أنت هنا

قراءة كتاب ملوك الرمال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ملوك الرمال

ملوك الرمال

"ملوك الرمال" تتناول هذه الرواية مواجهة بين عناصر لا عسكرية من جيش نظامي (الجيش العراقي) ومجموعة من بدو الصحراء تشكك الدولة في ولائهم لها، الراوي هو أحد أفراد الجيش النظامي، وهو الناجي الوحيد من مجموعته، ويسجل أحداث تلك المغامرة على لسانه.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
-9-
 
توقفنا لحظات، وبعدها هرولنا بسرعة نحو حجرة خشبية كائنة وراء المعسكر، وقد اضطررنا إلى أن نمر أمام بناية المستودعات المغطاة بشبكات التمويه والطين، اثنين، اثنين، يتقدمنا النقيب رعد بجسمه الرياضي وعضلاته المفتولة، وبوجهه الأسمر العابس قليلا،ً وقد كان حاسر الرأس، وبلا سلاح، بينما كنا نهرول بخوذنا الحربية وبساطيرنا وبنادقنا بأيدينا، وكأننا في وضع هجوم· عند المستودعات استبدل بالخوذة الحربية كيس خاكي من الصوف مفتوح من عند العينين يلبس بالرأس مباشرة وبه فتحة للفم والأنف أيضاً، وزودونا كذلك بقفازين صوفيين، وبمسدسات للاشتباك القريب، وبذخيرة خاصة من الرصاص الذي ينفجر ما إن يستقر في الجسد لإحداث أكبر ضرر ممكن في الأعداء· ثم هرولنا نحو الطائرة الهليكوبتر الجاثمة في المهبط القريب·
 
 كانت سلسلة المصابيح في المعسكر خافتة ومختلطة في الضياء، والسماء بعيدة، وهنالك ضجيج خفيف في الثكنات ينبئ بحياة نابضة في هذا المكان·
 
 
 
توقفنا عند المهبط بينما أخذت مراوح الطائرة تدور بسرعة كبيرة، فصعد النقيب رعد أولاً، ثم المخابر ثانياً، ثم صعد منور البدوي دليلنا في الصحراء من دون سلاح وقد حزم دشداشته البيضاء على بطنه النحيف، ولف يشماغه المبقع على وجهه، ثم صعد الإسناد وراءه، وهم ثلاثة من أبرع الجنود الذين شاركوا في معارك شرق البصرة في حرب العراق مع إيران، ثم صعدنا نحن خلف الجميع·
 
كان الضوء داخل الطائرة أصفر شاحباً، وقد ظهر الطيار من باب موارب في القمرة وهو يعطي إشارة الإقلاع، وقد جلست أنا بسرعة على الجانب الشمالي قرب النافذة السميكة وربطت الحزام· بينما جلس النقيب رعد في المقدمة وجلس إلى جانبه محمد المخابر بعد أن خلع جهاز المخابرة THOMSON 133 من على كتفيه، ثم أسند ظهره إلى النافذة وربط الحزام بسرعة كبيرة، ثم جلس منور بدشداشته ويشماغه الملفوف على وجهه عند باب الطائرة مباشرة، ولم يعرف كيف يربط الحزام فهرع أحد قباطنة الطائرة وربط له الحزام، وأخذ يتمشى في الطائرة رواحاً ومجيئاً، أما الرفاق الآخرون فقد تفرقوا جالسين على المقاعد المتقابلة، وقد شدَّ كلُّ واحد منهم حزامه·
 
دقائق وحلقت الطائرة إلى أعلى، فأصبحت أضواؤها التي كانت تومض على المهبط بعيدة عن الأرض· لقد صعدت الطائرة فجأة، وبسرعة كبيرة في قلب الليل الحالك، حلقت أعلى وأعلى وهي تستدير شمالاً في قلب السواد الأملس، لم تمر سوى لحظات قليلة حتى اختفت مصابيح المعسكر تماماً عن أنظارنا· استدارت الطائرة على نفسها وهي تغور في الفضاء مثل حشرةٍ تقاوم الرياح العاتية، ثم اندفعت وكأنها سقطت في الفراغ بعد أن رفعت ذنبها إلى الأعلى وأنزلت مقدمتها إلى أسفل، وكأنها شقت الليل المعتم بمبضع حاد وانسربت بقوة إلى أمام·

الصفحات