لمدة سبع سنوات قمت بالمساعدة في إعطاء دورة في الدعاية والإعلان مدتها ستة عشر أسبوعاً في جامعة كاليفورنيا الجنوبية. كانت الدورة برعاية الجمعية الأمريكية لوكالات الإعلان (AAAA)، وقد صُممت لإعطاء شباب وكالات الدعاية والإعلان نظرة عامة عن المهنة التي اختاروها
أنت هنا
قراءة كتاب كيف تحصل على الأفكار؟
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
ذهبت مرة إلى مقابلة للحصول على عمل في وكالة إعلان في شيكاغو. وبمجرد أن دخلت الوكالة عرفت أنها ستكون مكاناً جيداً للعمل، مكاناً تقفز فيه الأفكار من السقف. عندما خرجت من المصعد، كان يوجد على الحائط تلك اللوحة الكبيرة ذات المظهر الرسمي داخل إطار:
كانت هناك محاطة بإطار على الحائط - «قالبان للتفكير» يلتقيان في حالة ما. إطاران مرجعيان يلتصقان ببعضهما. روح الفكاهة والإبداع. من الصعب أن تحصل على أحدهما دون الآخر. ونفس الشيء ينطبق على الاستمتاع والأفكار. والمرح والأداء.
دعوني أروي لكم قصة:
عندما بدأت عملي في الإعلان، كان المؤلفون ومدراء الأقسام الفنية يرتدون الملابس التي يرتديها كل شخص في العمل- كان الرجال يرتدون البذلات وربطات العنق، والنساء يرتدين الفساتين أو الأطقم النسائية.
في أواخر الستينيات تغيّر كل ذلك. بدأ الناس يلبسون الكنزات والبناطيل الجينز و(التي شيرتات) وأحذية الرياضة. لقد كنت أدير قسم إبداع في ذلك الوقت، وسألتني مجلة (لوس أنجلوس تايمز) ما هو رأيي بالأشخاص الذين يأتون إلى العمل بذلك الشكل.
فقلت: «لا أهتم حتى لو أتوا إلى العمل بالبيجامات، طالما أنهم ينجزون العمل بنجاح.»
بالتأكيد، وفي اليوم الذي تلا صدور الموضوع (مع إجابتي)، حضر جميع موظفي القسم بالبيجامات. لقد كانت متعة كبيرة. ضجّ المكتب بالمرح والضحك.
الأهم من ذلك، فقد كان ذلك اليوم والأسبوع الذي تلاه من أكثر الأوقات التي مرت على دائرتي إنتاجية. كان الجميع يستمتع، وأصبح العمل أفضل.
لاحظوا مرة ثانية علاقة السبب والأثر ببعضهما: حدثت المتعة أولاً؛ والعمل الأفضل ثانياً. الاستمتاع يحرر الإبداع. إنه أحد الحبوب التي تزرعها لتحصل على الأفكار.
بإدراكنا ذلك، نبدأ بزرع المزيد من تلك البذور لنجعل الحضور إلى العمل شيئاً ممتعاً. من المحتمل أن تكفي بذرتان في مكان عملك،أو يمكن أن تومض فكرة من تلك التي تنمو.
اجتماع في الحديقة... يقع مكتبنا في الشارع مقابل الحديقة. وكنا نعقد اجتماعاً مرة في الشهر تقريباً هناك. (من المدهش حقاً كيف أن مجرد الخروج من المكتب ينمي الصداقة الحميمة ويرفع الإنتاجية.)
يوم عائلي. يأتي الأطفال مرة في السنة ليروا أين يعمل آباؤهم وأمهاتهم.
لعبة السهام. نضع لوحة تسديد السهام في غرفة مؤتمراتنا ونلعب لعبة الأسهم عندما نحتاج لفترة راحة.
من هذا؟ يحضر الموظفون والموظفات صوراً لهم عندما كانوا أطفالاً. ونثبت جميع الصور على الحائط، ونرقمها، ويحاول كل شخص أن يحزر من هذا أو ذاك. والشخص الذي يجمع أكبر عدد من الإجابات الصحيحة يحصل على جائزة.
طفل جميل/ بشع. نقوم بنفس ما فعلناه في الأعلى، ولكن نصوّت جميعنا على أي طفل هو الأجمل، وأيهم الأبشع. وهنالك جوائز بالطبع.
معرض فنون وصناعات يدوية. يبيع الأشخاص (أو يعرضون فقط) أشياء صنعوها هم أو عائلاتهم في البيت.
هوكي في المدخل. خلال ساعة الغداء، نلعب أحياناً الهوكي في المدخل بعصي هوكي حقيقية ولكن بلفيفة ورق بدلاً من البَك (قرص مطاطي يستعمل في لعبة الهوكي.)
أعمال أطفال فنية. يحضر الآباء أعمال أطفالهم الفنية، وعليها بطاقات بأسمائهم ويعلقونها في الردهة.
صلصات حارّة. تحضر الطبخات إلى القسم داخل قدور طبخ اللحم؛ ونقوم بالتذوق والتصويت على الفائز.
يوم الملابس الرسمية. بين حين وآخر نأتي جميعنا مرتدين أفضل الملابس.
قِدر الحظ. كل شخص يحضر قِدراً فيه نوع طعام، ونجلس جميعاً في الردهة ونتناول الغداء مع بعضنا.
«إذا لم يكن ممتعاً فلماذا نقوم به؟» يقول (جيري غرينفيلد) صاحب محلات (بن وجيري للبوظة).
ويوافق (توم جيه. بيترز): «المقدمة رقم واحد في العمل هي ألا يكون مملاً أو فاتراً.» وأضاف: «يجب أن يكون ممتعاً. فإذا لم يكن ممتعاً، فأنت تهدر حياتك.»
لا تهدر حياتك. استمتع قليلاً.
وستحصل - ليس صُدفة - على بعض الأفكار.