أنت هنا

قراءة كتاب فتيان الزنك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فتيان الزنك

فتيان الزنك

كتاب " فتيان الزنك " ، تأليف : سفيتلانا أليكسييفيتش ، ترجمة :

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
الصفحة رقم: 7

كتب لي ولدي منذ فترة قريبة: «أنا أكره ذلك الميت». وحدث هذا بعد خمسة أعوام... ماذا جرى هناك؟ إنه يلتزم الصمت. وقد عرفت أن اسم الشاب القتيل هو يورا، وتبجَّح بأنه كسب في أفغانستان الكثير من الصكوك. وتبيّن لاحقاً أنه خدم في إثيوبيا برتبة برابورشيك3. وكذب في حديثه عن أفغانستان...

قالت المحامية في المحكمة إننا نحاكم شخصاً مريضاً. من يجلس في قفص الاتهام ليس مجرماً، بل شخصاً مريضاً يجب علاجه. وحدث هذا قبل سبعة أعوام حين لم تُعرف الحقيقة بعد عن أفغانستان. وُصفوا جميعاً بالأبطال، وبالمقاتلين الأمميين. أمَّا ولدي فهو قاتل... لأنه فعل هنا ما كانوا يفعلونه هناك. لماذا منحوهم الميداليات والأوسمة هناك؟ ولماذا حاكموه وحده ولم يحاكموا من أرسله إلى هناك وعلَّمه كيفية القتل؟! أنا لم أعلِّمه ذلك.. (تثور وتصرخ).

لقد قتل رجلاً بطبر مطبخي. وفي الصباح جاء به ووضعه في الدولاب، مثل أية ملعقة أو شوكة...

أنا أحسد الأم التي عاد ابنها بدون سيقان... دعه يكرهها حين يسكر، ودعه يكره العالم بأسره، ودعه ينهال عليها بالضرب كوحش. إنها تستأجر له المومسات بغية ألا يفقد عقله. حدث مرَّة أن أصبحت عشيقة له، لأنه خرج من الشرفة، وأراد أن يلقي بنفسه من الطابق العاشر. أنا أوافق على كل شيء، إنني أحسد جميع الأمَّهات حتى اللواتي يرقد أبنائهنَّ في القبور. كنت سأجلس عندئذ عند القبر وأشعر بالسعادة، ولحملت الزهور إليه.

هل تسمعون نباح الكلاب؟ إنها تطاردني. أنا أسمعها...

الصفحات