أنت هنا

قراءة كتاب الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

تقييمك:
4
Average: 4 (4 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1
الازدهـــــــار
 
" ولا يغرّنك تقلّب الذين كفروا في البلاد . متاع قليل ثمّ مأواهم جهنّم وبئس المهاد . " .. صدق الله العظيم
( آل عمران 196 ، 197 )
تمهيــد
 
ينعم العالم الغربي بعامة والولايات المتحدة بخاصة بمرحلة تعتبر ذروة في الازدهار العلمي والتكنولوجي والاقتصادي ما وصلها قبلها أي من البلدان أو المجتمعات الإنسانية .. فهم في العلوم الطبيعية والتكنولوجيا وصلوا إلى مراحل متقدمة .. فتمكنوا بها ومن خلالها من غزو الفضاء وإقامة المحطات الفضائية.. وفي هذه المحطات يجرون التجارب العلمية التي لا يستطيعون القيام بها على سطح الأرض .. ومنها بدأوا يخططون لينطلقوا إلى الكواكب الأخرى دراسةً وغزواً .. وهم في العلوم الطبيعية وصلوا إلى كشف أنواع جديدة من الجراثيم والفيروسات التي تسبب الأمراض والأوبئة لم تكن معروفة لديهم في السابق .. بل ومن المستحيل معرفتها دون الوسائل والأدوات والتقنيات العلمية التي وصل إليها العلم الحديث .. فبها عرف الداء .. وبها كشف الدواء .. وفي العلوم الهندسية والفيزيائية تم اكتشاف آليات الحوسبة .. ليبنى أعظم واخطر جهاز عرفه الإنسان طيلة فترة وجوده على هذه المعمورة.. ألا وهو الحاسوب .. ليدخل وبسرعة أتاحتها امكاناته الهائلة في جميع العمليات العلمية والحياتية البسيطة منها والمركبة.. فها هو يدخل في عالم المال والتجارة .. وفي الاتصال والزراعة .. وفي التربية والصناعة .. وحتى في الممارسات العبثية واللاأخلاقية.. ليطور جميع هذه الميادين ويتطور معها .. فسبحان الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم .. ولا ضرورة للتفصيل هنا في الآثار التي ترتبت على إدخال الحاسوب في الأنشطة العلمية والحياتية المختلفة .. فما تسرب منها على قلته إلى بلادنا أحدث تحولات هائلة في حياتنا.. وما لم يتسرب ما زال أكثر واكبر مما ندرك .. فتكفينا صورة عن ذلك مدى الازدهار العلمي والتكنولوجي الذي تنعم به الولايات المتحدة الأمريكية قائدة الغرب النصراني في هذا المجال.
وأما في الاقتصاد فحدث ولا حرج .. ويكفي أن نقول هنا أن الغرب .. وبالإضافة إلى إمكاناتهم الاقتصادية الهائلة والتي تفوق إمكاناتنا زراعياً وصناعياً ومالياً بدرجة لا تجدي معها المقارنة .. أنهم يقاسموننا ثرواتنا المعدنية والبترولية والمالية بنصيب لا يبقى لنا إلا النزر اليسير منها.. ففي مجال البترول وحده يكفي أن نستذكر كلمة الخبير في شؤون البترول (عبد الله الطريفي) في السبعينات : " إنني أتحدى أي دولة خليجية بترولية تأخذ أكثر من 1% من ثمن بترولها ، وأن الدول الصناعية كبريطانيا مثلاً تتقاضى ضرائب على بترول الخليج المصدر إليها اكثر مما تأخذه دول الخليج صاحبة ذلك البترول ثمناً له " .. ولو أضفنا إلى ذلك نصيب شركات النفط الغربية من هذه الأثمان لوجدنا كم هو هزيل نصيب دولنا النفطية من أثمان نفطها .. ولو أضفنا إلى هذا وذاك هيمنة الدول الغربية وبخاصة أمريكا على أصحاب القرار في دولنا .. ومن ثم على قرارات أثمان النفط لخرجنا بأن هذا النفط ثروة عربية اسمياً .. وغربي حقيقة وواقعاً .
وبالإضافة إلى ذلك وفوق كل ذلك فإيرادات النفط العربي المالية .. على قلة نسبتها المئوية من أثمانها الحقيقية .. فهي محَّرمة على بيوت المال العربية .. مقتصرة على بيوت المال الغربية .. عفواً اليهودية الصهيونية .. لتجني تلك البيوت مليارات الدولارات سنوياً كفوائد .. فالدول العربية هي دول مسلمة .. وهي طبعاً لا تأخذ هذه الفوائد من باب الأخذ بمبدأ الحلال والحرام في الشريعة الإسلامية.. فتصب في بركة الازدهار الغربي .. ولا تستثنى من هذه البركات إسرائيل.. إن لم تكن المستفيدة الأولى من هذه الأموال .. ولو أضفنا إلى هذا وذاك مدخرات أفراد الأسر الحاكمة من إيراداتهم كشركاء في ملكية الثروة البترولية وغيرهم من الموسرين العرب التي تفوق كثيراً مدخرات دولهم.. لفجعتنا الأرقام الخيالية التي نسهم بها دولاً وأفرادا في عجلة الازدهار الغربي .. وبالمقابل تحرم منها الأمة العربية والإسلامية لتبقى في عداد المحتاجين للمعونات والقروض .. وقد تحظى هذه الدولة العربية أو الإسلامية أو تلك بقرض من الأموال العربية أو فوائد الأموال العربية المكدسة في بيوت المال الغربية.. وقد يكون الثمن تنازلات في أرض أو استقلال أو دين .. أو قد يصل الأمر إلى التنازل عن بعض أو جميع هذه المقدسات.
وعودة إلى الازدهار الاقتصادي الذي ينعم به الغرب النصراني .. يكفي أن نذكر هنا أن الناتج القومي لدولة مثل إسبانيا .. والتي تعتبر من الاقتصاديات الغربية الضعيفة .. يفوق الناتج القومي للدول العربية مجتمعه .. فما بالكم بعد ذلك باقتصاديات مثل اقتصاديات الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر القوة الاقتصادية الأولى في العالم .. وقد تتوضح الصورة أعطينا مثالا على جانب من جوانب اقتصاد هذه الدولة العملاقة .. فقبل سنوات رصد مبلغ (250) مائتين وخمسين مليار دولار كموازنة لوزارة الدفاع الأمريكية وحدها .. وفي هذا العام2004م قفز الرقم الى (350) مليار دولار .. وما هذا إلا مجرد جزء من القطاع العام لتلك الدولة .. فهلا فكرت معي في مجموع ميزانيات الأجزاء الأخرى لهذا القطاع على مستوى الحكومة الفدرالية والولايات المشكلة لها .. وبعد أن تحسب كل ذلك أضف إلى الرقم الناتج عدة أضعاف له.. لتمثل إمكانيات القطاع الخاص في دولة الخصخصة الأولى في العالم .. هّلا فكرت بالأرقام التي ستصل إليها .. لا شك أنها أرقام فلكية لا يستطيع التعامل معها إلا حاسوب متطور لم يصل إلينا بعد ..إنه ولا شك ازدهار مادي لم تصل إليه دولة أو مجتمع إنساني منذ وجود الإنسان على هذه البسيطة .
أوجه الازدهار في حياتهم
التكنولوجيا واستخداماتها في حياتهم اليومية
الاتصال البريدي والتسوق والتمويل لديهم
الضمان المعاشي والصحي لديهم

الصفحات