أنت هنا

قراءة كتاب الرحلات والرحالة في التاريخ الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الرحلات والرحالة في التاريخ الإسلامي

الرحلات والرحالة في التاريخ الإسلامي

كتاب " الرحلات والرحالة في التاريخ الإسلامي " ، تأليف د. جمال الدين فالح الكيلاني .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 9

1. البعثات والسفارت الرسمية

نتيجة لاتساع رقعة الدولة العربية الاسلامية حتى المحيط الأطلسي غربا والصين شرقا حتم على الخلفاء والحكام المسلمين إرسال السفارات الى البلدان المجاورة لهم او البعيدة لاقامة علاقات معها وتحسين وتمتين روابطها مع شعوب تلك المناطق61 وكان الموفد بمثابة الناطق باسم الخلافة او الملك او السلطان وله صلاحية إجراء المفاوضات وعقد المعاهدات وابرام الهدنة والصلح62.

لقد اهتمت ادارة الدولة العربية الاسلامية بارسال السفارات الى بعض الدول منذ الحقب الاولى لقيامها، لادراكها اهمية السفارات في توضيح مواقفها ،وسياساتها الخارجية، ولتمتين علاقاتها بالدول الاخرى، منها السفارات التي اوفدت من اليمن63 الى الحيرة64 وغيرها من السفارات التي عثر في اليمن على نقوش تاريخية لها65.

استخدم عرب الجزيرة السفراء لحقن الدماء كما حدث في حرب البسوس66 وداحس والغبراء 67 وغيرها من السفارات .

وتنشط السفارات بشكل اكبر وتصبح اكثر فعالية في عهد الرسول للدعوة الاسلامية وتوحيد شعوب العالم تحت لواء الاسلام، فقد اوفد الرسول الاكرم (ص)، السفراء الى ملوك العالممن العرب والعجم، ومن هذه السفارات السفارة التي ارسلها (ص) الى هرقل امبراطور الروم سنة 6هـ/627م لدعوته للاسلام واوكل امر هذه السفارة الى الصحابي الجليل دحية بن خليفة الكلبي 68 يحمل رسالته (ص) داعيا اياه للاسلام وقد اتسمت هذه السفارة بروح سياسية هادئة وحلم كبير كما يقول اليعقوبي69. بعدها توالت السفارات الى بلدان عدة، اما الغرض فهو نشر الدين الاسلامي وتحسين العلاقات واواصر الصداقة مع الدول المجاورة. لم تقتصر هذه المبادرات على الدولة العربية الاسلامية بل سعت الدول الاخرى للاتصال بها لعدها اقوى دولة في ذلك الوقت فقد اهتمت الصين باقامة علاقة جيدة مع الدولة العربية الاسلامية ومن المحتمل ان يكون الامبراطور قد اوصى سفيره لتبيين مدى اتساع وقوة الدولة وكان ذلك في سنة 31هـ/651م وقيل ان الخليفة عثمان (23-35هـ/643-655م) ارسل احد القواد ليرافق السفير الصيني عند رجوعه الى بلاده، وتعد هذه وفادة اول سفير من المسلمين الى الصين 70.

وتستمر السفارات باتجاه الشرق والغرب وشمالا وجنوبا منها السفارة التي ارسلها الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/684-705م) الى ملك الروم جستنيان الثاني في سنة 66هـ/685م وعلى اثرها عقد هدنة بين الدولتين71. ان هذه السفارات وغيرها ساهمت في اغناء المعرفة الجغرافية من خلال ما قدمته من معلومات دقيقة ومتنوعة عن البلدان التي ارسلت اليها، فقد اهتم افرادها بتدوين ما يثير انتباههم حول القضايا الجغرافية او الاجتماعية او الدينية او ما شابه72.

الصفحات