أنت هنا

قراءة كتاب برد الصيف

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
برد الصيف

برد الصيف

 رواية "برد الصيف" للكاتب جميل السلحوت، تشكل هذه الرواية الجزء الرابع من سلسلة روايات درب الآلام الفلسطيني التي يواصل السلحوت كتابتها، وقد سبقتها الأجزاء الثلاثة الأولى وهي:"ظلام النهار" وجنة الجحيم" و"هوان النعيم"وهي من اصدارات دار الجندي أيضا ,

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 5
أفاق على نفسه عند الحاجز الشرطيّ أمام المسكوبية...لم يسمح له الشرطيّ بالدخول، أخبره همسا بأنّه يريد مقابلة الكابتن نمرود، غير أن الشرطيّ أصرّ على موقفه الرافض، ولمّا ألحّ أبو سالم بطلبه، نهره الشرطيّ قائلا:-
 
 انصرف يا حمار، الكابتن لا يصل قبل الثامنة، هيا انصرف وإلّا......
 
ابتعد أبو سالم....عاد إلى الخلف يتصبّب عرقا، ويسبح في بحر إهانته....جلس أمام الكنيسة الجميلة المجاورة... قال لنفسه:- الكابتن اعتبرني كلبا...وهذا الشرطيّ اعتبرني حمارا....وليسترني الله من القادم....سأنتظر حتى الثامنه وعشر دقائق، وإن لم يصل الكابتن سأعود أدراجي، ولن أرجع مرّة أخرى.
 
قبل الثامنة بخمس دقائق وصلت سيّارة الكابتن، فصاح أبو سالم بأعلى صوته:-
 
يا كابتن نمرود.
 
داس رجل المخابرات على فرامل السّيّارة، والتفت إلى مصدر الصوت، كان أبو سالم يركض باتجاهه...عدد من الشباب المقدسيين المطلوبين للمخابرات ينتظرون الساعة الثامنة للدخول، القلق بادٍ على وجوههم...فهم لا يعرفون خطورة ما ينتظرهم في الداخل...لكنه بالتأكيد ليس في صالحهم...وربما سيتعرضون للضرب والإهانة أو الاعتقال...ذهلوا من رؤية ما حدث، وازدادت دهشتهم عندما رأوا رجل المخابرات يبتسم لأبي سالم، واحتاروا عندما رأوا أبا سالم يفتح باب السيارة، ويجلس بجانب رجل المخابرات، فهل يُعقل أن الرجل قد تعامل مع المحتلين بهذه السرعة؟ فالاحتلال لم يمض عليه خمسة شهور....فقال أحدهم:-
 
وماذا سيستفيدون من حمار كهذا إذا تعامل معهم؟
 
وهل يقبل التعامل مع محتلٍ سوى الحمير والأنذال والجبناء الجهلة؟ هكذا تساءل شاب في منتصف الثلاثينيات من عمره...قليل الكلام...كأنه يبحث عن أجوبة لأسئلة تؤرقه.
 
    دخل أبو سالم سيّارة الكابتن وهو يزمجر على الشرطيّ الذي لم يسمح له بالدّخول، وكيف وصفه بالحمار....ابتسم الكابتن ولم يقل شيئا...وتحت إلحاح أبي سالم نهره الكابتن غاضبا، وطلب منه السّكوت.
 
فقال أبو سالم- هل يعني هذا أنكم لا تريدونني أن أعمل معكم.
 
الكابتن:- وهل تعلم بأنّك حمار بحق وحقيقة، وهل تريدنا أن نلغي إجراءاتنا الأمنية؟ الشرطيّ عند البوّابة وظيفته أن يمنع الناس من الدخول، ومن يدخل لعملٍ ما يجب إخضاعه لتفتيش دقيق....ولو كنت أعلم أنّك قادم إلينا لوضعت اسمك عند البوّابة كي يسمحوا لك بالدخول....ولماذا أنت قادم في هذا الصّباح الباكر؟
 
شعر أبو سالم كأنه ديك منتوف الرّيش...تململ قليلا وقال:- جئت أستشيرك في قضية.
 
- ما هي؟ 
 
أبو سالم:-أهل بلدتنا يتشاورون في إرسال البنات لخاطبيهن المقيمين في الأردن.
 
- هذا عمل جيّد....كم عددهنّ؟ 
 
- أعتقد أنهن تسع أو عشر بنات.

الصفحات