أنت هنا

قراءة كتاب ملوك الرمال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ملوك الرمال

ملوك الرمال

"ملوك الرمال" تتناول هذه الرواية مواجهة بين عناصر لا عسكرية من جيش نظامي (الجيش العراقي) ومجموعة من بدو الصحراء تشكك الدولة في ولائهم لها، الراوي هو أحد أفراد الجيش النظامي، وهو الناجي الوحيد من مجموعته، ويسجل أحداث تلك المغامرة على لسانه.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
-7-
 
بعد الظهر توقفنا رتلاً أمام دائرة الاستخبارات، وكان الرمل من وراء المعسكر يتوهج تحت أشعة الشمس، خرج ضابط طويل من المبنى بمعطفه الصوفي، وبمعيته أحد رجال البدو من بني جابر، اسمه منور بني جابر، سار إلى جانب الضابط مباشرة، ثم خرج ضابط آخر بلا رتب عسكرية يرتدي معطفاً طويلاً ونظارة سوداء، وتقدم نحو خارطة مجسمة مصنوعة من الرمل، وقد بنيت من خلالها بشكل تقريبي تضاريس المنطقة التي كان علينا أن ننفذ عمليتنا فيها·
 
ذهبنا جميعاً وتوقفنا بشكل دائري أمام المجسم وبمقدمتنا النقيب رعد وهو آمر فصيلنا، أما من الجهة المقابلة فكان هنالك أربعة ضباط من الاستخبارات، أحدهم كان يتفرج فقط، ومن الواضح أنه أعلاهم رتبة-على الرغم من أنه خلع رتبته العسكرية-وهنالك ضابط آخر أسمر، بعينين لوزيتين وملامح صارمة، كان يرتدي معطفاً عسكرياً طويلاً، ويحمل بيده عصاً رفيعة وطويلة ويؤشر بها على التختة الرملية، وقد وقف وراءه مساعدان، أحدهما كان يضع نظارة طبية، والآخر أسمر صغير الحجم وكان من الواضح أن لديه خبرة أكبر من الجميع بحياة البدو وطبائعهم، وكان يعرف جيداً أسماء القبائل التي تقطن منطقة تل أحماد، ويقف إلى جانبه البدوي من بني جابر·
 
بعد برهة صمت، قال الضابط الكبير:
 
مهمتكم هي أسر مجموعة من البدو من بني جدلة، الشخص الأول في المجموعة هو جساس بن مخيمر بني جدلة، وهنالك أربعة من معاونيه: غالب بن عبود، جويد بن شمران، غريب بن حويط، مناحي بن حواس، هؤلاء أهداف رئيسية للأسر، أو للقتل· الأسر أفضل بطبيعة الحال، كي نفيد من المعلومات التي لديهم، ومعرفة الجهة التي تقف وراءهم·
 
الهدف الثاني، هو قتل أي شخص يتأكد لديكم أنه من بني جدلة، أي أنهم كلهم أهداف هنا بسبب تمردهم وتعويقهم لعمل الدولة·
 
الشيء الثالث، يجب أن تعرفوا أن هذه الأهداف خطرة جداً؛ إذ قامت بعمليات عديدة ضد قطعات الجيش، آخرها قتل ثلاثة ضباط من أهم ضباط الاستخبارات، لذا ينبغي توخي الحيطة والحذر
 
ثم أشار بيده إلى البدوي الواقف إلى جانبه، وقال:
 
منور من بني جابر، صديق، ويجب اعتبار بني جابر كلهم أصدقاء، أي يمكن الاختباء عندهم، أو الإفادة منهم بالمعلومات، أو خذوا منهم كل ما يمكنكم الإفادة منه، وعليكم الاتصال بهم في حالة وقوع مكروه، وكنتم على مقربة منهم
 
هز منور وجهه بعلامة الإيجاب·
 
كان وجه منور بلا انفعال تقريباً، إنه وجه شامخ لبدوي، سحنته بلون الأرض، لحية قصيرة على الحنك سوداء فاحمة جداً، أما فمه فقد كان صغيراً ومرسوماً بعناية فائقة، وكانت عيناه برموشهما الثقيلة ترسل نظرات واثقة، هادئة ومتعالية مخفية إلى حد ما بمكر وذكاء حادين· طوال الساعة التي أمضيناها أمام التختة الرملية لم يتحدث مطلقاً، ولكن كان وجهه الذي لا يقول شيئاً يهيمن على كل الحاضرين، ونظراته العميقة تتابعها تحت ضوء النهار الغارب كل العيون·

الصفحات