كتاب "الراسمالية وانماط الهيمنة الجديدة"، يتضمن الكتاب أربعة فصول: مجتمع الاستعراض (وهو كتاب ألَفه الكاتب الفرنسي غي ديبور)، ويتحدث هذا الفصل عن أوهام مجتمع الوفرة الذي تدعي الرأسمالية تأمينه للناس، في الوقت الذي تؤسس فيه لمجتمع الاستعراض القائم على الوهم و
أنت هنا
قراءة كتاب الراسمالية وانماط الهيمنة الجديدة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الراسمالية وانماط الهيمنة الجديدة
الصفحة رقم: 5
كما يهاجم الاستعراض قيمة العمل ذاتها، ففي الوقت الذي لم تتطور معه أدوات الإنتاج بعد لتعالج نفسها Self Recovery for Technology without human intervention، ما زال الإرتباط بين الإنسان وقيمة العمل وطبيعته مسألة حساسة جداَ، إن الفرد في ظل الرأسمالية لا يشعر بنفسه إلا خارج عمله، وحين يعمل لا يشعر أنه في مكانه، ويعتبر وقت العمل خارج وقت الحياة، و من هنا جاءت الرأسمالية لتقول : أحب ما تعمل، سوف تعمل ما تحب، دعوة صريحة للإنفصام والإحتمال الملطف، ودعوة لدخول عالم الأوهام مرة أخرى ونسج واقع من الخيال يثبط النشاط الثوري للطبقة العاملة لإنتزاع حقها في الحياة الواقعية!
إن الاستعراض الذي تقدمه الرأسمالية اليوم قد شيأ الوعي إلى مدى غير مسبوق، يحول المعاش إلى سلع، ويبني واقعاً خارجياً خاصاً ، ويقف عائقاً أمام العمال ليسموا بؤسهم بإسمه، إن الاستعراض هو الإنفصام في سبيل السلعة والعرض والطلب، هو التجسيد المادي للوهم الديني، حين وعد الناس بحياة أخرى أفضل، وأجل الإشباع، وطالب بتضحية مستردة الثمن لاحقاً، إنها اللحظة التي تحقق فيها السلعة إستعمارها الكلي للحياة الإجتماعية·(3)
إن الاستعراض في الرأسمالية هو:
استعراض الوفرة: المجموعة المنوعة من السلع والتنويعات الزائفة فيها·
استعراض القيمة الاستعمالية للسلع من خلال آليات التسويق وعكس ذلك على قيمها التبادلية، وتهميش البحث في وظائف الأشياء الحقيقية السلع
استعراض الزمن وتقسيمه إلى وحدات صغيرة بمهمات أصغر·
استعراض الميول والرغبة ليتم ترجمتها بشكل خارجي وغريب، ويفقد الحدث والفعل معناه تحت سلطة الاستعراض وسلطة الكاميرا والحاجة الموضوعية للمجتمع الاستعراض نفسه!
استعراض المهن والنظر للوظائف التطبيقية القشرية البسيطة على أنها عمل منتج، وهذا بالمناسبة ينطبق على أغلب مهن ووظائف دول الأطراف، فلا المهندس ولا الطبيب ولا الصناعي يعبر عن عمل منتج، ويعود السبب في ذلك إلى العجز الصناعي في الدول الطرفية·
استعراض الحرية والديمقراطية والممارسة السياسية الفاعلة، استعراض إشراك الشعوب في صناعة القرار وإبداء الرأي وحرية التعبير، قل ما تشاء وسنفعل ما نريد، ستبقى الرأسمالية قائمة، وستبقى المصالح الكبرى قائمة، وهناك لا حرية، ولا ديمقراطية، هناك ستعلو الضرورة، ضرورة الأرباح للشركات الكبرى·
استعــراض الإعلام والثقافة والسينما والمسرح والرياضة (4)·
استعراض الخيار الأوحد، تبث الرأسمالية أنماط الحياة الإجتماعية السائدة وكأنها الوحيدة، وتحاول نسف أي خيار آخر للحياة في الوعي الجمعي للشعوب، فيصبح الاقتصاد هو الاقتصاد الرأسمالي، ويتخرج طلاب الجامعات كمتخصصين في هذا الاقتصاد المحاسبة، الأوراق المالية، السندات، الأسهم، الوديعة، القروض، معاملات الضمان الإجتماعي، ······إلخ، ويتسرب الإحساس بالملكية الخاصة إلى جذر الوعي، وتغيب تماماً مفاهيم الملكية الجماعية وكأنها غير قابلة للتطبيق في الحياة·