أنت هنا

قراءة كتاب صناعة الغوص

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صناعة الغوص

صناعة الغوص

كتاب " صناعة الغوص " ، تأليف عبد الله خليفة الشملان ، والذي صدر عن دار المؤسسة للدراسات والنشر .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

فتح المحار وفحصه

وتقوم المجموعات الثلاث الأولى من البحارة بفتح المحار واستخراج ما به من لؤلؤ في الفترات التي يتوقف فيها العمل وهي التي تحدث بسبب الظروف الجوية أو في فترة قطع المسافة بين هيرين أي في الفترة التي تستغرقها السفينة لقطع المسافة بين منطقتين لصيد المحار· ويتم فتح المحار عادة في اليوم الثاني لصيده بعد أن يموت، إذ أن المحارة بعد موتها تفتح فاها فيسهل ادخال المفلقة فيها وشطرها شطرين، والمقصود بالمفلقة سكين خاصة يستخدمهما البحارة لفتح المحار، وبعد فتح المحارة يقلب البحار لحمها بطريقة معينة وبخبرة ودراية، فيجد اللؤلؤ أو اللؤلوة بارزة بين لحم المحارة فيرفعها بحذر ومهارة على رأس المفلجة ويضعها في الفلس المعد لإستقبال اللؤلؤ·

وفي بعض الأحيان نجد أن محارة واحدة تحوى أكثر من لؤلؤة، وفي أحيان أخرى لا تحوى المحارة إلا لؤلؤة واحدة فقط، وفي أحيان كثيرة نجد أن المحارة لا تحوى حتى لؤلؤة واحدة· ويختلف اللؤلؤ الموجود بالمحار حجماً ونوعاً وجمالاً، فبعضه ذو أحجام كبيرة وكامل الاستدارة وجميل يبهر الأنظار، وبعضه ذو أحجام متوسطة، والبعض الآخر ذو أحجام صغيرة··· وهذا الاختلاف في الأحجام لا يتوقف على حجم المحارة ذاتها، فكم من محارة كبيرة لا تحوى بداخلها إلا لؤلؤة غاية في الصغر، وفي بعض الأحيان لا تحوى شيئاً البتة، وربما تفتح محارة متوسطة في الحجم فنجد أن بها لؤلؤة كبيرة يقدر ثمنها بمئات الدنانير·

وهكذا يتم فتح المحار وفحصه تحت اشراف النوخذة وبعض الملاحظين الذين ينتدبهم النوخذة من البحارة، وذلك بأن ينقسم البحارة إلى مجموعات تتحلق كل مجموعة على كومة من المحار ويبدأ العمل··· فكل بحار بيده المفلقة الخاصة به وأول محارة يقوم بفتحها يعد منها الفلس الذي سيجمع فيه اللؤلؤ··· وهذا الفلس عبارة عن نصف محارة يزيل البحار أغلب ما بها من لحم حتى تقابله في الأخير قطعة من لحم المحار تعتبر أشد قطعة فيها صلابة وتدعى العمر فيقوم البحار بحفر مكان في هذا العمر يستخدمه لجمع اللؤلؤ·

وعلى رأس كل مجموعة بحار يطلب منه النوخذة بين فترة وأخرى أن يجمع لديه ما حصل عليه هؤلاء البحارة من لؤلؤ ويحضره له، وهذا البحار يجب أن يستعد بفلس كبير نوعاً، وعندما يسمع نداء النوخذة غيّر أي إيها البحار قم بتغيير فلسك، يقوم بجمع فلوس بحارة مجموعته ويستخرج ما بها من لؤلؤ ويجمعه في فلسه الكبير ويقدمه للنوخذة··· وكذلك تفعل كل المجموعات التي تقوم بفتح المحار وفحصه، وبالتالي يقوم البحارة من جديد بإعداد فلوس جديدة لهم يجمعون فيها ما سيحصلون عليه من لؤلؤ والعمل مستمر·

ولكن ماذا يعمل النوخذة بالفلوس التي جمعها؟·

إن النوخذة بعد أن يأمر البحارة بتغيير فلوسهم وبعد أن يستلم الفلوس الكبيرة من رؤساء المجموعات إذا جاز أن أسميهم كذلك يقوم بوضع هذه الفلوس كما هي في صندوق القماش أي صندوق اللؤلؤ، أو انه يقوم بجمع ما بهذه الفلوس من لؤلؤ ويلفه في قطعة من القماش ويضعه في الصندوق·

وهكذا يجري العمل اليومي لفحص المحار، وعندما يتجمع لدى النوخذه محصول خمسة أيام من اللؤلؤ يقوم بعزله في قطعة من القماش ويطلق عليه قرعة وإذا حدث أثناء فترة الغوص أي تغير في عدد البحارة بالزيادة أو النقصان فإن النوخذة يقوم بفصل المحصول من تاريخ حدوث ذلك التغيير وذلك حتى تسهل محاسبة البحارة فيما بعد إذ أن القادم الجديد من البحارة ليس له نصيب فيما سبق قدومه من المحصول، وإن المنفصل بين البحارة لن يكون له نصيب فيما سوف يلحق إنفصاله من المحصول··· وسوف نلاحظ ذلك بوضوح عند الكلام عن حسابات الغوص·

وخلال فترة الغوص وأثناء وجود السفن في عرض البحر تجري أكبر عمليات البيع والشراء في اللؤلؤ إذ يقوم تجار اللؤلؤ المتنقلون في سفنهم الشراعية والبخارية في بعض الأحيان بالمرور على سفن الغوص لشراء ما تجمع لدى النواخذه من اللؤلؤ وهؤلاء التجار يطلق عليهم الطواشون ويقومون بشراء كميات كبيرة من هذا اللؤلؤ وتجرى بينهم المنافسات والتسابق على عقد أحسن الصفقات في عرض البحر·

ويقوم نواخذة السفن ببيع اللؤلؤ المتجمع لديهم إما يوماً بيوم أي محصول كل يوم بفصله في قطعة قماش ويسمى أتبابة ويباع للطواشين أو يباع محصول القرعة أي محصول كل خمسة أيام لوحدها··· أو يقوم النوخذة ببيع اللؤلؤ المتجمع لديه مرة واحدة في آخر الغوص وهذا نادر··· وبعضهم يبيع على تاجر واحد وبعضهم يبيع على عدة تجار··· والبعض يبيع التبابة أو القرعة مرة واحدة وبعضهم يجزئها إلى عدة أجزاء··· وهكذا·

الصفحات