أنت هنا

قراءة كتاب تكنولوجيا الاتصال التربوي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تكنولوجيا الاتصال التربوي

تكنولوجيا الاتصال التربوي

كتاب " تكنولوجيا الاتصال التربوي " ، تأليف مجد هاشم الهاشمي ، والذي صدر عن دار

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 7

أدوات التربيـــة

أولاً: الأســرة

الأسرة: هي المفتاح الأول للتربية الصحيحة، والبيت هو أساس تربية الإنسان، وأنها المؤسسة الأولى في تربية الطفل، ففيها ينشأ ويرتقي ويتعلم ويعيش ودور الأسرة في رعاية أبنائها لهم وفعال، فهي تعمل على صقل شخصية الطفل وبناء مرجعيته الاعتقادية والسلوكية.

ويمكن أن نعرف الأسرة، كما وصفها (برجس دلوك) بأنها مجموعة من الأشخاص يرتبطون معا بروابط الزواج أو الدم أو التبني، ويعيشون تحت سقف واحد ويتفاعلون معا وفقاً لأدوار اجتماعية محددة، ويحافظون على نمط ثقافي عام(7).

والأسرة تعد الوحدة الاجتماعية الأولى في التنظيم الاجتماعي، على اعتبار أن النوع الإنساني من الأنواع التي لا تلبث أفرادها أن يؤلفوا جماعات محددة ومتنوعة بمعنى أن عزيزة (المجتمع، فطرية في النوع الإنساني، وإنها ترجع إلى الميل الفطري، أي إلى الرغبة في حياة الجماعة لدى الإنسان)(8).

وترد الأسرة في معجمات اللغة العربية: الدرع الحصينة، وأقارب الرجل الأدنون، وأهل بيته الذي يتقوى ويحتمي بهم، كما يحتوي المحارب بالدرع. ومن المجاز البليغ كما قال الزمخشري: قولهم: (شد الله أسره) والأسرة في التاريخ القديم، وعند أكثر الأمم، اعتبروها وحدة اجتماعية يرأسها الأب، وكان العرب يعتبرون القبيلة، هي الوحدة السياسية والاجتماعية، وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن عرب الجاهلية لم يعرفوا زواجاً مستمراً ترتبط فيه المرأة برجل معين، وإلى أجل غير مسمى، لأنهم كانوا يجرون نظام النكاح المؤقت.

وقد تطور مفهوم الأسرة وأحكامها... (طريق إنشائها وعلاقات أفرادها) مع تطور كل مجتمع حيث يتغير تصوره للأسرة ومفاهيمها وعقائدها وتقاليدها وعاداتها الموروثة.. خلال زمن تتفاوت مدته طولاً وقصراً. فكلما حدث تغير في مفهوم الأسرة وتصورها في إطار التغير المذهبي أو العقائدي، وكذلك كلما تطورت العادات والتقاليد بتاثير شتى العوامل، تطوراً يتصل بالعلاقات القائمة بين أفراد الأسرة، كنقصان سلطة رب الأسرة أو تراجع التكافل الاجتماعي بين أفراد الأسرة وضموره بتاثير اشتداد الروح الفردية مثلاً، ولذلك كان للأسرة خلال عصور التاريخ وفي مختلف البيئات الاجتماعية المتباينة في أسسها العقائدية وتقاليدها روحها أشكال وأنماط متعددة.

فالأسرة مع أنها تجسيد لغرائز فطرية وعواطف طبيعية، إلا أنها ليست كلها كذلك، فإن تجسيد هذه العواطف والغرائز. هي على الخصوص عواطف  الأبوة والأمومة، وغريزة الجنس والتعاطف مع الأقرباء، يأخذ أشكالاً مختلفة متعددة فعريزة الجنس يمكن أن تتحقق في أسرة تقوم على أساس وحدة الزوجة وتعددها تعدداً محدوداً أو غير محدودة وعاطفة الأبوة يمكن أن تتحقق في نظام يكون للأب سلطة مطلقة على ابنه وفي نفسه وفي ماله وفي نظام تكون سلطته عليه محدودة ويكون للابن شخصيته الحقوقية المستقلة.(9)

الصفحات