أنت هنا

قراءة كتاب شخصي جداً - الجنس في حياتنا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شخصي جداً - الجنس في حياتنا

شخصي جداً - الجنس في حياتنا

كتاب " شخصي جداً - الجنس في حياتنا " ، تأليف د.

تقييمك:
3.75
Average: 3.8 (8 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

مراحل النضج الوجدانيّ

يصف بيتر سيزارو مستويات النضج الوجدانيِّ للفرد عبر مقارنتها بمراحل نموِّ الإنسان منذ أن كان رضيعًا، مرورًا بطفولته ومراهقته، إلى أن يصير فردًا راشدًا. فكما أنَّ الإنسان يمرُّ زمنيًّا بهذه المراحل، فهو يمرُّ فيها وجدانيًّا أيضًا. وحقيقةُ الأمر أنَّنا غالبًا ما نعاني من هوَّةٍ بين أعمارنا الزمنيَّة ونموِّنا الجسديِّ والعقليِّ من جهة، ونضجنا الوجدانيِّ الذي أدركناه من جهةٍ أخرى. إنَّ هذا يعني أنَّ الإنسان قد يبلغ عمر الرشد زمنيًّا (أي أنَّه جاوز العشرين) ويتمتَّع بالنضج الجسديِّ والعقليِّ المتوافق مع ذلك العمر، لكنَّه يظلُّ رضيعًا أو طفلًا أو مراهقًا من الناحية الوجدانيَّة. وفي ما يلي سنحاول أن نتلمَّس هذه المراحل من نُضجنا الروحانيِّ والنفسيِّ محاولين أن نستكشف كيف تنعكس هذه المراحل على سلوكنا وعلاقاتنا الجنسيَّة.

الرضيع

إنَّ الرضيع يأخذ فقط ولا يفكر إلاَّ في الأخذ. فالناس بالنسبة إليه ليسوا سوى فرصٍ يحقِّق بها إشباعه.

إنَّ الطفل الرضيع، بطبيعة الحال، منحصرٌ في ذاته تمامًا ولا يشعر إلاَّ باحتياجاته المباشرة. فهو لا يستطيع أن يدرك احتياجات الآخرين أو مشاعرهم. إنَّ كلَّ هَمِّ الرضيع هو أن ‘‘يتغذَّى’’. وهذا ليس بمشكلة إنْ بدر من رضيع لم يبلغ عامه الثاني. غير أنَّه يُعدُّ رضيعًا من الناحية الوجدانيَّة إنْ تجاوزَ عمرَ الرضيع زمنيًّا وظلَّ غير مدركٍ لمشاعر الآخرين أوِ احتياجاتهم. ولأنَّ الرضيع وجدانيًّا يجد نفسه مدفوعًا دائمًا برغبةٍ في الإشباع المباشِر، فإنَّه عادةً ما يستغلُّ الآخرين لإشباع احتياجاته دون أن يعيَ كيف يؤثِّر سلوكه في الآخرين تأثيرًا قد يصل حدَّ الإيذاء. فمثلاً، نقبل من الطفل الرضيع أن يوقظ أمَّه في منتصف الليل حتَّى ترضعه، أمَّا أن يوقظ الرجل زوجته في منتصف الليل لتحضِّر له العشاء أو لممارسة الجنس لأنَّه قد شعر فجأةً بالجوع أوِ برغبةٍ في ممارسة الجنس، فهو رضيعٌ وجدانيًّا بمعنى أنَّه غير قادرٍ على تأجيل لذَّته أوِ احتياجاته المباشرة تقديرًا لاحتياجات الآخرين.

كما لا يستطيع الرضيع أيضًا أن يصف ما يشعر به بوضوح. فإذا جاع أو عطش أو إن كان مبلَّلًا فإنَّه يصرخ. وهذا طبيعيٌّ بالنسبة إلى حال الرضيع. ويصفُ صلاح جاهين عدم القدرة على التعبير عنِ المشاعر بالرباعيَّة التالية:

عيني رأت مولود على كتف أمه    (رأت عيني مولودًا على كتف أمِّه)
يصرخ ..تهنن فيه    (يصرخ فتحاول تهدئته)
يصرخ..تضمه    (يصرخ فتضمُّه)
يصرخ..تقول يابني ما تنطق كلام    (يصرخ فتقول له أن ينطق كلماتمفهومة)
ده اللي ما يتكلمش يا كُتر همّه    (إنَّ مَن لا يتكلَّم، يزداد همُّه)

الصفحات