أنت هنا

قراءة كتاب سميولوجية الشخصيات الروائية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سميولوجية الشخصيات الروائية

سميولوجية الشخصيات الروائية

نقدم لقراء العربية طبعة جديدة، مزيدة ومنقحة، لكتاب فيليب هامون "سميولوجية الشخصيات الروائية"، وهي الدراسة التي تناول فيها مجموعة من القضايا الخاصة ببناء الشخصية في النص السردي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
فعلى مستوى البنية الأولى، يقف التحليل عند حدود ما هو معطى من خلال التجلي النصي، أي ما يطلق عليه المستوى السطحي، حيث تتم دراسة الصفات المميزة، والأدوار الثيمية، ودراسة مجمل الإحالات الدلالية الأولية التي تستثيرها هذه الثيمات، فهذه العناصر هي التي تقود التحليل إلى استخراج المحاور الدلالية، كمدخل ضروري نحو تحديد بنية دلالية قد تستوعب كل الدلالات الممكنة.
 
أما في مستوى بنية العوامل، فيحدد لنا بنية عليا، تقع في مستوى توسطي بين بنية السطح (بنيات التجلي) وبين البنية المنطقية / الدلالية، أي ما يصنف ضمن تقابلات دلالية موجودة خارج أي سياق (ما يطلق عليه المحور الدلالي)، وبين ما يشير إلى فعل متحقق من خلال سلوك محسوس (المستوى الخطابي). وفي هذا المستوى من التحليل تتحدد بنية عامة يمكن أن نطلق عليها "النموذج العاملي"، حيث يتم تجميع شرائح من الممثلين في خانات محددة من خلال الموقع الدلالي الذي يُصنف ضمنه ممثل أو مجموعة من الممثلين. ويسوق المؤلف في هذا المجال ثلاثة نماذج، نكتفي بالإحالة على اثنين منها، نموذج بروب وهو نموذج قائم على سبع خانات:
 
ـ دائرة فعل البطل.
 
ـ دائرة فعل البطل المزيف.
 
ـ دائرة فعل الأميرة.
 
ـ دائرة فعل المساعد.
 
ـ دائرة فعل الواهب.
 
ـ دائرة فعل الموكل.
 
ـ دائرة فعل المعتدي.
 
ونموذج كريماص الذي يتوقف عنده طويلا، فهذا النموذج يستند هو الآخر إلى توزيع للأدوار يمكن اختصاره في ستة أدوار، أو ست خانات خاضعة لمزاوجة، فكل زوج يحكمه محور دلالي معين:
 
الذات ـ الموضوعمحور الرغبة؛
 
المساعد ـ المعيقمحور الصراع؛
 
المرسل ـ المرسل إليهمحور الإبلاغ.
 
وفي ضوء هذه المحاور سيتحدد وضع السردية ويتحدد نمط اشتغالها وأشكال تجلياتها. فإذا سلمنا بوجود أشكال كونية منظمة للخطاب السردي وسابقة في الوجود على التجلي النصي، علينا أن نسلم أيضا بإمكانية بلورة نموذج عام قابل للتعديل من خلال التحقق العيني لأي نص؛ فالسردية قائمة، في تصور كريماص، على نموذج منطقي سابق في الوجود على ما يقوله النص من خلالا أحداثه، من قبيل محاور دلالية تتحدد من خلال تقابلاته لا من خلال مضامينها الإيجابية. لهذا لا يشكل هذا النموذج سوى بنية دلالية صغيرة ستتحول (تتسرد) على إثر تدخل ذات الخطاب من خلال عناصر مشخصة (مؤنسنة) إلى كائنات تتحرك ضمن فضاء ثقافي قابل للإدراك (كل القصص التي يمكن أن تشتق من مفهوم مجرد كالحرية أو الخير أو الصدق).
 
وبما أن المستوى السردي لا يشكل في السميائيات السردية سوى المستوى التوسطي للدلالة، فإن الممثلين لا يشكلون بدورهم سوى تمثيل مؤنسن لهذه البنية العميقة المتجلية في الوظائف والمواصفات. ذلك أن الوظائف والمواصفات هي الخالقة للعوامل، وليس العكس، كما توهم بذلك أشكال التجلي، وهذا يعني أن دراسة بنية الشخصيات في عمل سردي ما، ستكون قاصرة ما لم تطرح، في أفق تحليلها، مهمة الإمساك بالمكون الدلالي الذي يقف وراء مجموع البنيات الأخرى، وهذا ما حاول النص الذي بين أيدينا القيام به.
 
ومع ذلك لا تشكل هذه الخطاطات سوى البنية العامة، أي الإطار الكلي الذي يمكننا من تحديد نمط وجود الشخصيات. هناك، بالإضافة إلى هذا المستوى، الكثير من المستويات الفرعية التي ترتبط بالوجود "الفعلي" للشخصيات وشكل مثولها ضمن تعددية النصوص وتنوعها. وفي هذا السياق يقدم لنا المؤلف مجموعة مما يسميه الوظائف؛ وهي وظائف مرتبطة بمجموعة من التحديدات هي مدخل المحلل نحو الإمساك بخصوصية النص.

الصفحات