لمدة سبع سنوات قمت بالمساعدة في إعطاء دورة في الدعاية والإعلان مدتها ستة عشر أسبوعاً في جامعة كاليفورنيا الجنوبية. كانت الدورة برعاية الجمعية الأمريكية لوكالات الإعلان (AAAA)، وقد صُممت لإعطاء شباب وكالات الدعاية والإعلان نظرة عامة عن المهنة التي اختاروها
أنت هنا
قراءة كتاب كيف تحصل على الأفكار؟
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
استمتع
من يضحكْ يعشْ.
ماري بيتيبون بول
أحياناً عندما أقرأ لـ (غوتة) يكون عندي شك قوي بأنه يحاول أن يكون مضحكاً.
غاي ديفنبورت
الجديّة هي الملاذ الوحيد للسطحي.
أوسكار وايلد
ليس بمحض الصدفة أنني صنّفت الاستمتاع كأول اقتراح في كيفية جعل عقلك في حالة الحصول على فكرة. في الواقع، وحسب خبرتي قد يكون أهم شيء.
وإليكم السبب:
عادة في أقسام الإبداع لوكالات الإعلام، يكون عمل الكاتب ومدير القسم الفني مع بعضهما كفريق واحد في مشروع ما.
عندما كان يحدث ذلك في أقسامي، كنت أعرف دائماً أي فريق سيأتي بأفضل الأفكار وأفضل الإعلانات، وأفضل الدعايات التلفزيونية، وأفضل لوحات الإعلانات.
لقد كان دائماً الفريق الأكثر استمتاعاً.
أولئك المقطبون والعاقدو الحواجب نادراً ما حصلوا على شيء جيد.
أولئك المبتسمون والضاحكون حصلوا في معظم الأحيان على شيء جيد.
هل كانوا يستمتعون لأنهم حصلوا على أفكار؟ أم أنهم حصلوا على أفكار لأنهم كانوا مستمتعين؟
الخيار الثاني بدون شك.
ومع ذلك، فأنت تعلم أن ذلك صحيح بالنسبة لكل شيء آخر، الأشخاص الذين يستمتعون بما يفعلون، ينجزون عملهم بشكل أفضل. إذن لماذا لا يكون ذلك صحيحاً بالنسبة للأشخاص الذين يوجدون الأفكار؟
«اجعل عملك في مؤسستك ممتعاً»، قال (ديفيد أوغيلفي)، رئيس وكالة إعلان. «عندما لا يستمتع الأشخاص فإنهم نادراً ما ينتجون إعلانات جيدة.»
لم يكن السيد (أوغيلفي) مضطراً لتحديد ملاحظاته في الأشخاص العاملين في وكالات الإعلان. إذ إن الشيء نفسه ينطبق على أي شخص في أي مكان يمكن أن يأتي بفكرة ما.
حسناً، أعلم أن ابتكار إعلانات هو محاولة إبداع ثانوية، ويمكنك اعتبار تطبيق الدروس التي تعلمتها هناك على الأعمال الأكثر أهمية عملاً أحمق. ولكنَّ الأشخاص العاملين في حقول أخرى يقولون الشيء نفسه عن الاستمتاع.
«الأشخاص الجديّون لديهم أفكار قليلة»، قال (بول فاليري). «الأشخاص الذين لديهم أفكار لا يكونوا جديين أبداً.»
في الواقع، ليس من المفاجئ أن تكون روح الفكاهة وجميع أنواع الإبداع متلازمة مع بعضها.
بالرغم من ذلك، وكما أشار (آرثر كسوستلر)، فإن أساس روح الفكاهة هو أيضاً أساس الإبداع - الدمج غير المتوقع لعناصر غير متشابهة لتشكيل وحدة كاملة جديدة منطقية فعلياً؛ كظهور انعطاف على اليسار عندما تتوقع أن الطريق يمتد بشكل مستقيم؛ إنه (الجمع الثنائي) [كما عبّر عنه (كوستلر)]، إطاران مرجعيان يلتقيان ببعضهما.
استمع إلى كيف يتم ذلك مع روح الفكاهة:
«وقعت نانسي ريغان وكسرت شعرها»، قال (جوني كارسون).
«كيف يمكنني أن أؤمن بالرَّب»، تساءل (ودي آلان)»، في حين أنني في الأسبوع الماضي انحشر لساني داخل أسطوانة الآلة الكاتبة الكهربائية؟»
«من الممكن ألا يكون السباق للأسرع، ولا النصر للأقوى»، قال (دامون رونيون)، «ولكن هذا هو الأسلوب للمراهنة.»
كتب (رينغ لاردنر) «أسكت، فَسَرَها».
في كل حالة يذهب عقلك في اتجاه واحد في الوقت الذي تُجبر فيه على تغيير الاتجاهات - وأعجب العجائب - أن هذا الاتجاه الجديد وغير المتوقع هو منطقي تماماً. لقد تم ابتكار شيء جديد، شيء ما وفقاً للحقيقة التي تبدو غالباً واضحة.
آه، ولكن ذلك هو بالضبط ما تعنيه الفكرة أيضاً. الدمج غير المتوقع لعنصرين «قديمين» لابتكار وحدة كاملة جديدة منطقية، «قالبان للتفكير» [كما عبّر عنها (كوستلر)] يلتقيان في حالة ما.
دمج (غوتنبيرغ) آلة صك نقود مع مكبس نبيذ وحصل على آلة طباعة.
دمج (دالي) الأحلام والفن مع بعضهما وحصل على السيريالية.
أحدهم دمج النار والطعام وحصل على الطبخ.
دمج (نيوتن) المد والجزر مع سقوط التفاحة وحصل على قانون الجاذبية.
دمج (داروين) كوارث البشرية مع توالد الأجناس وحصل على نظرية الانتخاب الطبيعي.
دمج (هتشينز) منبهاً مع ساعة وحصل على ساعة منبه.
دمج (ليبمان) قلم رصاص مع ممحاة وحصل على قلم رصاص بممحاة.
دمج أحدهم خِرقة مع عصا وحصل على ممسحة ذات عصا.