أنت هنا

قراءة كتاب برد الصيف

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
برد الصيف

برد الصيف

 رواية "برد الصيف" للكاتب جميل السلحوت، تشكل هذه الرواية الجزء الرابع من سلسلة روايات درب الآلام الفلسطيني التي يواصل السلحوت كتابتها، وقد سبقتها الأجزاء الثلاثة الأولى وهي:"ظلام النهار" وجنة الجحيم" و"هوان النعيم"وهي من اصدارات دار الجندي أيضا ,

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 3
فسأل الأستاذ داود:- كيف؟ وماذا نستطيع فعله؟
 
المختار أبو السعيد:- البنات المخطوبات لمن هم في الأردن نجمعهن ونرسلهن مع أحد المسنين ليوصلهن إلى خاطبيهن، وهناك يتزوجن وينسترن، وبعدها يتسلل عبر النّهر عائدا و(يا بيت ما دخلك حدا)....والخاطبون هنا يجب أن يتزوجوا.
 
دارت أفكار تلفّ الغرفة مع دخان السجائر الذي يبحث عن طريق للهرب إلى الخارج، فمن يعلم؟ ربّما ستطول هذه المحنة، وربما ستغلق الحدود، والبنات المخطوبات لمن هم في الخارج سيصبحن لا هنّ متزوجات ولا هنّ مطلقات.
 
أبو سالم:- أنا أتبرع باصطحاب البنات وتسليمهن إلى أسر خاطبيهنّ، ولن أعود إلّا بعد أن يزفوا كلّ واحدة منهنّ إلى عريسها.
 
أبو صالح يجوب بأفكاره طرق التهريب بين فلسطين والأردن التي كانوا يسلكونها زمن الانتداب، فيحمل على ظهره شقاء سنوات عجاف، يستمطر السماء فيها لعنات على البريطانيين الذين جلبوا لنا المصائب التي أهلكت البلاد والعباد...تنحنح وهو ممدّد على جانبه الأيمن، ويتكئ على كوعه، ووجه حديثه إلى أبي سالم:-
 
وإذا قتلك اليهود يا أبا سالم.
 
أبو سالم محتجا:- كفانا الله شرّك يا رجل...في الطريق إلى الأردن نذهب في الباصات حتى الجسر، فهم يسهّلون طريق المغادرين، لكنّها باتجاه واحد، فمن يغادر لن يسمحوا له بالعودة، واليهود لا يؤذون من لا يؤذيهم، وفي العودة سأتدبّر أمري، فأنا أعرف الطرق الآمنة جيدا.
 
تطاير الغضب شررا من عينيّ الأستاذ داود وهو يصيح بأبي سالم قائلا:- وهل قَتْلُ الناس وتشريدهم واحتلال وطنهم إيذاء لهم أم ماذا يا أبا سالم؟
 
 
 
ماذا تقصد ردّ أبو سالم غاضبا؟ أريد أن أعمل معكم معروفا، وأخاف أن تقابلوني باتهامي بأنني من أشعل الحرب، ومن أوقع البلاد تحت الاحتلال، وصدق من قال:"خير لا تعمل شرّ ما يجيك". 
 
المختار يهدئ الموقف فيقول:- وحّدوا الله يا ناس.
 
لم يوحّدوا الله ولم يصلّوا على نبيّه، بينما أشعل أبو سالم غليونه، وأشاح نظره إلى سقف الغرفة. خيّم صمت ثقيل قطعه الحاج عبد الودود بقوله:-دعونا نجمع آباء الفتيات ونتشاور معهم، وبعدها كل واحد منهم مسؤول عن ابنته، وهو أدرى بمصلحتها، وإذا ما قرروا إرسالهن فرادى أو جماعة أو عدم إرسالهن فهم أحرار.
 
فسأل أبو سالم:- ومتى ستجتمعون؟
 
عندما سنجتمع سنخبرك. ردّ المختار.

الصفحات