You are here

قراءة كتاب متى يختفي الآخر مني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
متى يختفي الآخر مني

متى يختفي الآخر مني

"متى يختفي الآخر مني" مجموعة قصصية صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للقاص عبد الستار ناصر، وضمت سبع عشرة قصة، وهي آخر ما كتبه القاص قبل وفاته، قدمت للمجموعة الروائية هدية حسين مشيرة إلى ظروف

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

لم تعد الذاكرة تتجول في الأحزان، ولم تعد الذكريات تسبح في بحر المذابح والأوجاع، ذهبت الكوابيس إلى غير رجعة، أستطيع القول: أنا في قمة الهدوء، الثلج سقط على نيراني ولم يعد من شيء يحرقني ويلوث ساعات عمري، أجلس في المقاهي وأذهب إلى دور السينما وأحتسي البيرة في البارات وأمشي في الشوارع والأزقة، أشتري المجلات والكتب حتى تكون المتعة أكبر·
نسيت الكوابيس، اندثرت في أعماق نفسي إلى غير رجعة، سواء نمت مبكراً أو في آخر الليل، أصحو سعيداً وفي غاية النشوة كأنني أمضيت الليل مع أجمل النساء، وهكذا تمر أيامي، من حلاوة إلى أحلى، وقد أحلم، هكذا مصادفة، فهو محض حلم بسيط يداعبني ويمضي، حت أنني لا أتذكره حين أصحو·
مازلت أظن أن الكوابيس قد تقتل أصحابها في جزء من ساعات نومهم، لاسيما ضعاف القلوب، وقد مرت المحنة على خير ولم أمت في واحد من كوابيسي الفاجعة، البعض مثل القش ما إن يدخل أول باب من أبواب الكابوس حتى يحترق، هب··· وترى النار في كل مكان، وأنا كنت كثير الأحلام، وبدقة كما أخبرتكم (كثير الكوابيس) وها أنا أنقذ نفسي بنفسي وأعود إلى انسانيتي بسرعة مذهلة مثل نيزك خاطف جاء من مكان بعيد وراح إلى مكان أبعد·
عائلتي لا تعرف شيئاً عما كنت أعانيه، فأنا لا اصرخ ولا أهذي ولا أشكو ولا أتذمر، أغسل وجهي صباحاً وأحياناً رأسي كله حتى يتم صحوي، الفطور جاهز قبل أن أطلبه، لا كلام ولا دردشة ولا شكوى من أحد، مع السلامة، أقولها دون معنى، ويأتي الجواب دون معنى، أرى خردوات البيت تعترض طريقي ولا أعترض، قميصي وبنطلوني دون مكوى ولا أعترض، المهم أن الكوابيس تفككت ومضت إلى غير رجعة ولا أظنها ستعود وتلبسني كما ثيابي·

Pages