أنت هنا

قراءة كتاب فراغ مليء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فراغ مليء

فراغ مليء

كتاب "فراغ مليء"، للكاتب العراقي محمد خضير، يقول عن كتابه هذا الأديب الدكتور مأمون فريز جرار، "يمضي محمد خضير في مسيرته، يركب أجنحة الحروف ليطوف بنا في عالم من الأمل والألم، يصوّر الواقع بالكلمة وبالصورة، وإن يكن فيه بعض الظلمة، لكن ملامح الفجر ترتسم على ال

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5

قُدسنا...

في سياق التثاقف: توقيع على خاطرة ( قُدسُ من؟ ) للأستاذ خيري منصور المنشورة بجريدة الدستور، العدد رقم: 14870، الخميس، تشرين الأول 2009.
حينَ أدركتُ سؤالكَ؛ أَدْرَكَتْني بعضُ رجولةٍ.. فاستطعت البَوْحَ ملء صمتي بكلّ ما يعتصرني. القدسُ قُدْسُنا، قُدْسُ مَنْ يملكونَ الوقتَ رُغْمَ النّهاياتِ الضّيّقةِ، وقُدْسُ مَنْ يملكونَ الكلامَ رُغْمَ ألسنةٍ مطويّةٍ على حلقِها؛ تهوى الخرَس، وقُدْسُ مَنْ يكتبونَ لأجلها بالدّمِ الأرجوانيّ وألوانٍ أخرى مُشْتَهاة، قُدْسُ مَنْ يُجيدونَ البقاء فوقَ رغبةِ المِقصلةِ والموتُ المفرِطُ... هي قُدْسُ من يحمِلونَ نُعُوشَهُم على أكتافِ التّعَبِ بانتظارِ صلاةٍ هناكَ... ومَنْ هُم قادرونَ على تجاوُزِ مِحنةِ هدوئِنا الطويلِ! فكيفَ تَعمى البصيرةُ عن أولائك الماضين إلى مجدِهِم دونَنا؟.
ما زالت هيَ سِدرَةُ المبتدا، وما زالَتْ مِعراجَنا إلى النّصرِ، فمَن يحملونَ السكّين للنّيلِ مِنْ ضفائِرِها؛ هُم بالكادِ يدركونَ سلَّمَ المنتهى!، ومَنْ يُتاجِرونَ بحجارَةِ جُدرانِها وأزقّتِها هُم لا يَعقلونَ النّجاةَ!
القُدْسُ لها فَوارِسُها، ولَها مَنْ يحملونَ على عاتِقِهِم زَهْوَها ونَضْرَتَها، فما زالَتْ قُدْسُ الرَّسولِ ولا سَلولٌ يستهوي أزقَّتَها، ولن يضيرَها حمّالةُ الحَطَبِ مهما استنفَدَتْ الأشجارَ، ومهما أَمْعَنَ مقاوِلوها بالتّرفِ على حساب قيافَتِها، فهي رِهانُ النَّصرِ على أنفسِنا، ورهانُ كَشْفِ المستورِ بما تُواري (البذلاتُ الرّسميّةُ)، هي عروسُ العُروبةِ ملءَ الفمِ وملءَ العينِ، وهيَ البقيّةُ الباقيةُ من حُلُمِ العيش قبلَ النّفخِ بالبوقِ، ومهما ساقوها عَروسًا إلى مهودِهِم؛ تعرفُ كيفَ تحفَظُ عذريّتَها، وكيفَ تَصيرُ إلى إلهٍ توّجها قِبلةً أولى، فسَرَجَ قناديلَها زيتًا ربّانيًا يضيءُ حُلْكَتَنَا، وقرأ علينا أنْ لا تاريخَ لهم مهما استوطَنوا، وأنّ عِزّتَها معقودةٌ بنواصي مَن إذا صَمَتْنا تكلَّموا... قُدْسُنا قِبلةُ اللّهِ الأولى، وقِبلتُنا الأخيرةُ نَحْوَ الحياة.

الصفحات