أنت هنا

قراءة كتاب الكويت من النشأة إلى الإحتلال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الكويت من النشأة إلى الإحتلال

الكويت من النشأة إلى الإحتلال

هذا الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة مكونة من ثلاثة أجزاء تتناول في مجموعها تاريخ الكويت السياسي منذ النشأة حتى نهاية العام 2012، ويتحدث هذا الجزء عن الفترة الممتدة من بداية وصول العتوب (آل صباح) إلى القرين (الكويت) في السنوات الأولى من القرن الثامن عشر إلى ا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

إخوان مريم

ومع مطلع العام 1783، وجد الكويتيون أنفسهم يتمتعون بالقوة الكافية للتحلل من دفع الرسوم المفروضة عليهم من حكام بني كعب في المحمرة، فامتنعوا عن الدفع، ولمتنجح محاولات شيخ المحمرة بركات الكعبي في إجبارهم على الدفع، فلجأ إلى حيلة أخرى وهي طلب يد ابنة أمير الكويت عبدالله بن صباح لأحد أبنائه، إلا أن الشيخ عبدالله رفض هذا الطلب، فما كان من الكعبيين إلا تحريك أسطول سفنهم العملاقة اتجاه الكويت في مايو من العام 1783، فبادر الكويتيون لملاقاتهم في موقع قريب من جزيرة فيلكا اسمه الرقة، ومن حسن حظهم جاء الالتحام وقت جزر البحر فعلقت السفن الكعبية بالطين، وتمكن الكويتيون بسفنهم الصغيرة من التحرك السريع حول سفن الأعداء والانقضاض عليها الواحدة تلو الأخرى لقتل من فيها، وبذلك تكبد الكعوب خسارة كبيرة في الأرواح والممتلكات وفرت سفنهم المتبقية إلى المحمرة، وقد حاول الشيخ بركات الانتقام من هذه الهزيمة إلا أنه اغتيل في الحادي عشر من يونيو 1783 واغتيلت أطماعه معه·
على الجانب الآخر من الخليج، وجد عتوب الزبارة (آل خليفة) أنفسهم يتمتعون بالقوة الكافية للتحلل من دفع الرسوم المفروضة عليهم من الشيخ ناصر آل مذكور حاكم بوشهر والبحرين، خصوصاً بعد رحيل كريم خان الذي كان يدعمه من شيراز، فتسبب هذا الرفض باضطراب العلاقة بين الطرفين مما دفع عتوب الزبارة لمهاجمة البحرين وتخريب ما فيها بعد نهبها، ثم عادوا إلى الزبارة فلحقتهم قوات ناصر المذكور بقيادة ابن أخيه، وقام هؤلاء بمحاصرتهم إلا أن هذا الحصار لم ينفع في تغيير موقف العتوب، فنزلت القوات للزبارة لكنها فوجئت باستقبال العتوب لهم بقوات كبيرة على الأرض، ووصول امدادات من الكويت من البحر، فلم يعد أمامهم سوى الانسحاب بعد تلقي الخسارة على أرض المعركة، إلا أن العتوب لم يكتفوا بذلك، فجمعوا قواتهم وتوجهوا إلى البحرين وحاصروها حتى استسلم من فيها في التاسع والعشرين من يوليو 1783، وبذلك انتقل عتوب الزبارة للإقامة في البحرين، وأصبح الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة أميراً عليها·
وبعد الانتقال للبحرين توسعت تجارة عتوبها وعتوب الكويت بشكل كبير، فازدهرت مدنها وازداد عدد سفنها والموانئ التي تنقل إليها بضاعتها، وبهذا أصبحت في منافسة مباشرة مع قواسم رأس الخيمة وسلطان عمان في مسقط، أيضاً تسبب هذا التوسع في شعور عتوب الجلاهمة بالظلم لعدم حصولهم على ما يستحقونه من أرباح، فانشقوا عن البحرين وعادوا للاستقرار في خور حسان في قطر، ومنها بدؤوا بأعمال قطع الطريق والقرصنة، فأصبح زعيمهم رحمة بن جابر الجلاهمة من أشهر قراصنة الخليج· وفي العام 1793 دبت الخلافات بين موظفي الوكالة التجارية البريطانية في البصرة وبين موظفي الدولة العثمانية، فقرر الإنجليز نقل الوكالة -للمرة الثانية - إلى الكويت التي وصلوا إليها في مايو 1793.

الصفحات