أنت هنا

قراءة كتاب برد الصيف

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
برد الصيف

برد الصيف

 رواية "برد الصيف" للكاتب جميل السلحوت، تشكل هذه الرواية الجزء الرابع من سلسلة روايات درب الآلام الفلسطيني التي يواصل السلحوت كتابتها، وقد سبقتها الأجزاء الثلاثة الأولى وهي:"ظلام النهار" وجنة الجحيم" و"هوان النعيم"وهي من اصدارات دار الجندي أيضا ,

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 7
- حاضر سيدي.
 
- إذا تكلمت في شيء ستضرّ نفسك، ولن تضرّنا في شيء...أريد أن أشرب فنجان قهوة...هل تريد أنت أيضا؟
 
- إذا لم يكن في ذلك إزعاج لحضرتك.
 
- معناه إشرب قهوتك...وانصرف من هنا. فلدينا أعمال كثيرة.
 
- أمرك سيدي.
 
خرج أبو سالم من مكتب الكابتن....اتجه إلى باب العمود...ذهب إلى مطعم في المصرارة...أكل صحن حمص...اتجه إلى الأقصى ليصلي هناك...شعر وكأن باب العمود سينهار على رأسه عندما دخل المدينة...فهل المدينة مسكونة بشياطين تطلقها عليه عندما ينظرها أو يدخلها؟ بسمل وحوقل ونظر إلى السّماء، فرأى سباقا بين غيوم  بيضاء وأخرى سوداء...ما تلبث أن تتداخل لتشكل جبالا من الغيوم لا تلبث أن تهرب شرقا تحت ضغط هبوب رياح غربيّة لم تكن قويّة...طأطأ رأسه وسار باتجاه طريق الواد...نظر إلى ساعته فوجدها لم تصل العاشرة صباحا...قرّر أن يجلس على المقهى المقابل للمستشفى الحكومي"الهوسبيس" ليدخّن نفس تمباك...فبينه وبين صلاة الظهر أكثر من ساعتين.
 
 ما أن وصلته النارجيلة حتى رأى أبا صالح خارجا من بوّابة المستشفى...ولمّا طرح عليه السّلام...استفسر منه عمّن يكون في المستشفى؟ فأخبره بأن والدته لم تنم من شدّة الألم في الليلة الماضية...فأتى بها إلى المستشفى، وأمر الأطباء بإبقائها لعمل فحوصات بعد أن أعطوها دواء يُسكن آلامها.
 
 الله يرحمها برحمته قال أبو سالم...فهي امرأة جاوزت الثمانين من عمرها...وقد شقيت كثيرا في زمانها...وليرحم الله والدك فقد قسا عليها كثيرا...إجلس واشرب كأس شاي وارتح قليلا.
 
- لا أستطيع...سأذهب إلى السوق لشراء بعض الأغراض للوالدة.
 
- اجلس يا رجل....لا يمكن أن تذهب قبل أن تحتسي شيئا...فأنت رجل عزيز على قلبي..ووالدك- رحمه الله- كان صديقا لوالدي.
 
- لم يجلس أبو صالح فهو لا يطيق الرجل...ولم يكن بينهما علاقة...ووجد بوجود والدته في المستشفى عذرا مقبولا كي يتخلص منه...صحيح أن والديهما كانا صديقين...إلّا أنّ"النار تخلف رماد"...فقد كان والده رجلا فاضلا لكن-لا حول ولا قوّة إلّا بالله- فـ"لكل بيت مزبلة".

الصفحات