You are here

قراءة كتاب متى يختفي الآخر مني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
متى يختفي الآخر مني

متى يختفي الآخر مني

"متى يختفي الآخر مني" مجموعة قصصية صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للقاص عبد الستار ناصر، وضمت سبع عشرة قصة، وهي آخر ما كتبه القاص قبل وفاته، قدمت للمجموعة الروائية هدية حسين مشيرة إلى ظروف

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

قصصي وأنا، نتجول في كندا

ما يشبه المقدمة لكتاب قادم
أعوي كالذئاب دون صوت، أعوي في المفازات مع الموج الهمجي والمحيطات العجب، لا أدري منذ متى هذا العواء، تتقلص أمعائي وأحس بالغثيان أمام غربة طال أمدها أكثر مما ظننت، مات أقرب الناس لي وأنا بعيد عنهم، في غربة أعوي فيها كالذئاب وأنا أتذكرهم وأبكيهم دون صوت، الأحبة الذين كانوا···· لم يبق بعدهم سوى انتظار موتي لئلا أعوي كل يوم وكل ساعة كما الذئاب·
أنا معلول منذ صباي (معلول بالمحبة والإفلاس) أذرف الدموع على غياب سركون بولص، أحلم بالبحر الذي أخذني إليه نصر محمد راغب، مولع حد الألم الجارح وأنا أتذكر موسى كريدي وفهد الأسدي وكزار حنتوش، معلول مع كل غياب، كيف رحل محمود جنداري وسامي محمد؟ أي ميراث تركا للريح؟ لماذا قتلوا أطوار بهجت ومحمود البريكان؟ أتموج معهم وأنا بعيد عنهم بآلاف الأحزمة الضوئية، كيف مضى ضرغام هاشم وصاحب الشاهر بهذه السرعة؟
أتذكرهم وأبكيهم، كل غياب هو فاجعة (إسمع يا فوزي كريم، لا أسمح أن تموت قبلي، لا أريد أن تموت رجاءاً) يكفي ما خسرنا من الأحبة، يوسف الصائغ وكمال سبتي ومحسن اطيمش، يا لمحسن اطيمش كيف تموت وأنت في عز الكلام؟ ألا يحق لي إيقاف الساعة وأمنع موتك سنوات أخرى كما أشاء؟ أعوي كالذئاب من فرط همومي ولوعتي بعد غياب المحبين: جليل القيسي وسليم عبد القادر ورشدي العامل، من أعطاكم الحق في أن تذهبوا بهذه العجالة؟
كالذئاب أعوي دون صوت، لم أعد أفقه ما أرى، المفردات تتأرجح ولا أعرف كيف أكتبها، صارت محض أحجية وطلاسم وألغاز، أكتب القصص بوعي مرتبك، أتعب من ترتيب الحروف، أتذكر شاعرية (النورس في مدريد) وأقف منبهراً مندهشاً أمام (سيدنا الخليفة)وأبكي بلا دموع على جماليات (شمبارة الميمونة)··· فماذا جرى لهذا الدماغ الذي ما عاد يعطي سوى الظلام···· أكتب؟ ماذا سأكتب بعد تلك النكبات المروعة؟ البلاد ترحل صوب المجهول، بلادي تتقشر كما الموز، نتزحلق بهياكلنا وهيبتنا ويضحك أمراء البترول علينا، فمتى ينشف النفط وتجف الأرض ونرجع إلى هيبتنا وحضارتنا الأولى؟

Pages