You are here

قراءة كتاب متى يختفي الآخر مني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
متى يختفي الآخر مني

متى يختفي الآخر مني

"متى يختفي الآخر مني" مجموعة قصصية صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للقاص عبد الستار ناصر، وضمت سبع عشرة قصة، وهي آخر ما كتبه القاص قبل وفاته، قدمت للمجموعة الروائية هدية حسين مشيرة إلى ظروف

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

أعرف بعض الأدباء وأخجل مما يفعلون، حتى أنني لم أعد أقرأ ما يكتبون، ملامحهم تقتل النص مهما كانت أهميته، النص الذي أراه والذي يمنعني كاتبه عن القراءة، في بداياتي، في أول رحلة إلى القاهرة، رأيت نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس، أحببتهم، كانوا نموذجاً للمبدع حتى في المقهى، ثمة أسماء أعيش بذاكرتي معها، رحلت ومازالت تغزوني إعجاباً، سبابتي تشير إليهم من خلف الذكريات: طه حسين، الطيب صالح، سهيل إدريس، ومحمد عبد الحليم عبد الله، سأبقى على صلة مقدسة بهم حتى نلتقي وراء الأصابع·
أصابعي هاجت وماجت بين القصة والمسرحية والرواية والسيرة الذاتية التي أخذت مني أربعة كتب في الهجرة نحو الأمس وحياتي في قصصي، كنت أعيش مأخوذاً ممسوساً إلى روح الكتابة وكانت أصابع يدي اليمنى لا تتعب، كنت أضرب على الآلة الطابعة، تمضي طقطقاتها في الليل والنهار، مابين الهدوء والصخب، أكتب باليد اليمنى (مرة واحدة وإلى الأبد) وترتاح أصابعي حتى يحين الدور على (تلك الشمس كنت أحبها) أول رواية كتبتها، أول جنون قطعت به المسافة بين الهلوسة والسريالية، حروف لا تشبه الحروف، كلمات لا تشبه الكلمات، ماذا فعلت تلك الرواية؟ كم كان عمري يومذاك وأنا أخاطر بمستقبلي وأغامر بما أملك من جنون؟ كنت أدخل النهر عارياً إلا من أصابعي، قلت لها: اكتبي ما تشائين واحذري أن نغرق سوية، أنا وأنت وهذا النهر المشاكس العنيد، اكتبي ولا تخافي، حتى إذا كان الثمن سنة من عمرك في غرفة عارية ليس فيها سواك وبعض الزواحف والحشرات·

Pages