أنت هنا

قراءة كتاب شخصي جداً - الجنس في حياتنا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شخصي جداً - الجنس في حياتنا

شخصي جداً - الجنس في حياتنا

كتاب " شخصي جداً - الجنس في حياتنا " ، تأليف د.

تقييمك:
3.75
Average: 3.8 (8 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

النضج الوجدانيّ

إنَّ النضج الوجدانيَّ عنصر غائب بصورة مأساويَّة عن أذكانا وأكثرنا مواهبًا، بل وعن أكثرنا تديُّنًا وروحانيَّة.

يُعبِّر موقفنا من الجنس بوضوحٍ عنِ المرحلة التي قد وصلنا إليها في نضجنا الوجدانيّ. والمقصود بالنضج الوجدانيِّ قدرتنا على إدراك مشاعرنا والتعبير عنها وإدارتها، كما يعني إدراك مشاعر الآخرين وفَهْم الحالة الوجدانيَّة التي يمرُّون بها؛ ممَّا يجعلنا قادرين على التواصل الإنسانيِّ على مستوًى أعمق وأسمى أخلاقيًّا من مستويات الاستغلال والاستهلاك، والتي تظهر جليًّا في ممارساتنا الجنسيَّة حتَّى في إطار العلاقات الزوجيَّة الشرعيَّة.

والحقيقة أنَّ النضج الوجدانيَّ عنصرٌ غائب بصورة مأساويَّة عن أذكانا وأكثرنا مواهبًا، بل وعن أكثرنا تديُّنًا وروحانيَّة. يؤكِّد هذه الحقيقة بيتر سيزارو صاحب أحد الكتب الأكثر مبيعًا في الدوائر المسيحيَّة مؤخَّرًا وهو كتاب ‘‘الكنيسة الناضجة وجدانيًّا’’[9]. ويصف سيزارو في هذا الكتاب النضج الوجدانيَّ بأنَّه الحلقة المفقودة في منظومة التلمذة المسيحيَّة في معظم الكنائس.

إنَّ من شأن هذه الحلقة المفقودة أن تعطِّل مسيرة علاقتنا بالبشر وبالله أيضًا. فكم من قائدٍ روحيٍّ شهير تعثَّر في مسيرته وشهادته المسيحيَّة بسبب عدم نضجه الوجدانيِّ، وهو ما أدَّى إمَّا إلى فشل حياته الزوجيَّة أو توتُّر علاقته بأبنائه، بل أدَّى حتَّى إلى فضائحَ ماليَّةٍ وجنسيَّة. وكلُّ هذا بسبب ضعفٍ في القدرة على التحكُّم في المشاعر وإدارة الأفكار والسلوكيَّات. وقد يبدأ الأمر من مشاعر الغضب المدمِّر إلى إدمان العمل شديدِ الإجهاد، وعدم القدرة على التحكُّم في النزوات الجنسيَّة. والسبب وراء كلِّ هذا هو عدم النضج الوجدانيّ.

الصفحات