أنت هنا

قراءة كتاب تكنولوجيا الاتصال التربوي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تكنولوجيا الاتصال التربوي

تكنولوجيا الاتصال التربوي

كتاب " تكنولوجيا الاتصال التربوي " ، تأليف مجد هاشم الهاشمي ، والذي صدر عن دار

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 1

التربية ... مفاهيم وتطور

تهتم التربية بأن يكتسب الفرد عادات مجتمعة وتقاليده وقيمه وأهدافه ويتعلم كيف يمارس أدوار اجتماعية وتشكيل العلاقات مع الآخرين... والتربية تعبير حي عن حركة المجتمعات وانعكاس لايدلوجينها.. بها تتقدم الأمم وترتقي وبوسائلها تعد القوى البشرية وتستمر طاقات الإنسان، فإن تفاعل الإنسان كان وما زال مستمراً مع بيئته التي تعد مدرسته الأولى، فالتربية لم تعد خدمة كانت في الماضي، بل صارت استثماراً له عائد ضخم، وما من دولة حرصت على التقدم إلا وكانت التربية وسيلتها.. ومن الشروط الجوهرية في العملية التربوية أن تستقطب التربية أحدث أدوات العصر إليها، كوسائل نقل المعارف، وكذلك أن يكون من أهدافها أن يقف الناس على حاصل التكنولوجيا في ذلك الوقت وبذلك يصحح استيعاب (تكنولوجيا) العصر هدفا تربوياً ووسيلة إليها أيضاً.

وللوقوف على مسميات التربية وأدواتها الاجتماعية.. نعطي بعض الآراء حول المدلولة العلمية للتربية.

فقد ذكرتها المعاجم..عام (1549) بأنها مأخوذة من اللغة اللاتينية لتدل على تربية النباتات والحيوانات، وللدلالة على الطعام وعلى تهذيب البشر دون تفريق.. وحتى عام 1649 لم يكن يقصد بالتربية سوى تكوين الجسد والنفس.. وهي بهذا المفهوم كانت تركز على العناية التي تقدم لتعليم الأطفال سواء فيما يتصل برياضة النفس أو رياضة الجسد وفي اللغة العربية ترجع التربية في معناها إلى مصدر الفعل (ربى) أي بمعنى (نما وزاد) واصطلاحياً.. تعني التربية.. التنشئة والتنمية..

ومما تعددت مفاهيمها.. فإنها لا تزال تتناول معاني التطور، التقدم، الكمال، النمو، الأفضل، الأحسن والتربية لها خصائص عديدة تتمثل في (1)

أنها عملية إنسانية: فالتربية تحف الإنسان وهي مكر عليه دون غيره من المخلوقات.
أنها عملية تكاملية شاملة: فالتربية عملية تسعى أن تصل بالإنسان إلى كامل نموه الجسمي والعقلي والنفسي والانفعالي  والخلقي  والاجتماعي.
أنها عملية ذات قطبين: القطب الأول هو المربي والقطب الثاني هو المتربي، ويؤثر كل منهما على الآخر، فيتأثر المتربي بشخصية المربي وأسلوب ومعلوماتها ومتقاداته بينما يتاثر المربي بجنس المتربي وخلفيته الاجتماعية وقدراته واستعداداته، وغيرها.
أنها عملية فردية اجتماعية.. فالتربية لا تقتصر مهمتها على الفرد فحسب، بل تتعداه إلى المجتمع ككل. فهي تسعى إلى أن تصل بالفرد  إلى درجة الكمال، وهو أيضاً تسعى إلى تقدم المجتمع وتطوره، من خلال تنمية أفراده وجعلهم مواطنين صالحين يعملون لصالحه. وبذلك فهي عملية تطبيع اجتماعي يكتسب الفرد من خلالها صفته الاجتماعية عن طريق التنشئة الاجتماعية والتفاعل والتطبيق الاجتماعية.
أنها عملية هادفة: فالتربية عملية توجيه الجيل الناشئ من قبل الجيل الراشد لتصل به إلى درجة الكمال والمواطنة الصالحة لما فيه خيره وخير المجتمع على وجه العموم.
أنها عملية متغيرة ومتطورة.. فالتربية دائمة التغير والتطور وتختلف باختلاف الزمان والمكان، ومن مجتمع إلى آخر، بل أنها تختلف في داخل المجتمع الواحد، ويمكن القول أن من صفات التربية صنع التغير، كما أنها من صفات التغيير صنع التربية.
أنها عملية تشاركية: فالتربية لا تقتصر على المدرسة وحدها، وإنما يتلقى الفرد أيضاً تربيته من البيت وشلة الرفاق والمؤسسات الاجتماعية الأخرى.

لقد تغير مفهوم التربية تبعاً لتغيرات الزمن والتطورات التاريخية التيرافقعت المجتمعات وتغيراتها واتساع النظرة إلى ميدان التربية.

الصفحات