أنت هنا

قراءة كتاب برد الصيف

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
برد الصيف

برد الصيف

 رواية "برد الصيف" للكاتب جميل السلحوت، تشكل هذه الرواية الجزء الرابع من سلسلة روايات درب الآلام الفلسطيني التي يواصل السلحوت كتابتها، وقد سبقتها الأجزاء الثلاثة الأولى وهي:"ظلام النهار" وجنة الجحيم" و"هوان النعيم"وهي من اصدارات دار الجندي أيضا ,

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 2
أيّ واجب؟  سأل أبو السعيد.
 
أبو سالم:- صليت الظهر في الأقصى وخرجت مظاهرة بمناسبة وعد بلفور، وشاركت فيها مرغما فقد حوصرت وسط المتظاهرين، وأنا في طريقي الى موقف الباصات، وشاهدت عددا من أبنائنا مع المتظاهرين، وفي مقدمتهم خليل الأكتع بن أبي كامل....وهذه دولة هزمت كل الدول العربية، ولا ترحم أحدا، وأخاف أن يضيع شبابنا وسط هذه المعمعة....وخليل ولد طائش لا يُقدر عواقب الأمور.
 
فسأله الحاج عبد الودود:- وأنت ما يقلقك في هذا؟
 
- يقلقني الخوف على أبنائنا...والمثل يقول"اللي بيتجوز أمّي هو عمّي".
 
فقال الأستاذ فؤاد:- ليعمي الله هكذا عمّ...والله لا يوجد همّ أكبر منه.
 
استند أبو سالم ووجه حديثه إلى الأستاذ داود وقال:- وحّد الله يا أستاذ...أنت رجل عاقل...وما توقعت كلامك هذا..خصوصا أمام الشباب.
 
تنحنح المختار وقال:- اتركونا من السيّاسة وأهلها...وتحدّثوا بأمور أخرى.
 
فقال أبو سالم:- يا جماعة اسرائيل دولة غنيّة، والعامل يتقاضى فيها أجرا أعلى من أجر مدير مدرسة قبل الاحتلال، وهذه "مشمشيه" ومن يعمل ويدّخر سيكسبها، فأجرة المهندسين في السعودية ودول الخليج أقلّ من أجرة العمال هنا.
 
ردّ الأستاذ داود بلهجة غاضبة:- بدلا من العمل مع الاسرائيليين لماذا لا نعمل كلّنا في أراضينا ونفلحها بدلا من تركها؟ ولينصرفوا من أرضنا.
 
أبو سالم:- أمضينا عمرنا نعمل في الأرض، ولم نشبع الخبز إلّا بشق الأنفس.
 
الأستاذ داود:- الأرض تطعم من يعتني بها.
 
الحاج عبد الودود:- يا إخوان نحن لم نأت بالاحتلال...بل نحن ضحايا لهذه الأوضاع..وأنا مع اقتراح أبي سالم بأن يعمل الجميع، كي نعيش...ونجمع نقودا لنبني بيوتا لأبنائنا...وهذه فرصة لن تتكرر.
 
أبو السعيد:- من يريد أن يعمل فلا أحد يستطيع منعه، لكن لدينا مشكلة أكثر أهميّة وهي: يجب أن نعيش حياتنا...فهناك شابات وشبان مخطوبون لبعضهم البعض فلماذا لا يتزوجون؟ وهناك بنات مخطوبات لشباب غادروا في الحرب إلى الأردن، ويجب علينا أن نتدبّر الأمور.
 
فقال أبو سالم:- والله هذا عين العقل وعلينا أن نستر بناتنا.

الصفحات