالى عليه ، فمذهبي الذي تبنيته ودعوت إليه ، وأورثته لأصحابي الاعتماد على الأحاديث الصحيحة والحسنة ، والتدقيق في ذلك إذا اختلف العلماء . فحكم الله في الأشياء لا يثبت إلا بنص صريح صحيح .

ومما يسرني كذلك ، أن جماعة من إخواننا الباكستانيين والأتراك ، والهنود والبنغاليين ، والماليزيين والأندونيسيين ، والنيجيريين والسنغاليين ، وكثير من أمم الأرض بعثوا يستأذنونني ، في ترجمة الكتاب إلى لغاتهم ، فلم أتردَّد في الإذن لهم ، كما أذنت في كتب كثيرة أخرى . فإن اختلاف اللغات لا يجوز أن يقف مانعا ، دون التبادل الفكري بين المسلمين ، الذي هو إحدى الخطوات اللازمة في طريق الوحدة الإسلامية المنشودة .

فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )(آل عمران:8).

الدوحة في : محرم 1434 هـ

الموافق ديسمبر 2012 م الفقير إلى عفو ربه

يوسف القرضاوي

الصفحات