You are here

قراءة كتاب متى يختفي الآخر مني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
متى يختفي الآخر مني

متى يختفي الآخر مني

"متى يختفي الآخر مني" مجموعة قصصية صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للقاص عبد الستار ناصر، وضمت سبع عشرة قصة، وهي آخر ما كتبه القاص قبل وفاته، قدمت للمجموعة الروائية هدية حسين مشيرة إلى ظروف

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

قصصي وأنا، نتجول في كندا، حقائبنا فارغة، أوراقنا بيضاء حليبية كما القيمر، لكنها دون طعم ولا رائحة، الوطن يمشي من رعب إلى رعب أكبر، أريد أن أكتب عن المسالخ، عن الضحايا، عن الروح الآيلة للسقوط، السقوط في الخيبة إلى أقصاها، لكن مصيبتي تكمن في الفراغ، فراغ في الجسد، فراغ فيما أرى، فراغ الآخر الذي اكتشفت عيوبه وخياناته في نهاية عمري، فراغ بالمسافة التي تبعدني عمن أحب، ياه كم هو شاسع ورهيب حجم المسافة المظلمة بيني وبين نفسي التي ضاعت !
ماذا فعلت أصابع يدي اليمنى طوال ما فات من سنوات عمري؟ خمسة أصابع كتبت بها أشياء لا أصدق أنني وحدي من جاء بها إلى الوجود، كدت أغرق ذات يوم في بحيرة الحبانية وأنقذني الفنان (وليد شامل)··· لكن يدي اليمنى بأصابعها الخمسة هي التي أشارت له بالهلاك، في غرفتي العارية، في السرداب الرهيب، في الجب المرعب، أنقذتني أصابعي من الحرمان وصار الوقت أقل رعباً·
في عام 1969 كتبت أصابعي ثماني قصص تحت عنوان (الرغبة في وقت متأخر) مشيت بعدها في شوارع بغداد أتساءل: من الذي يقرؤني الآن؟ والآن بعد أكثر من أربعين سنة من هوس الكتابة وعشقها تأكدت أن القراء أقل بكثير مما ظننت، وبرغم هذا جن جنوني على كتابة المزيد من القصص، أزداد قناعة وآمل أن يبتعد القراء عن المبدعين، ذلك أن المسافة جد شاسعة بين حضور المؤلف وغيابه حتى تبقى صورته في الذاكرة أجمل وأقرب ما تكون إلى قديس·

Pages