أنت هنا

قراءة كتاب الكويت من النشأة إلى الإحتلال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الكويت من النشأة إلى الإحتلال

الكويت من النشأة إلى الإحتلال

هذا الكتاب هو الجزء الأول من سلسلة مكونة من ثلاثة أجزاء تتناول في مجموعها تاريخ الكويت السياسي منذ النشأة حتى نهاية العام 2012، ويتحدث هذا الجزء عن الفترة الممتدة من بداية وصول العتوب (آل صباح) إلى القرين (الكويت) في السنوات الأولى من القرن الثامن عشر إلى ا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

لم يتعمد الإنجليز - الذين عادوا إلى البصرة في العام 1795 - إظهار مساندتهم للكويت ضد ابن سعود، لأنهم كانوا بأمس الحاجة إليه في تأمين مرور البريد عبر الأراضي الواقعة تحت سيطرته، خصوصاً أنها - أي الأراضي - كانت تتوسع يوماً بعد يوم، فقد آمن القواسم بمبادئ المذهب الوهابي، واضطر عتوب البحرين والقطريين للخضوع إلى نفوذه بعد مساعدة الوهابيين لهم في طرد سلطان مسقط، أيضاً توسعت فتوحات الوهابيين لتشمل مكة والمدينة، ووصلت غاراتهم إلى المدن العراقية، ففوجئت مدينة كربلاء - المقدسة عند الشيعة - بهجوم ساحق من جانب الوهابيين الذين أوقعوا مجزرة رهيبة بالسكان العزل بعد أن تم لهم الاستيلاء على المدينة، وقد أثارت هذه الحادثة سخطاً عظيماً في إيران على باشا بغداد لافتقاره إلى اليقظة والحذر، فحاول الباشا الرد على الوهابيين بهجوم معاكس في العام 1802، إلا أنه فشل، فجاء الانتقام على يد رجل شيعي من العراق، انقض على الإمام عبدالعزيز بن سعود وقتله وهو يصلي في الدرعية في نوفمبر من العام 1803.
وبعد مقتل ابن سعود انتقل الحكم إلى ابنه سعود بن عبدالعزيز الذي واصل مسيرة والده وجده في الفتوحات والغزوات، فحاول فرض نفسه على الشيخ عبدالله بن صباح من خلال المطالبة بدفع الجزية، إلا أن الشيخ عبدالله رفض هذا الطلب، مما دعا سعود لتجهيز جيشه لغزو الكويت في يونيو عام 1808، لكن هذا الجيش فشل في مهمته فلجأ سعود إلى تحريض سلطان عمان والقواسم على غزو الكويت من البحر فلم يتحمس هؤلاء للفكرة، فكان للكويت أسطول قوي وليس من السهل القضاء عليه، في الوقت نفسه، أحكم سعود سيطرته على الأحساء وقطر والبحرين وعيّن عليها محمد بن معيقل الوهابي وكيلا عنه، ولم يسمح بعودة آل خليفة لحكم البحرين قبل أن يقبلوا بدفع الأتاوات للوهابيين في العام 1810.
وبذلك أصبح الشيخ عبدالله بن صباح الحاكم الوحيد - في الخليج - القادر على الصمود في وجه المد الوهابي والحفاظ على استقلالية بلده، وقد توفي في العام 1814 لينتقل الحكم من بعده إلى ابنه الشيخ جابر بن عبدالله بن صباح، الذي كان مقيما في البحرين لخلاف بينه وبين والده، فعاد إلى الكويت بعد الوفاة لتسلم مقاليد الحكم من الحاكم المؤقت الشيخ محمد بن سلمان بن صباح، وقد تزامنت وفاة الشيخ عبدالله مع وفاة الإمام سعود بن عبدالعزيز وانتقال الحكم إلى ابنه عبدالله بن سعود، لكن ظروف تسلُّم عبدالله للحكم اختلفت كلياً عن ظروف حكم والده، فقد تسببت سيطرة الوهابيين على الحجاز بما فيه من مقدسات إلى استفزاز الدولة العثمانية، فأوعزت إلى واليها في مصر - محمد علي باشا - لاستعادتها وطرد الوهابيين منها ومن باقي الجزيرة العربية، فشن محمد علي حملته العسكرية على الوهابيين وتمكن من استعادة مكة والمدينة، ثم انتقل إلى حصار الدرعية لستة أشهر، فأُجبر عبدالله بن سعود على الاستسلام في السادس عشر من نوفمبر 1818، فقبضوا عليه وأرسلوه إلى الآستانة،وطِيفَ به في شوارعها على مدى ثلاثة أيام متتالية، ثم أعدموه في ميدان مسجد آيا صوفيا وتم عرض جثته للجماهير، وبذلك تم القضاء على الدولة السعودية الأولى·
وهكذا أصبحت جيوش محمد علي باشا - بقيادة خورشيد باشا - على مقربة من الكويت، فحرص الشيخ جابر بن عبدالله على أن تكون علاقته بهم طيبة، فأعلن ولاءه للسلطان، ورفع العلم العثماني على قصره في العام 1829، ولم يتوان عن تلبية كل ما تطلبه السلطات العثمانية في حملاتها العسكرية القريبة من الكويت، فعاونهم على حصار الزبير والقضاء على تمردها في 1836، ووقف بجانبهم في غزوهم للمحمرة في العام 1837.
لكنه في الوقت نفسه لم يتخل عن عاداته العربية الأصيلة واستقلاله السياسي من أجل الأتراك، فبعد تمكن القوات التركية من إخماد تمرد الزبير، لجأ أحد شيوخها - من آل زهير - إلى الكويت، فحرص الشيخ جابر على استقباله وحمايته ورفض تسليمه للأتراك، وتكرر الموقف نفسه بعد احتلال الأتراك للمحمرة، حيث لجأ شيخها ثامر الكعبي للكويت، فاستقبله الشيخ جابر وأكرم وفادته، جرى هذا في الوقت الذي حرص فيه الأتراك على فرض سلطاتهم على جميع المدن الخاضعة لابن سعود سابقاً، فوقعوا معاهدة بهذا الشأن مع حاكم البحرين عبدالله بن أحمد في العام 1839، ولم يطلبوا من الشيخ جابر التوقيع عليها، لأنه لم يخضع يوماً لسلطات ابن سعود أوغيره·

الصفحات