أنت هنا

قراءة كتاب الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

تقييمك:
4
Average: 4 (4 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2
التكنولوجيا واستخداماتها في حياتهم اليومية
 
نتيجة لهذا الازدهار المادي الهائل .. فقد أصبح من المفترض للمواطن الأمريكي حياة رغيدة لا تعرف البؤس والشقاء .. فهل تسنى للمواطن الأمريكي مثل هذه الحياة فعلا؟ .. تعال معي لنقوم بزيارة إلى هناك ونتعرف على هذه الأمور مقترحا مرافقتي في زيارتي مدينة شيكاغو في ولاية (الينوي) في العام 2002م .. سيصاب الزائر بالانبهار عندما تطأ قدماه أرض قاعات المطار فيها .. فهو يسير مع أفراد الجمع الذين رافقوه في الرحلة إلى إحدى الصالات ليجد حقائبه قد سبقته إليها .. فلا يضطر إلى الانتظار طويلاً كما في المطارات عندنا لتصل تلك الحقائب .. ويحمل حقيبته ويتجه نحو المكاتب المتعددة للجوازات .. فيختم جواز سفره ويسير نحو الباب الخارجي .. وقد يتلفت بحكم العادة ليفتش عن مكان رجال الجمارك.. ليقوموا كما تعور عندنا بنبش حقائبه وبعثرة محتوياتها بحثاً عن شيء ممنوع أو شيء يدفع عنه رسوم جمركية .. ولكنه سيفشل في محاولاته لإيجادهم .. وبدلاً من ذلك سيجد نفسه بين رجال آخرين يحيطون به .. فيخطفون حقائبه ثم يعتقلونه ويشبعونه ضماً وتقبيلاً .. أعرفت من هم ؟ .. إنهم مستقبلوه .. وعندها يدرك سرعة وبساطة الإجراءات هناك .. مقارنة ببطء وتعقيد الإجراءات عندنا.
وما أن يخرج من مبنى المطار ويسلك طريقه إلى مكان إقامته .. حتى يرى أن السيارة تسير في طرق واسعة مخططة بعلامات تنظم السير وتوجهه الى جهة اليمين أو الشمال من ذلك الطريق .. وتساعدها في ذلك وتكملها إشارات ضوئية معلقة عبر الشارع وفوقه ليراها السائقون من بعيد ومن قريب .. ولا تحجبها كما هو الحال عندنا شاحنات أو حافلات بسبب كون هذه الإشارات الضوئية جانبية .. ولو انتبهت إلى الأرقام التي تتوالى على مقاطع الشوارع التي تمر بها لعرفت أنها أرقام تلك الشوارع.. ولو سألت مضيفك عن ذلك لأخبرك بأن شوارع المدينة هناك قد صممت في تخطيطهاعلى شكل خطوط عرض تتجه من الشرق إلى الغرب .. وخطوط طول تتجه من الشمال إلى الجنوب .. فالشارع الذي تسلكه من المطار ويخترق المدينة يتجه من الشمال إلى الجنوب ويحمل الرقم (55) ويقطع الشوارع المتجهة من الشرق إلى الغرب .. فسترى مثلاً رقم (36) على أحد الشوارع التي تتقاطع عرضيا مع الشارع الذي تسير عليه .. يتلوه رقم (37) على الشارع الذي يليه وهكذا .. فما أسهل الوصول إلى العناوين عندما تكون الشوارع مرقمة هكذا .. فإذا أردت الوصول إلى عنوان بيت أو مكتب فما عليك إلا أن تعرف رقمي الشارعين المتقاطعين والجهة التي تتجه نحوها إلى ذلك العنوان شمالاً أو جنوباً أو شرقاً أو غرباً.. وبعد ذلك فما عليك إلا أن تفتش عن رقم البناء الذي يقع فيه المنزل أو المكتب المطلوب .. فكم يساعدك هذا النظام في الترقيم على الوصول إلى العناوين المطلوبة بيسر وسرعة.. مقارنة بنظم تسمية الشوارع بالأسماء عندنا وإتباعها نظم المتاهات في التخطيط.
وإذا وصلت إلى مكان إقامتك في سكن مضيفك .. وفي حالتي كان مضيفي يسكن شقة في عمارة في أحد أحياء شيكاغو خارج وسط المدينة .. فستجد كما وجدت أنا أن هذه الشقة كغيرها من الشقق الأخرى في هذه العمارة مبنية من الخشب الملبس من الخارج بالطوب الحراري الأحمر .. ومن الخشب الخالص من الداخل .. فالجدران والسقوف والخزائن مصنوعة من الأخشاب .. وسيلفت نظرك ولا شك كما حدث معي نظام زجاج النوافذ .. فهي مزدوجة الزجاج يفصل بين طبقتيها فراغ عازل.. أو بمعنى أصح يغطي النافذة بابان متحركان بأربع ضلفات .. أحدهما خارجي والآخر داخلي يفصل بينهما فراغ عازل.. وستدرك أن هذا النظام في النوافذ يكمل نظام الشقة الخشبي.. فكلاهما يعملان على عزل داخل الشقة حرارياً… فشيكاغو كما سيخبرك مضيفك عند استفسارك تتميز بدرجات حرارة متدنية في الشتاء قد تصل إلى 25-30 oم تحت الصفر.. وأخرى عالية صيفاً قد تصل إلى 40-45 oم .. لذا فانك تجد في الشقة الواحدة نظامي تدفئة وتبريد متلازمين .. وستجد أن نظام التدفئة فيها كهربائي يقوم بنفث الهواء الساخن.. فهو لا يحتاج كما هو الحال عندنا إلى سخان ومولد حرارة وتمديدات معقدة للماء الساخن تحتاج بين الحين والآخر إلى ورشة (إنعاش) .. عفواً صيانة .. ولا يعاني كما عندنا من تدن في فعاليته بسبب سوء التمديد حيناً .. وطول التمديدات الخارجية حيناً آخرً .. أو ضعف مولد الحرارة حيناً ثالثاً .. أو لبعض هذه الأمور أو جميعها في غالب الأحيان .. ولكنك ستسر جداً لأن نظام تبريد الهواء وتلطيفه ما زال كما هو عندنا .. فهي عبارة عن كوندشنات كهربائية .

الصفحات