أنت هنا

قراءة كتاب سميولوجية الشخصيات الروائية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سميولوجية الشخصيات الروائية

سميولوجية الشخصيات الروائية

نقدم لقراء العربية طبعة جديدة، مزيدة ومنقحة، لكتاب فيليب هامون "سميولوجية الشخصيات الروائية"، وهي الدراسة التي تناول فيها مجموعة من القضايا الخاصة ببناء الشخصية في النص السردي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
3 ـ أن تكون صيغ التجميع والتأليف محددة بعدد قليل (ونهائي) من القواعد (تركيب).
 
4 ـ أن يكون وجود الظاهرة مستقلا عن لامحدودية الإرساليات المنتجة، أو القابلة للإنتاج، كما يكون مستقلا عن طابعها التركيبي(10).
 
كل الألسنة (طبيعية كان أم اصطناعية) تستجيب لهذه الشروط الأربعة، إلا أن اللسانيات، كما هو معروف (لسانيات العلامات بالمعنى الضيق للكلمة) تحدد وتتحكم في مجموعة من الوحدات ذات الأحجام الصغيرة (الصفات المميزة، الفونيم، المورفيم، الجزء،...)، في حين يقع على عاتق نظرية الشخصيات (المنضوية تحت لسانيات الخطاب)، بالإضافة إلى ما سبق، بلورة أنواع أخرى من الوحدات (المقطع، الجزء السردي، النص، العامل)(11).
 
ومن جهة أخرى، لا يبدو أن المشروع الإبلاغي يشكل، خاصة في مجموعة كبيرة من النصوص الحديثة، الشرط الضروري والكافي لتحديد مجال للدراسة السميولوجية. فقد يكون الدال في هذه النصوص أكثر أهمية من الإبلاغ، ويكون الاصطلاحي أكثر أهمية من العنصر الإخباري، وتكون المشاركة اللعبية أكثر أهمية من تبليغ مدلول ما (وهذا هو مصدر السؤال: هل تعود كل ظاهرة ثقافية ـ رسم، موضة ـ إلى السميولوجيا؟).
 
وأخيراً، هل يكمن الاختلاف الموجود بين حقل كالأدب (الذي يضع شخصيات للتداول) وبين الحقل السميولوجي، كما يشير إلى ذلك ك. توجيبي، في أن السنن والإرسالية يتطابقان في حالة العمل الأدبي (إضافة إلى ذلك أن الممارسات الخاصة، كالإبدال مثلا، لا يتم تطبيقها)، فكل عمل أدبي يملك سننه الأصلي، كما يملك "نحوه" الذي يتحكم في التأليف بين الوحدات ذات الأحجام والقيم البالغة الخصوصية(12).
 
لن ننكر أن كل هذه الاعتبارات تعقد إلى أقصى الحدود عملية تحديد حقل خاص (سميولوجي) لدراسة الشخصية، وبناء لغة واصفة ملائمة ومنسجمة مع موضوعها. ومن بين المشاكل التي تطرحها هذه القضية هناك التمييز الممكن بين حقل "أسلوبي" (أو بلاغي أو كلام) عن حقل آخر يجب إقصاؤه من التحليل. فكيف يمكن التمييز بين ما يعود إلي الأدب، وبين ما يعود إلى أدبية الشخصية؛ وكيف يمكن تمييز الاشتغال بالعمل الأدبي والاشتغال بالنص عن المعطى الملموس والمبني نظريا؟
 
هل من الضروري أن نميز بين شخصية / علامة (نابليون كما هو مثبت في المعجم) وبين شخصية داخل ملفوظ لاأدبي (نابليون وبدائله في حوار يومي، في كتاب مدرسي للتاريخ، أو في مقالة صحفية)، وبين شخصية تظهر من خلال ملفوظ أدبي (نابليون في رواية "السلم والحرب" لتولستوي)؟
 
يمكن تصور إمكانية التمييز بين هذه الحقول المختلفة، والتمييز بين مستويات متعددة لتحليل ما يمكن تسميته "الأثر / الشخصية للنص" (بدل "الشخصية")، وذلك من أجل تجنب الرغبة في منح هذه الشخصية ماهية "موحدة" مفترضة.

الصفحات